الرياض - كتبت رنا صلاح - أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن تطبيق آلية جديدة لتقييم مواد الدراسات الإسلامية في جميع المراحل الدراسية، من الابتدائية مروراً بالمتوسطة ووصولاً إلى الثانوية وبموجب هذا القرار، تُلغى الاختبارات النهائية لهذه المواد الأساسية، ليحل محلها نظام التقويم المستمر الذي يعتمد على متابعة أداء الطالب طوال الفصل الدراسي بدلاً من تقييمه في اختبار واحد محدد شخفهد بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
وزارة التعليم السعودية تستثني هذه المادة من التقويم النهائي
على مدى عقود اعتاد الطلاب في المملكة على أن مواد الدراسات الإسلامية – مثل القرآن الكريم والتفسير والحديث والفقه تخضع لاختبارات نهائية صارمة، تشكّل معيار النجاح أو الرسوب لكن القرار الجديد ألغى هذا النمط، ليضع مكانه التقويم المستمر الذي يوزّع الدرجة النهائية على مدار العام.
هذا يعني أن الطالب لم يعد مضطراً لمواجهة الضغط النفسي الناتج عن اختبار وحيد، بل سيقيم من خلال حضوره اليومي ومشاركته ومهامه الأدائية وتقدمه التدريجي.
توزيع الدرجات وفق النظام الجديد
وضعت وزارة التعليم نموذجاً دقيقاً لتوزيع الدرجات يضمن التوازن بين التفاعل المستمر والتقويمات الدورية وجاءت الآلية على النحو التالي:
- 40 درجة: مخصصة للمهام الأدائية والمشاركة الصفية والتفاعل المستمر.
- 60 درجة: موزعة على تقويمات شفهية وتحريرية قصيرة تُجرى على مدار الفصل الدراسي.
بهذا التوزيع تصبح المتابعة اليومية حجر الزاوية في تحديد مستوى الطالب، فلا يعود النجاح رهناً بذاكرة مؤقتة ليلة الاختبار، بل بالانضباط والاجتهاد المستمر طوال العام.
المواد المشمولة في القرار
لم يقتصر النظام الجديد على فرع واحد من الدراسات الإسلامية، بل شمل جميع موادها بحسب المرحلة:
- المرحلة الابتدائية والمتوسطة: القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بجميع فروعها.
- المرحلة الثانوية: مواد القرآن الكريم وتفسيره، إضافة إلى مادة القراءات.
معالجة أوضاع الطلاب المتعثرين
واحدة من النقاط التي أثارت نقاشاً بين أولياء الأمور والمعلمين هي: ماذا عن الطلاب الذين لم يتمكنوا من اجتياز متطلبات النجاح؟ الوزارة وضعت حلاً عملياً يضمن العدالة:
- يحتفظ الطالب المتعثر بكامل 40 درجة الخاصة بالتقويم المستمر والمشاركة الصفية.
- يخضع فقط لاختبار تقويمي جديد من 60 درجة، يختلف بين الشفهي والتحريري حسب طبيعة المادة.
مزايا النظام الجديد
يمثل إلغاء الاختبارات النهائية واعتماد التقويم المستمر تحولاً يحمل مزايا عديدة، أبرزها:
- تخفيف الضغط النفسي: لم يعد الطالب أسيراً لاختبار مصيري واحد يحدد مستقبله في المادة.
- تحفيز المشاركة اليومية: إذ يصبح الطالب مدركاً أن حضوره وتفاعله يسهمان مباشرة في درجته النهائية.
- ترسيخ القيم التعليمية الحقيقية: مثل الفهم والاستيعاب والتدبر، بدلاً من الحفظ المؤقت للنجاح.
- منع الغياب عن الحصص: لأن الغياب المستمر سيؤثر سلباً على درجة الطالب.
إعطاء صورة أوضح لمستوى الطالب الحقيقي: فالتقييم المستمر يلتقط تفاصيل الأداء على مدار أشهر، وليس لحظة واحدة.
أخبار متعلقة :