نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر في ذكرى ميلادها الـ96.. نعيمة عاكف فراشة السينما التي رقصت على أنغام المجد والوجع في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة -
تحل اليوم الثلاثاء الموافق 7 أكتوبر، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة نعيمة عاكف، أيقونة الاستعراض والرقص الشرقي، التي لا تزال حتى اليوم رمزًا للموهبة الفطرية والبساطة الأصيلة التي ميّزت جيلًا كاملًا من نجمات الزمن الجميل. لم تكن نعيمة مجرد راقصة على خشبة المسرح، بل كانت حالة فنية متكاملة جمعت بين البهجة والموهبة والإصرار، لتترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري.
نشأة نعيمة عاكف
ولدت نعيمة عام 1929 بمدينة طنطا، ونشأت وسط أجواء السيرك التي صقلت شخصيتها وأكسبتها مرونة ولياقة استثنائية، قبل أن تخطفها الأضواء إلى عالم السينما، حيث دخلته عن طريق الصدفة البحتة. كانت صديقة للفنانة سعاد مكاوي، التي اصطحبتها في نزهة مع الفنانة هاجر حمدي، وهناك، في استوديو النحاس، لمحها المخرج الكبير حسين فوزي وقال عنها جملته الشهيرة: "هي دي اللي بدور عليها". كانت تلك اللحظة بداية قصة نجومية استثنائية.
أسند إليها حسين فوزي بطولة أول أفلامها "العيش والملح"، لتفتح لنفسها باب المجد الذي لم يُغلق حتى بعد رحيلها تميزت نعيمة بخفة ظلها وطبيعتها العفوية التي جعلتها قريبة من قلوب الجماهير، وبتنوع أدوارها التي تراوحت بين الكوميديا والاستعراض والدراما.
أعمال نعيمة عاكف
قدمت الفنانة الراحلة عددًا كبيرًا من الأعمال التي ما زالت محفورة في ذاكرة السينما، منها: "تمر حنة"، و"ست البيت"، و"يا حلاوة الحب"، و"أمير الدهاء"، و"الحقيبة السوداء" في كل عمل كانت تضيف لمسة فنية تجعل حضورها مختلفًا، فاستعراضاتها لم تكن مجرد رقصات، بل لوحات مليئة بالإحساس، تدمج بين الرشاقة والتمثيل في أداء نادر الوجود.
بعيدًا عن الأضواء، كانت نعيمة إنسانة بسيطة محبة للفن والجمال، تهوى الرسم على التحف الصينية التي كانت تزين بها منزلها، وتغمر حياتها حنانًا تجاه ابنها الوحيد محمد، الذي كان محور عالمها. لكن القدر لم يمنحها عمرًا طويلًا، إذ أُصيبت بمرض سرطان الرحم الذي أنهكها لسنوات ثلاث، لتفارق الحياة في ريعان شبابها عن عمر 37 عامًا فقط.
ورغم رحيلها المبكر، بقيت نعيمة عاكف رمزًا للأنوثة الفنية والجمال الطبيعي والموهبة الخالدة، لتظل حاضرة في وجدان جمهورها، كأنها ما زالت ترقص بخفة على شاشة الزمن، تبتسم وتقول: الفن حياة، والحياة لحظة تستحق أن تُعاش بكل حب.
أخبار متعلقة :