خبير تربوي: التوجيهات الرئاسية تضرب جذور أزمات التعليم وتعلن بداية مرحلة انضباط كاملة داخل المدارس

أحمد جودة - القاهرة - قال الدكتور تامر شوقي، إن التوجيهات الرئاسية الصادرة اليوم بشأن تطوير ملف التعليم تحمل دلالات بالغة الأهمية، إذ تمس جوهر الأزمات التي تعاني منها منظومة التعليم المصري وتهدد استقرارها.

وأوضح أن هذه التوجيهات ركّزت على محورين أساسيين، هما مواجهة التجاوزات والعنف داخل المدارس، والتصدي لظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة، بما يعكس إرادة سياسية واضحة لإصلاح التعليم من جذوره.

وأضاف شوقي أن هذه التوجيهات تعبّر عن إصغاء الدولة لشكاوى أطراف المنظومة التعليمية كافة مما يتعرضون له من مشكلات تتفاقم سنويًا، مشيرًا إلى أن اعتبار منع التجاوزات والغش توجهًا عامًا للدولة يعني تسخير الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذه على أرض الواقع.

وأكد أن هذا التوجه يعكس حرص الدولة على تحقيق الانضباط والعدالة داخل العملية التعليمية، إلى جانب تضافر أجهزة الدولة المختلفة لتنفيذ تلك الرؤية بما يضمن استعادة ثقة المجتمع في التعليم وتحسين سمعته.

ولفت إلى أن هذه الإجراءات ستُسهم في ردع كل من تسوّل له نفسه ارتكاب مخالفات داخل المدارس أو محاولة الغش في الامتحانات، خصوصًا امتحانات الثانوية العامة، مؤكدًا أن توقيت صدور التوجيهات تزامن مع عودة انتظام الطلاب في المدارس وما يصاحبها من تزايد في مشكلات الخروج عن النظام، الأمر الذي يعزز من أهميتها وضرورة سرعة تطبيقها.

وأشار الدكتور تامر شوقي إلى أن تحقيق هذه التوجيهات الرئاسية يتطلب حزمة من الإجراءات المكملة، في مقدمتها إعادة النظر في لوائح الانضباط المدرسي وتشديد العقوبات على حالات التجاوز أو الغش أو حتى الشروع فيه.

كما دعا إلى تطوير نظام امتحانات الثانوية العامة بما يقلل الاعتماد على الأسئلة الموضوعية ويزيد من الأسئلة المقالية الأكثر صعوبة على الغش.

وشدد على أهمية التشدد في تطبيق عوامل منع الغش داخل لجان الامتحانات، مثل تحديث كاميرات المراقبة، والاستعانة بشباب المعلمين في أعمال المراقبة، وفصل خدمة الإنترنت في محيط المدارس خلال أيام الامتحانات، إلى جانب أي إجراءات أخرى تضمن انضباط اللجان ومنع أي محاولات للغش أو الإخلال بسير الامتحانات.