الرياض - كتبت رنا صلاح - في مساء الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر 2025، سجل مركز رصد الزلازل التابع لـ جامعة السلطان قابوس هزة أرضية بلغت قوة 4 .2 درجة على مقياس ريختر في منطقة قُرب دِبّـا الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، على مقربة من الحدود مع سلطنة عمان وغير أن الهزة لم تُسجل – حتى الآن – أضراراً كبيرة، إلا أنها تفرض تساؤلات حقيقية حول الجاهزية والاحتراز في مناطق الخليج التي تشهد نشاطاً زلزالياً أقل وضوحاً من مناطق أخرى في العالم ومنذر بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
هزة أرضية بقوة 4.2 درجة تضرب الفجيرة بالإمارات اليوم.. تفاصيل وتحذيرات مهمة للسكان
الهزة وردت في الساعة 16:40 بتوقيت الإمارات، بمركز تقديري تحت سطح الأرض يقارب 10 إلى 12 كيلومتراً، وبإحداثيات تقريبية 25.576 شمالاً و56.177 شرقاً بحسب شبكة EarthquakeTrack. وبالرغم من أن أطراف الإمارات الشمالية والشمالية الشرقية – بما فيها الفجيرة ورأس الخيمة – قد لاحظت اهتزازات خفيفة، إلا أن الجهات المختصة لم تُعلِن حتى اللحظة عن وقوع خسائر بشرية أو مادية كبيرة.
تفاصيل الزلزال: متى وأين وكيف؟
الحقيقة أن هذا النوع من الزلزال يُعد “معتدلاً” على مقياس ريختر، لكن لا يمكن الاستهانة به. فالهزّات التي تتجاوز 4 درجات يمكن أن تُحدث أوهاماً، أو تُنبّه إلى تغيّرات تحتية في القشرة الأرضية تستوجب متابعة. وقد أوضحت المصادر أن الحركية الزلزالية في تلك المنطقة مرتبطة بنشاط صدع “دِبّـا” (Dibba Fault) الذي يمتد بين الإمارات وسلطنة عمان، ويُعد من الفوالق النشطة الجيولوجياً.
لماذا نعتبر هذا الحدث مهماً؟
- تحفيز لإعادة النظر في الجاهزية الزلزالية رغم أن الإمارات تُعد منطقة منخفضة إلى متوسطة النشاط الزلزالي مقارنة ببعض الدول، إلا أن هذا الزلزال يُعد تذكيراً بأن هناك نشاطاً يمكن أن يحدث، مما يجعل “جاهزية المجتمع والبنى التحتية” ضرورة لا رفاهية.
- اختبار للأنظمة الإنذار المبكر والبنية التحتية الهزّات الخفيفة تُعد فرصة لقياس مدى سرعة الاستجابة والإبلاغ، وإعادة تقييم مدى ملائمة الأبنية للمعايير الزلزالية، حتى وإن لم تسفر عن خسائر مباشرة.
- رسالة توعية للسكان والزوار عندما تهتز الأرض – حتى ولو بخفّة – فإنها تُشير إلى أن “الكوكب يعمل”. وهذا التذكير مهم لسكان المنطقة: عندما يحدث زلزال، يجب أن يكون هناك سلوك محدد للسلامة، لا تهاون فيه.
ماذا ينبغي على الجهات المختصة والمجتمع فعله؟
- تحديث خرائط المخاطر الزلزالية: ينبغي للهيئات المختصة في الإمارات تحليل بيانات هذا الزلزال ضمن سجل نشاط الفوالق المحلية، وتحديث الخرائط التي تحدد “المناطق المحتملة للزلازل”.
- تطبيق معايير بناء مرنة: حتى في مناطق يُعتقد أنها أقل عرضة؛ يجب أن تُراعى فيها معايير تصميم مقاومة الزلازل، خصوصاً للمباني عالية الارتفاع أو تلك القريبة من الجبال أو الكتل الصخرية.
- إطلاق حملات توعية مستمرة: ينبغي توعية السكان بأن الزلزال ليس مجرد “هزة تمرّ”، بل فرصة لتوضيح ما ينبغي فعله عند حدوثه (الاختباء تحت طاولة صلبة، الابتعاد عن النوافذ، الانتباه للمخارج الآمنة).
- تحسين شبكات الرصد: رغم وجود محطات لرصد الزلازل، قد تكون هناك حاجة لتوسيع نطاقها في المناطق الشرقية والحدودية؛ لضمان تسجيل أسرع وأدق للحوادث الزلزالية وطبيعتها.
ماذا يجب أن يفعل الفرد العادي؟
- راقب التطبيقات أو المواقع الرسمية التي تُعلن عن الزلازل، ولا تعتمد فقط على الشائعات أو وسائل التواصل الاجتماعية.
- جهّز حقيبة طوارئ بسيطة تحتوي على ماء، مصباح يدوي، بطارية احتياطي، قائمة أرقام طوارئ، خصوصاً إذا كنت في مناطق جبلية أو ساحلية.
- تأكد من أن مصابيح الطوارئ في منزلك تعمل، وأن هناك خطة مشتركة مع العائلة لإخلاء المنزل أو الانتقال إلى منطقة آمنة في حال الزلزال.
- إذا شعرت بهزة، تجنّب استخدام المصاعد، وابتعد عن السحّابات الزجاجية، وابقَ في مكان مفتوح قدر الإمكان حتى تهدأ الهزّة وبعدها تابع الأخبار الرسمية.
أخبار متعلقة :