الرياض - كتبت رنا صلاح - تستعد المملكة العربية السعودية لمرحلة جديدة من مسيرة التعليم، مع عودة المعلمين والمعلمات يوم الأحد الثالث والعشرين من صفر لعام 1447هـ، الموافق السابع عشر من أغسطس 2025م، إلى مدارسهم في مختلف المراحل الدراسية، هذه العودة لا تمثل مجرد حدث روتيني يتكرر في كل عام، بل تأتي هذا العام محمّلة بقرارات تنظيمية جديدة وتوجهات تطويرية تعكس رؤية المملكة في تحديث العملية التعليمية وربطها بأهدافها الاستراتيجية الكبرى ظشرذه بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
التعليم السعودي يمدد عطلة المعلمين ويمنحهم أسبوعًا قبل بدء الدراسة
أوضحت وزارة التعليم أن عودة الكوادر التعليمية ستشمل جميع إدارات التعليم ابتداءً من التاريخ المحدد، إلا أن بعض المناطق، وخاصة مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف، ستشهد ترتيبات خاصة ففي هذه المناطق تقرر أن تكون عودة الكوادر يوم الأحد الأول من ربيع الأول 1447هـ الموافق الرابع والعشرين من أغسطس، بينما سيبدأ العام الدراسي للطلاب يوم الأحد الثامن من ربيع الأول الموافق الحادي والثلاثين من الشهر نفسه. ويرتبط هذا التباين بخصوصية هذه المناطق وما تحمله من طبيعة دينية وسياحية مرتبطة بمواسم الحج والعمرة وزيارة الحرمين الشريفين، ما يفرض مرونة أكبر في التنظيم لتجنب أي تعارض بين العملية التعليمية وهذه المواسم ذات الطابع الاستثنائي.
اعتماد نظام الفصلين الدراسيين
في خطوة محورية أعلن مجلس الوزراء موافقته على اعتماد نظام الفصلين الدراسيين ابتداءً من العام الدراسي 1447هـ/1448هـ (2025/2026م)، هذه العودة إلى الفصلين تعكس مراجعة دقيقة للتجارب السابقة ورغبة جادة في المواءمة بين مصلحة الطالب، وكفاءة النظام التعليمي، والاعتبارات المجتمعية والاقتصادية. وزارة التعليم أكدت أن النظام الجديد يحافظ على الإطار الزمني المعتمد للتقويم الدراسي للأعوام الأربعة المقبلة، وهو ما يوفر استقرارًا للتخطيط التربوي والإداري، ويمنح إدارات التعليم وضوحًا في إدارة الجداول الزمنية للعام الدراسي.
مرونة خاصة لمناطق مكة والمدينة
من بين أبرز ملامح القرار الجديد، منح إدارات التعليم في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة ومحافظتي جدة والطائف مرونة إضافية في إعداد وتنفيذ الخطط الدراسية، وهذه المرونة ليست مجرد إجراء تنظيمي، بل هي انعكاس لواقع عملي؛ إذ أن هذه المناطق تشهد كثافة بشرية هائلة خلال مواسم الحج والعمرة، ما يفرض أن تكون الجداول الدراسية متكيفة مع الظروف الاستثنائية. هذا التوجه يعزز التكامل بين وزارة التعليم والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة، ويتيح للمدارس أن تلعب دورًا مجتمعيًا أوسع، سواء من خلال المبادرات الاجتماعية أو الأنشطة التي ترتبط بخدمة ضيوف الرحمن.
العودة إلى الفصلين بعد تجربة الفصول الثلاثة
القرار الجديد لم يأتِ من فراغ؛ بل جاء بعد تقييم موضوعي لتجربة الفصول الثلاثة التي طبقتها الوزارة في السنوات الماضية، هذه التجربة أسهمت في ترسيخ مبدأ الحد الأدنى للأيام الدراسية، بحيث لا يقل عن 180 يومًا سنويًا وهذا الرقم ليس عشوائيًا، بل يتسق مع المعايير العالمية المتبعة في كثير من الدول المتقدمة ووفقًا لمؤشرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). تجارب الدول الأعضاء في مجموعة العشرين أظهرت أن المعدل العالمي للأيام الدراسية يتراوح بين 180 و185 يومًا، بل يصل في بعض الدول إلى 200 يوم وبالتالي فإن المملكة، من خلال اعتمادها لهذا المعيار، تؤكد حرصها على أن يكون نظامها التعليمي متكافئًا مع أفضل الممارسات العالمية، وفي الوقت نفسه ملائمًا لخصوصياتها الثقافية والاجتماعية.
أخبار متعلقة :