الرياض - كتبت رنا صلاح - أصدرت وزارة التعليم قرارًا رسميًا يحمل رسالة واضحة وحاسمة: الطالب أو الطالبة في المرحلة المتوسطة الذي يتجاوز غيابه 10% من أيام العام الدراسي دون عذر مقبول، لن يُسمح له بالانتقال إلى الصف التالي هذا القرار على بساطته الظاهرية، يحمل في طياته أبعادًا تربوية وانضباطية وتنظيمية عميقة، تهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة هيبة الانضباط المدرسي وترسيخ مفهوم أن العملية التعليمية ليست مجرد حضور شكلي، وإنما التزام حقيقي يتطلب جدية ومثابرة اطفنل بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
صدمة للطلاب .. التعليم السعودي يمنع الانتقال للعام التالي عند حدوث هذا الأمر
منذ عقود، ظل الغياب المدرسي مشكلة مزمنة تواجه المدارس والمعلمين وأولياء الأمور، حيث ينظر البعض إليه باستهانة، وكأنه أمر عابر لا يؤثر إلا بشكل محدود على التحصيل الدراسي غير أن الواقع يثبت العكس؛ فكل يوم دراسي يضيع على الطالب يعني فجوة معرفية وسلوكية تتسع تدريجيًا وإذا لم تتم معالجتها، فإنها تتحول إلى عقبة أمام النمو العلمي والشخصي للطالب.
الوزارة، عبر هذا القرار تعيد التأكيد على أن الحضور اليومي جزء لا يتجزأ من نجاح الطالب، وأن أي تهاون في هذا الجانب ستكون عواقبه مباشرة وواضحة.
نسبة الـ 10%: لماذا هذا الحد بالتحديد؟
قد يتساءل البعض: لماذا وضعت الوزارة سقفًا محددًا بنسبة 10%؟ الإجابة تكمن في التوازن بين المرونة والانضباط فقد راعت الوزارة أن هناك حالات طارئة أو أعذارًا صحية قد تستدعي غيابًا مؤقتًا، ومن ثم منحت مساحة آمنة للطالب لا تؤثر على مستقبله الدراسي لكن تجاوز هذه النسبة دون مبررات، يعني أن الطالب فقد جزءًا معتبرًا من العام الدراسي، لا يمكن تعويضه بمجرد مراجعة أو دروس إضافية.
الأمر إذن ليس مجرد رقم عشوائي بل هو خط أحمر مدروس يوازن بين مصلحة الطالب في مواصلة مسيرته التعليمية وبين مسؤولية المدرسة في الحفاظ على جودة المخرجات التعليمية.
انعكاسات القرار على الطلاب
الطالب الذي يدرك أن غيابه بلا عذر ستكون نتيجته الرسوب وعدم الانتقال، سيعيد النظر في سلوكه واهتمامه بالحضور هذا الانعكاس النفسي والتربوي هو الهدف الأسمى من القرار فالالتزام لا يُبنى بالمواعظ وحدها، وإنما بالأنظمة الواضحة التي تُطبق بحزم وعدالة.
ومن ناحية أخرى، فإن الطلاب الذين كانوا يداومون بانتظام، لكنهم يرون زملاءهم المتغيبين ينجحون بلا جهد، كانوا يشعرون بظلم مبطن القرار الجديد يضع الجميع على أرضية عادلة: من يحضر ويتعلم هو من يستحق الانتقال للعام التالي.
مسؤولية أولياء الأمور
- لا يمكن أن نغفل دور الأسرة في هذه المعادلة فالبيت هو الركيزة الأولى التي تبني الالتزام، وهو الذي يعزز قيمة الحضور والانضباط، على ولي الأمر أن يدرك أن تغيب ابنه أو ابنته ليس مجرد "يوم ضائع"، بل هو مستقبل يتأثر وفرص قد تُهدر.
- القرار سيحفّز أولياء الأمور على متابعة أبنائهم بشكل أكبر، والتواصل المستمر مع المدرسة لمعرفة مستوى الحضور والانضباط، بدلًا من الاكتفاء بالسؤال عن الدرجات في نهاية الفصل.
المدارس أمام مسؤوليات جديدة
إدارات المدارس والمعلمون لن يكونوا مجرد مراقبين، بل سيتعين عليهم تفعيل أنظمة رصد الغياب بدقة، والتواصل المباشر مع أولياء الأمور عند تجاوز الطالب نسبًا معينة قبل أن يصل إلى الحد الأقصى فالقرار لن يكون فعالًا إلا بوجود متابعة مستمرة، بحيث يكون الطالب وولي أمره على وعي بخطورة الوضع قبل الوصول إلى مرحلة الحرمان.
وهنا تظهر الحاجة إلى توظيف التقنيات التعليمية مثل المنصات الإلكترونية والرسائل الفورية، لإشعار الأسرة بكل غياب فور وقوعه.
أخبار متعلقة :