الرياض - كتبت رنا صلاح - في خطوة بجديدة تؤكد حرص وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية على الانضباط والالتزام داخل المؤسسات التعليمية، أعلنت الوزارة رسميًا عن تطبيق قرار يقضي بخصم يوم كامل من رصيد المعلم أو المعلمة مقابل كل سبع ساعات من التأخير في الحضور إلى مقر العمل وهذا القرار أثار جدلًا واسعًا بين أوساط الكوادر التعليمية، حيث اعتبره البعض إجراءً صارمًا لكنه ضروري، فيما رأى آخرون أنه يحتاج إلى دراسة أعمق لتفادي أي آثار سلبية محتملة على أداء المعلمين أو روحهم المعنوية بشرغي بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
عقوبة غير مسبوقة .. التعليم تبدأ بحسم يوم كامل من راتب المعلم عند تراكم ساعات التأخير
لا يخفى على أحد أن التعليم لا يقتصر على الكتب والمناهج، بل يقوم على منظومة متكاملة يكون فيها المعلم القدوة الأولى أمام طلابه الانضباط في الحضور يعكس صورة إيجابية عن المعلم، ويغرس في نفوس الطلاب أهمية احترام الوقت والالتزام بالمسؤوليات ومن هنا فإن تأخر المعلم عن الحضور لا يعني مجرد دقائق ضائعة، بل يعني أيضًا ضياع فرصة تعليمية قد لا تُعوض.
الوزارة في قرارها الأخير لم تستهدف التضييق على الكوادر التعليمية بقدر ما سعت إلى تعزيز هذا المبدأ، فجعلت من الانضباط قاعدة لا يمكن التهاون فيها، وربطت الغياب أو التأخير بآلية واضحة للعقاب، وهي الخصم من الراتب بما يعادل يومًا كاملاً لكل سبع ساعات متفرقة أو متراكمة من التأخير.
كيف يُحسب التأخير وفق القرار الجديد؟
بحسب ما أعلنته وزارة التعليم، فإن الساعات التي يتأخر فيها المعلم تجمع بشكل تراكمي، فليست المسألة مقصورة على يوم واحد فقط، وإنما يجري احتساب مجموع الساعات خلال فترة زمنية، فإذا بلغت سبع ساعات يُطبق الحسم على سبيل المثال:
- إذا تأخر المعلم ساعة واحدة في الأسبوع الأول، وساعتين في الأسبوع الثاني، وأربع ساعات في الأسبوع الثالث، فإنه عند اكتمال سبع ساعات يخصم يوم كامل من رصيده.
- أما إذا تجاوز مجموع التأخير 14 ساعة مثلًا، فيُخصم يومان كاملان، وهكذا.
أهداف القرار
الوزارة لم تُصدر هذا القرار إلا بعد دراسة معمقة لواقع المدارس والتحديات التي تواجهها. ومن أبرز الأهداف التي تسعى إليها:
- تعزيز الانضباط الوظيفي: رفع مستوى الالتزام بالحضور في المواعيد المحددة، مما يعزز سير العملية التعليمية بسلاسة.
- حماية حق الطلاب: فكل دقيقة يتأخر فيها المعلم، تعني فقدان جزء من وقت الطالب المخصص للتعلم.
- توزيع عادل للمسؤوليات: إذ أن المعلمين الملتزمين كانوا في السابق يشعرون بوجود تفاوت بينهم وبين زملائهم الذين يتأخرون دون عقاب واضح.
- رفع كفاءة الأداء: الانضباط في المواعيد يعكس جدية في العمل، وينعكس إيجابًا على جودة التعليم.
ردود الفعل بين المعلمين والمعلمات
القرار بطبيعة الحال قوبل بآراء متباينة، فهناك من يرى أنه حازم لكن في محله، لأن الانضباط الوظيفي أساس لا يمكن التنازل عنه، وأن مثل هذه الإجراءات تعيد الأمور إلى نصابها.
في المقابل، عبّر بعض المعلمين عن قلقهم من أن تطبيق الخصم قد يؤثر على الروح المعنوية، خصوصًا في الحالات الطارئة الخارجة عن إرادة المعلم، مثل الزحام المروري، أو الظروف العائلية المفاجئة هؤلاء يطالبون بأن يترافق القرار مع وجود مرونة في حالات استثنائية يتم تقديرها من قِبل مديري المدارس أو إدارات التعليم.
أخبار متعلقة :