الرياض - كتبت رنا صلاح - تشهد المملكة العربية السعودية منذ أعوام طفرة كبيرة في مجال تطوير أنظمة المرور وتحقيق الانضباط على الطرق وهذه الجهود تأتي انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 التي تضع سلامة المواطن والمقيم في صدارة الأولويات وفي هذا السياق، أعلنت إدارات المرور في مختلف المناطق عن إطلاق حملة ميدانية مكثفة استمرت أسبوعًا كاملًا، بدأت يوم الأحد الموافق العاشر من أغسطس 2025، وانتهت يوم السبت السادس عشر من الشهر ذاته . الحملة لم تكن مجرد إجراء اعتيادي، بل خطوة عملية تؤكد تصميم الدولة على التصدي للمخالفات المرورية والسلوكيات التي تهدد حياة مستخدمي الطرق، خصوصًا مع تزايد ظاهرة الدراجات الآلية المخالفة تموعط بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
المرور السعودي يبدأ حجز هذا النوع من المركبات بلا استثناء!
كشفت الإدارة العامة للمرور عن حصيلة ضخمة تمخضت عنها هذه الحملة، حيث تم ضبط 6,990 دراجة آلية مخالفة للأنظمة.
وتوزعت هذه الأعداد على عدة مناطق رئيسية، جاءت تفاصيلها كالتالي:
- منطقة الرياض: تصدرت القائمة بشكل واضح بـ 3,774 دراجة مخالفة، وهو رقم يعكس حجم الكثافة السكانية والمرورية في العاصمة، إضافة إلى الانتشار الواسع لاستخدام الدراجات في التنقل اليومي أو الأغراض الترفيهية.
- محافظة جدة: سجلت المرتبة الثانية بـ 2,047 دراجة مخالفة، ما يشير إلى حجم النشاط المروري الكبير في عروس البحر الأحمر، حيث تشهد المدينة ازدحامًا متزايدًا وحركة اقتصادية وسياحية نشطة.
- المدينة المنورة: جاءت ثالثة بـ 281 دراجة مخالفة، وهو رقم أقل نسبيًا لكنه يظل مؤشرًا على وجود الحاجة المستمرة للرقابة في هذه المنطقة ذات الطابع الديني والسكاني الخاص.
- المنطقة الشرقية: تم رصد 170 دراجة مخالفة، وهي منطقة معروفة بكثافة الحركة التجارية والعمالية، ما يجعل ضبط المرور فيها ضرورة حيوية.
- بقية المناطق: توزعت عليها الأعداد المتبقية، مما يوضح أن الظاهرة ليست محصورة في مدينتين أو ثلاث، بل هي موجودة على مستوى وطني يتطلب معالجة شاملة.
دوافع الحملة
أوضحت الإدارة العامة للمرور أن الهدف من هذه الحملات يتجاوز مجرد تسجيل المخالفات أو حجز المركبات، فالمسألة في جوهرها تتعلق بحماية الأرواح قيادة الدراجات الآلية بطريقة غير نظامية تُعد من أخطر السلوكيات المرورية، خاصة عندما يتجاهل السائقون ارتداء الخوذ أو الالتزام بالمسارات المخصصة. وتزداد الخطورة مع انتشار قيادة القاصرين لهذه الدراجات، أو استخدامها في الطرق السريعة دون أي احتياطات للسلامة، وهو ما يجعلها سببًا مباشرًا في حوادث جسيمة تنتهي غالبًا بخسائر في الأرواح أو إصابات بالغة.
تؤكد الحملة أيضًا أن الانضباط المروري ليس مسؤولية الجهات الرسمية فقط، بل هو سلوك فردي يعكس وعي السائقين فكل مخالفة مهما بدت بسيطة، يمكن أن تتحول إلى مأساة على الطريق.
الرياض في الصدارة
تصدُّر الرياض قائمة المخالفات بأكثر من نصف الأعداد الإجمالية يثير تساؤلات حول طبيعة التحديات المرورية في العاصمة. الرياض مدينة كبرى، تشهد توسعًا عمرانيًا متسارعًا وتزايدًا في أعداد السكان والمقيمين، ما يجعلها بيئة خصبة لظهور أنماط مرورية متنوعة، من بينها الانتشار الكبير للدراجات الآلية بعض هذه الدراجات يُستخدم لأغراض توصيل الطلبات، وبعضها الآخر للترفيه أو التنقل الفردي غير أن غياب الالتزام بالأنظمة – سواء من خلال عدم تسجيل المركبات أو عدم ارتداء وسائل الحماية – يؤدي إلى تضخم حجم المخالفات، ما يفرض على المرور تكثيف جهوده في هذه المنطقة تحديدًا.
جدة
المرتبة الثانية التي احتلتها جدة بـ 2,047 مخالفة تعكس طبيعة المدينة الساحلية ذات النشاط الاقتصادي والسياحي فالمناطق القريبة من الكورنيش أو الأحياء المكتظة تشهد انتشارًا ملحوظًا لاستخدام الدراجات، خصوصًا بين فئة الشباب ومع ذلك، فإن غياب التنظيم والالتزام بالضوابط يجعل الأمر أكثر خطورة، لا سيما مع تداخل الدراجات مع حركة المركبات الكبيرة والشاحنات في بعض الشوارع الحيوية.
المدينة المنورة والمنطقة الشرقية
رغم أن أعداد المخالفات في المدينة المنورة والشرقية كانت أقل مقارنة بالرياض وجدة، إلا أنها تبقى مؤشرًا مهمًا ففي المدينة المنورة، الطابع الديني للمدينة وتوافد الزوار بشكل مستمر يجعل الالتزام المروري ضرورة قصوى لتجنب أي مخاطر أما المنطقة الشرقية، فحجم النشاط الصناعي والتجاري الكثيف يتطلب انضباطًا دائمًا، حتى لو كانت الأعداد المرصودة أقل.
أخبار متعلقة :