المرور يعلن عقوبات قاسية تصل إلى 2000 ريال للتجاوز في المنعطفات

الرياض - كتبت رنا صلاح - يُعدّ الطريق مساحة مشتركة بين السائقين، تحكمها القوانين والأنظمة التي وُضعت لضمان سلامة الجميع . ومن أخطر السلوكيات التي تُهدد هذه السلامة هو التجاوز في الأماكن التي يُمنع فيها التجاوز، كالمُنْعطفات الحادة، والمرتفعات، والمناطق التي يحجب فيها النظر عن القادم من الجهة المقابلة. هذه المخالفة ليست مجرد تجاوز لقاعدة مرورية، بل هي مجازفة قد تُفضي إلى حوادث مأساوية تُفقد أرواحًا بريئة، وتحوّل لحظة استهتار إلى مأساة لا تُنسى سطثبش بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

المرور يعلن عقوبات قاسية تصل إلى 2000 ريال للتجاوز في المنعطفات

مفهوم التجاوز ومتى يُعتبر خطأً قاتلًا

التجاوز هو انتقال المركبة من مسارها إلى مسار آخر بهدف تخطي مركبة أمامها. قد يبدو الأمر بسيطًا في ظاهره، لكنه يعتمد على ظروف الطريق والرؤية وحركة السير. فإذا كان الطريق مفتوحًا والرؤية واضحة، يمكن للسائق أن يتجاوز في حدود النظام. أما إذا كان الطريق منحنياً أو مرتفعًا أو ضيقًا أو مزدوج الاتجاه دون فاصل، فإن التجاوز في هذه الحالة يُعد تعديًا خطيرًا على سلامة الآخرين، لأن السائق لا يرى القادم من الجهة المقابلة، ولا يمتلك الوقت الكافي للعودة إلى مساره إذا فُوجئ بمركبة أمامه.

لماذا يُمنع التجاوز في المنعطفات والمرتفعات؟

المنعطفات والمرتفعات تُعتبر من أكثر النقاط خطورة في الطرق. ففي المنعطف، يُحجب مجال الرؤية بشكل جزئي أو كامل، مما يجعل السائق عاجزًا عن تقدير المسافة أو سرعة المركبات القادمة من الاتجاه الآخر. وأما في المرتفعات، فالرؤية تكون محدودة بسبب طبيعة الطريق، فلا يستطيع السائق رؤية ما خلف القمة، وقد يُفاجأ بمركبة قادمة أو عائق في منتصف الطريق.

ولأن الثانية الواحدة في هذه الحالات قد تفصل بين الحياة والموت، وضعت إدارة المرور السعودية أنظمة صارمة تمنع التجاوز في مثل هذه المواضع منعًا باتًا، وحددت لذلك غرامات مالية كبيرة تصل إلى 2000 ريال، لتكون رادعًا قويًا لكل من يفكر في المخاطرة بحياته وحياة الآخرين.

الهدف من الغرامة ليس العقوبة فقط

حين تُقرّ الأنظمة المرورية غرامة مالية تصل إلى 2000 ريال على من يتجاوز في المناطق المحظورة، فليس المقصود مجرد جمع المال أو معاقبة السائق، بل الغاية الأساسية هي الردع والتوعية. فالقانون هنا يتعامل مع سلوك قد يؤدي إلى حوادث مميتة، خصوصًا في الطرق السريعة والجبلية. الغرامة بمثابة تنبيه حازم بأن الأرواح لا تُقدّر بثمن، وأن القيادة مسؤولية قبل أن تكون حرية.

إن الغرامة ليست سوى وسيلة للحدّ من هذه الظاهرة، ولكن الوعي الذاتي للسائق يبقى العامل الأهم. فمهما وُضعت من أنظمة وكاميرات ورقابة، لن يتحقق الأمان إلا حين يدرك كل سائق أن احترام القوانين يعني احترام حياته وحياة الآخرين

أمثلة واقعية على نتائج التجاوز الخاطئ

كم من حادث مأساوي سُجِّل بسبب تجاوز متهور في منعطف أو مرتفع! كثير من التقارير المرورية تشير إلى أن هذا النوع من المخالفات من الأسباب الرئيسية للحوادث المروّعة، لا سيما في الطرق الجبلية التي تربط المدن أو القرى. فقد يظن السائق أن الطريق خالٍ أمامه، فيبدأ التجاوز بثقة زائفة، ليُفاجأ في لحظة بمركبة أخرى قادمة بسرعة، فيحدث الاصطدام وجهاً لوجه، وهو من أخطر أنواع الحوادث وأكثرها تسببًا في الوفاة.

ولأن بعض السائقين لا يتعلمون إلا بعد فوات الأوان، جاءت الغرامات المرتفعة لتذكّرهم بأن التهور ثمنه باهظ، وأن القانون لا يتساهل مع من يستهتر بسلامة الناس.

أخبار متعلقة :