غرامات تصل إلى 10 آلاف ريال على ملاك الإبل والمواشي في السعودية.. قرار صارم لحماية الطرق ومنع الحوادث

الرياض - كتبت رنا صلاح - شهدت المملكة العربية السعودية إعلانًا حاسمًا من وزارة الداخلية، يقضي بفرض غرامات مالية تصل إلى 10 آلاف ريال على ملاك الحيوانات، مثل الإبل والخيول والمواشي، ممن يسمحون بعبورها الطرق العامة خارج المسارات المخصصة، أو دون تنسيق مسبق مع الجهات المختصة . قرار واضح وصريح يحمل رسالة واحدة: حماية الأرواح أهم من أي اعتبارات أخرى، ولم يكن هذا القرار مفاجئًا لمن يتابع تطور منظومة السلامة المرورية في المملكة، خاصة في ظل تكرار الحوادث الناتجة عن الحيوانات السائبة في الطرق السريعة والمفتوحة. حوادث حصدت أرواحًا بريئة، وتركت خسائر مادية كبيرة، وخلّفت تساؤلات كثيرة حول مسؤولية ملاك تلك الحيوانات، وضرورة تدخل الدولة بحسم دزصقا بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

غرامات تصل إلى 10 آلاف ريال على ملاك الإبل والمواشي في السعودية.. قرار صارم لحماية الطرق ومنع الحوادث

لم تكتفِ الوزارة بالإعلان فقط، بل أكدت أن القرار يشمل جميع مناطق المملكة دون استثناء. أي أن ملاك الإبل والمواشي في الصحاري، وفي المناطق القريبة من الطرق الزراعية أو السريعة، وفي المحافظات والمدن، تحت مظلة واحدة: الالتزام.

قرار شامل لا يستثني منطقة

الجهات المختصة بدأت بالفعل في تكثيف حملاتها الرقابية، ليس بهدف العقاب بقدر ما هو بهدف الوقاية. لأن سلامة السائقين والعابرين، سواء مواطنين أو مقيمين أو زائرين، ليست محل مساومة أو تهاون. المملكة تتحرك بثبات نحو منظومة طرق أكثر أمانًا، وهذه خطوة ضرورية في الطريق الصحيح.

خطورة الحيوانات السائبة: واقع مرّ وتجارب مؤلمة

ليست المسألة نظرية ولا مبالغة. ترك الإبل والمواشي تتجول دون رقابة، أو عبورها الطرق دون تنظيم، قضية خطرة بكل معنى الكلمة. كثيرون سمعوا عن حوادث اصطدام قاتلة وقعت في الليل، أو عند منعطف، أو في طرق سريعة تربط بين المدن. سيارات دُمّرت، أرواح فقدت، وأسر تأثرت بطرق كان يفترض أن تكون آمنة.

الحيوانات الكبيرة، خصوصًا الإبل، قد تسبب كارثة عند اصطدامها بالمركبة. تأثير الاصطدام لا يشبه أي اصطدام آخر، والجميع يعرف ذلك. هذه الحقيقة وحدها كافية لتوضيح أهمية القرار الجديد.

أمن الطرق: التوعية أولًا ثم العقوبة

القوات الخاصة لأمن الطرق أكدت أن الهدف الأول ليس فرض الغرامات، بل التوعية. وقد بدأت حملة موسعة بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعريف ملاك الحيوانات بالطريقة النظامية لعبور المواشي والإبل، وأهمية التنسيق المسبق، واستخدام المعابر المجهزة.

الرسالة ليست ضد ملاك الإبل أو المزارعين أو الرعاة، بل هي معهم ومن أجلهم أيضًا. لأن الحوادث لا تؤذي السائق فقط؛ كثير من ملاك الإبل خسروا حيوانات غالية الثمن بسبب تركها دون إشراف.

لذلك، قالت الجهات بكل صراحة: الغرامة تطبق فقط بعد توثيق المخالفة والتأكد منها. ولا مجال للجدال أو التأجيل أو التهاون.

معابر مجهزة ومسارات آمنة

من النقاط المهمّة التي شددت عليها الجهات المختصة أن المملكة لم تفرض النظام دون توفير البديل. المعابر موجودة، والمسارات جاهزة، والتنسيق متاح. كل ما على مالك الحيوان فعله هو الاتباع والالتزام.

هذا يعكس فلسفة العمل الحكومي الحديثة: فرض النظام وتقديم الحل في الوقت نفسه. لا أعذار بعد اليوم، ولا حجج كعدم وجود أماكن مخصصة.

أخبار متعلقة :