الرياض - كتبت رنا صلاح - شهدت المملكة العربية السعودية اليوم قفزة ملحوظة في أسعار الذهب، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 406 .5 ريال سعودي، أي ما يعادل 108.4 دولار أمريكي وهذا الارتفاع يثير الانتباه بشكل خاص لأنه جاء في وقت سجلت فيه الأسعار العالمية للذهب تراجعًا طفيفًا، ما يفتح باب الأسئلة حول طبيعة السوق المحلي والعوامل المحركة له سلملا بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
الذهب عيار 24 يشتعل ويتخطى 400 ريال سعودي لأول مرة في تاريخ المملكة
عادة ما تتحرك أسعار الذهب في السوق المحلي تماشيًا مع الأسعار العالمية، لكن ما حدث اليوم يكشف عن خصوصية المشهد السعودي. فعلى المستوى العالمي انخفضت المعاملات الفورية للذهب بنسبة 0.07% لتسجل 3369.6 دولار للأونصة، كما تراجعت العقود الآجلة الأمريكية لتسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتستقر عند 3412.1 دولار للأونصة.
ورغم هذا التراجع صعدت أسعار الذهب داخل السعودية لتسجل مستويات غير مسبوقة وهذه المفارقة تشير إلى أن السوق السعودي يتأثر بعوامل إضافية تتجاوز حركة السوق العالمي، أبرزها قوة الطلب المحلي، وحركة الدولار مقابل الريال، والاهتمام المتزايد بالذهب كأداة استثمارية آمنة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
- عوامل دفعت أسعار الذهب في السعودية إلى الصعود
- قوة الدولار الأمريكي
يعد الدولار العامل الأكثر تأثيرًا في أسعار الذهب عالميًا ومع صعود الدولار أمام سلة من العملات الأخرى، عادة ما يتراجع الذهب غير أن الحالة السعودية تختلف، حيث إن ارتباط الريال السعودي بالدولار يجعل أي تقلب في العملة الأمريكية ينعكس بصورة مزدوجة على السوق المحلي، فيرفع قيمة الذهب بالريال حتى مع تراجع السعر عالميًا.
توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة
المستثمرون حول العالم يراقبون عن كثب سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة تعزز من جاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن، لأنه بطبيعته لا يدر عائدًا ثابتًا، لكنه يحافظ على قيمة رأس المال هذه التوقعات دفعت مستثمرين سعوديين إلى زيادة الطلب على الذهب تحسبًا للتقلبات القادمة.
التوترات الجيوسياسية
لا يمكن فصل صعود الذهب عن الواقع الجيوسياسي فالتوترات الإقليمية والدولية غالبًا ما تدفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب باعتباره أكثر الأصول أمانًا في السعودية، حيث يعد الاستقرار السياسي والأمني أولوية قصوى، يبقى الإقبال على الذهب خيارًا استراتيجيًا لمواجهة أي اضطرابات محتملة في الأسواق العالمية.
الطلب المحلي المرتفع
المجتمع السعودي له علاقة تاريخية بالذهب، سواء لأغراض الزينة أو الادخار أو الاستثمار وفي الفترات التي تشهد تقلبات اقتصادية، يزداد الإقبال على شراء الذهب، مما يرفع الأسعار محليًا حتى لو كانت الأسعار العالمية تميل إلى التراجع.
الذهب كأداة استثمارية آمنة
لم يعد الذهب مجرد زينة أو أداة ادخار تقليدية، بل تحوّل إلى خيار استثماري استراتيجي مع ارتفاع معدلات التضخم عالميًا، وتذبذب أسعار العملات، بدأ المستثمرون السعوديون يوجهون جزءًا أكبر من محافظهم المالية نحو المعدن النفيس. فالذهب يحافظ على قيمته عبر الزمن، ولا يتأثر بالانهيارات المفاجئة للأسواق مثل الأسهم أو العقارات وهذا ما يجعله حصنًا استثماريًا، لا سيما في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
أخبار متعلقة :