فن ومشاهير

"الماجيك لا يرحل".. ذكرى رحيل محمود عبد العزيز.. ساحر الشاشة الذي كسر قواعد النجومية

"الماجيك لا يرحل".. ذكرى رحيل محمود عبد العزيز.. ساحر الشاشة الذي كسر قواعد النجومية

القاهرة - محمد ابراهيم -  

تحل اليوم، الأربعاء، ذكرى رحيل ساحر السينما المصرية، الفنان الكبير محمود عبد العزيز، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2016، تاركًا وراءه مسيرة فنية استثنائية جعلته واحدًا من أعظم نجوم مصر والعالم العربي. ورغم مرور السنوات، ما زال “الماجيك” حاضرًا في ذاكرة عشاق الفن، بابتسامته الهادئة وموهبته التي لا تتكرر.

ابن الإسكندرية الذي كسر قالب الوسامة ورفض أن يُحبس في أدوار العاشق الوسيم، اختار طريق التحدي منذ بدايته، ليصنع مجدًا فنيًا قلّ أن يتكرر. كانت انطلاقته الحقيقية عندما اكتشفه المخرج نور الدمرداش في مسلسل الدوامة عام 1973، أمام العملاق محمود ياسين والفنانة نيللي، قبل أن يخطف الأضواء سريعًا ببطولته في فيلم حتى آخر العمر عام 1975 مع نجوى إبراهيم.

من “رأفت الهجان” إلى “جبل الحلال”.. دراما محفورة في الوجدان

في الدراما التلفزيونية، كان محمود عبد العزيز حالة فنية متفردة. قدّم شخصيات لا تُنسى في مسلسلات البشاير ومحمود المصري وباب الخلق وجبل الحلال، إلا أن بصمته الأكبر كانت في الملحمة الوطنية الشهيرة رأفت الهجان، التي كرّسته رمزًا للبطولة والتجسيد الواقعي، وأثبتت أنه قادر على أن يحمل عملًا دراميًا بأكمله على كتفيه.

آخر أعماله الدرامية كان مسلسل رأس الغول عام 2016، الذي جسّد فيه شخصية تمزج بين الكوميديا والغموض، وكأنه كان يودّع جمهوره بخفة ظلٍ وعمقٍ في آنٍ واحد.

ساحر السينما.. وأستاذ التحولات

على الشاشة الكبيرة، تحوّل “الماجيك” إلى مرآة تعكس كل وجوه الإنسان. من الحفيد إلى الطوفان، ومن الكيف إلى الكيت كات، مرّ بكل الحالات الإنسانية بصدق مدهش.
في إعدام ميت قدّم وجه البطولة الوطنية، وفي الساحر غاص في أعماق النفس البشرية، أما في الكيت كات فحوّل الألم إلى فلسفة، وجعل الصمت أكثر بلاغة من الكلام.
ومن بناتنا في الخارج إلى سوق المتعة وإبراهيم الأبيض، ظل محمود عبد العزيز ممثلًا يضيف للحياة طاقة لا تنتهي.

الرحيل الصعب.. والجسد الذي قاوم حتى النهاية

في سنواته الأخيرة، دخل الفنان الكبير معركة شرسة مع المرض، إذ اكتشف الأطباء إصابته بالسرطان الذي انتشر في جسده، فسافر إلى فرنسا لتلقي العلاج، لكنه أصر على العودة إلى وطنه ليقضي أيامه الأخيرة بين أحبائه.
وفي الثاني عشر من نوفمبر عام 2016، رحل عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد رحلة صراع مع المرض، لكنها لم تُطفئ وهج فنه ولا بريق اسمه.

إرث لا يُمحى

رحل محمود عبد العزيز جسدًا، لكن أفلامه ومسلسلاته لا تزال تُدرّس، تُضحك وتُبكي وتُلهم أجيالًا من الممثلين. ترك لنا مدرسة في الأداء، قوامها الصدق، الذكاء، والبساطة، وكأنه يقول حتى اليوم: "الفن مش تمثيل.. الفن حياة."

 

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا