القاهرة - محمد ابراهيم -
يستعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الخامسة ليشهد واحدة من أهم لحظاته هذا العام، حيث يقدّم اليوم الأحد جلسة حوارية استثنائية تجمع بين أيقونة الإبداع العربي نادين لبكي وجمهور المهرجان، في لقاء مرتقب يُقام الساعة الخامسة مساءً، ويُنتظر أن يفتح ملفات الفن، التحدي، والجرأة التي صنعت من نادين حالة فريدة في السينما العالمية.
نادين لبكي… الوجه الذي غيّر معادلات السينما العربية
لم تكن مسيرة نادين لبكي مجرد نجاحات عابرة، بل كانت سلسلة من الزلازل الفنية التي هزّت حدود المنطقة العربية. بدأت رحلتها من عالم الإعلانات والفيديو كليب، حيث حصدت أعمالها جوائز لجرأتها البصرية، قبل أن تفاجئ العالم عام 2004 بفيلمها الروائي الأول «سكر بنات»، العمل الذي خرج من بيروت ليصبح رسميًا أحد أكثر الأفلام اللبنانية انتشارًا وتأثيرًا.
هذا النجاح دفع فرنسا لتكريمها عام 2008 بمنحها وسام “فارس في رتبة الفنون والآداب”، لتثبت أن موهبتها ليست محلية فقط، بل تحمل بصمة عالمية.
من «وهلأ لوين؟» إلى «كفرناحوم»… سينما تُربك المشاهد وتربح الجوائز
واصلت لبكي تحديها للثوابت وتقديم أعمال تُحاكي الواقع بجرأة وشاعرية نادرة. فجاء فيلم «وهلأ لوين؟» عام 2011 ليرسم صورة سينمائية مؤلمة وساخرة عن التعايش والتوترات الدينية، ويحصد موجة تقدير دولية.
لكن اللحظة الفاصلة كانت في 2018 مع فيلم «كفرناحوم»، العمل الذي انفجر مثل قنبلة فنية في مهرجان كان، وانتزع جائزة لجنة التحكيم، قبل أن يحصد ترشيحات البافتا والغولدن غلوب والسيزار، ويصل إلى أهم منصات العالم بترشيحه للأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. بذلك أصبحت نادين أول امرأة عربية ناطقة بالعربية تُرشح لهذه الفئة.
نادين… من المخرجة المتمردة إلى قاضية الفن في مهرجان كان
وفي عام 2019، تولت رئاسة لجنة تحكيم مسابقة “Un Certain Regard” في مهرجان كان، مؤكدة مكانتها كأحد أبرز أصوات السينما المعاصرة. وفي 2024، عززت هذا الحضور بانضمامها رسميًا إلى لجنة التحكيم للدورة الـ77 لمهرجان كان.
اليوم، يعود الجمهور ليجلس أمامها مباشرة في جلسة وُعدت أن تكون مليئة بالأسرار والدروس والعواصف الفنية التي صنعت تاريخها، في حدث يعد من أقوى فعاليات مهرجان البحر الأحمر لهذا العام.
