التعليم السعودية تعتمد إعفاء طلاب الشفة الأرنبية والصم من الاختبارات الشفهية رسمياً

الرياض - كتبت رنا صلاح - في خطوة تعبّر عن وعيٍ عميق بحقوق الإنسان واهتمام حقيقي بذوي الإعاقة، أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن قرار جديد يقضي بإعفاء طلاب الشفة الأرنبية وطلاب الصم من أداء الاختبارات الشفهية، على أن يتم تقييمهم بوسائل بديلة تتناسب مع حالتهم الصحية واللغوية، وهذا القرار لم يكن مجرد إجراء إداري عابر، بل يُعد نقلة نوعية في مسار العدالة التعليمية وتكافؤ الفرص داخل المدارس السعودية، ويعكس مستوى الرقي الإنساني الذي وصلت إليه المنظومة التعليمية في تعاملها مع الفئات الخاصة فحفخغ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

التعليم السعودية تعتمد إعفاء طلاب الشفة الأرنبية والصم من الاختبارات الشفهية رسمياً

من يتابع تطور التعليم في المملكة يدرك أن هذا القرار ليس مفاجئًا، بل هو امتداد طبيعي لسياسة شاملة تتبناها وزارة التعليم تقوم على الدمج، والاحترام الكامل لاحتياجات الطلاب ذوي الإعاقة، وتوفير البيئة المناسبة لهم داخل الصف الدراسي. فطلاب الشفة الأرنبية أو من يعانون من مشاكل نطقية أو سمعية غالبًا ما يواجهون تحديات مضاعفة في الاختبارات الشفهية، ليس لأنهم أقل علمًا أو قدرة، بل لأن ظروفهم الصحية تجعل من التواصل اللفظي مهمة شاقة، وقد يتحول التقييم الشفهي بالنسبة لهم إلى تجربة مرهقة نفسيًا وجسديًا.

قرار يحمل بُعدًا إنسانيًا وتعليميًا في آنٍ واحد

لذلك، جاء القرار ليؤكد أن العدالة التعليمية لا تعني المساواة المطلقة بين الجميع، بل تعني إعطاء كل طالب ما يناسبه من أدوات تقييم وفرص للتعبير عن قدراته الحقيقية.

تطبيق القرار داخل المدارس

أوضحت وزارة التعليم أن الإعفاء سيُطبَّق على جميع المراحل الدراسية دون استثناء، بدءًا من الصفوف الابتدائية وحتى الثانوية، مع ضرورة أن تعتمد كل مدرسة آلية تقييم بديلة تراعي حالة الطالب الصحية وتتيح له إظهار مستواه العلمي بإنصاف. فبدلًا من أن يُطلب من الطالب نطق الكلمات أو التفاعل صوتيًا كما في الاختبار الشفهي التقليدي، سيتم استبدال ذلك بوسائل مثل الاختبارات التحريرية أو التقييمات الإلكترونية أو العروض الكتابية التي توضح فهم الطالب للمنهج دون أن تُسبب له حرجًا أو ضغطًا نفسيًا.

هذا التوجه ينسجم مع توصيات مختصين في مجال النطق والتربية الخاصة الذين يؤكدون أن الطالب المصاب بالشفة الأرنبية أو بفقدان السمع يحتاج إلى بيئة تقييم أكثر رحمة وتفهّمًا، لا تضعه في مقارنة مع طلاب آخرين لا يواجهون هذه العقبات الصحية.

الأثر النفسي للقرار على الطلاب

قد يظن البعض أن إعفاء مجموعة من الطلاب من الاختبارات الشفهية أمر بسيط، لكنه في الحقيقة يحمل أثرًا نفسيًا بالغًا. فكثير من الطلاب الذين يعانون من الشفة الأرنبية أو ضعف السمع يعيشون شعورًا دائمًا بالخوف من نظرة الآخرين، أو من الفشل في التعبير الصوتي أمام زملائهم ومعلميهم. لكن اليوم، ومع صدور هذا القرار، تُعيد وزارة التعليم الطمأنينة إلى هؤلاء الطلاب، وتمنحهم الثقة بأن النظام التعليمي لا يقف ضدهم، بل يساندهم ويدعمهم ليواصلوا طريقهم العلمي دون عوائق.

الطالب الذي كان يخشى التحدث أمام الفصل أصبح اليوم يعلم أن هناك من يفهم معاناته، وأن تقييمه لن يُختزل في قدرته على النطق أو السمع، بل في فهمه واستيعابه للمعلومة.

انعكاسات القرار على أولياء الأمور

لم يكن هذا القرار مفرحًا للطلاب وحدهم، بل استقبله أولياء الأمور بامتنان كبير، خصوصًا أولئك الذين عانوا لسنوات مع أبنائهم في تجاوز صعوبات التحدث أو السمع أثناء الدراسة. كثير من الأسر كانت تجد صعوبة في إقناع أبنائها بالمشاركة في الاختبارات الشفهية، لأن الأمر كان يرتبط بالنسبة لهم بمشاعر الإحراج والخوف من الفشل.

واليوم، جاء القرار بمثابة رسالة طمأنينة لكل ولي أمر بأن الوزارة تستمع وتتفهم، وأن التعليم في السعودية لا يُدار بالعشوائية، بل يعتمد على دراسات علمية ورؤية إنسانية واضحة. هذا الدعم المعنوي لا يقل أهمية عن الدعم الأكاديمي، لأنه يخلق بيئة منزلية أكثر استقرارًا، ويساعد الأهل على تعزيز ثقة أبنائهم بأنفسهم.

أخبار متعلقة :