الرياض - كتبت رنا صلاح - انطلقت السبت، النسخة التاسعة من فعالية "يوم الحوار"، التي تُعقد للمرة الأولى في العاصمة السورية دمشق، بعد أن كانت تقام سابقا في بروكسل ضمن مؤتمرات بروكسل الخاصة بسوريا، التي ينظمها الاتحاد الأوروبي.
الاتحاد الأوروبي ينظم يوم الحوار لأول مرة في دمشق
وتعكس الفعالية التزام الاتحاد الأوروبي الطويل بدعم الشعب السوري، إذ يركّز إصدار هذا العام على المجتمع المدني داخل سوريا، بعد سلسلة من المشاورات التحضيرية التي نُفّذت في مختلف أنحاء البلاد، وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني السوري والسلطات الانتقالية السورية.
ويركّز "يوم الحوار" لعام 2025 على تمكين المجتمع المدني السوري للعب دور فاعل في الانتقال السلمي والشامل داخل البلاد. وبعنوان: "يوم حوار مع المجتمع المدني السوري: خطوة أولى نحو حوار منظّم مع الحكومة السورية والاتحاد الأوروبي"،
يجمع المؤتمر 500 مشارك من منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية السورية، إلى جانب ممثلين عن السلطات الانتقالية السورية، والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، ودول الجوار، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية غير الحكومية.
وسيناقش المشاركون الأولويات الأساسية لمرحلة الانتقال في سوريا، استناداً إلى مشاورات أجريت مع المجتمع المدني السوري في مختلف المناطق. وتشمل المحاور: العدالة الانتقالية، التماسك الاجتماعي، الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التعافي الاجتماعي والاقتصادي، وتمكين الشباب.
ويمثل تنظيم "يوم الحوار" في دمشق خطوة مهمة في دعم الاتحاد الأوروبي لمساحة مدنية آمنة وفاعلة ومستقلة داخل سوريا، وتأكيداً لاستعداده لمواكبة السوريين في مسارهم نحو المصالحة والتماسك الاجتماعي.
قالت مسؤولة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية ونائبة رئيسة المفوضية الأوروبية كايا كالاس "بعد عقود من الديكتاتورية الوحشية، باتت أمام سوريا فرصة لإعادة بناء البلاد بطريقة تعكس إرادة الشعب السوري. إن وجود مساحة مدنية آمنة ومستقلة ونابضة بالحياة جزء أساسي من هذا المسار. فعالية اليوم تتيح للسوريين التعبير عن آرائهم بشأن مستقبل بلدهم وإسماع صوتهم".
وأضافت أن دعم الاتحاد الأوروبي لسوريا لا يقتصر على الكلام، بل يشمل الأفعال أيضا، إذ يقدم الاتحاد قرابة 2.5 مليار يورو من المساعدات للمساهمة في إعادة بناء البلاد.
وقالت مفوضة شؤون المتوسط دوبرافكا شويتسه "إن تنظيم يوم الحوار للمرة الأولى داخل سوريا يعكس دعم الاتحاد الأوروبي المستمر للاندماج والمصالحة ووجود مساحة مدنية آمنة ونشطة في البلاد. هذا الحدث يؤكد استعدادنا لمساندة السوريين في طريقهم نحو العدالة والتماسك الاجتماعي وانتقال سلمي لا يُهمَل فيه أحد".
أما مفوضة الاستعداد وإدارة الأزمات حاجة لحبيب، قالت:
"بعد 14 عاما من الصراع، يمثّل تنظيم يوم الحوار في دمشق محطة تاريخية؛ إذ يجتمع السوريون من مختلف الأطياف في حوار تقوده سوريا بالكامل حول كيفية إعادة بناء بلدهم. تقف سوريا اليوم عند لحظة مفصلية مليئة بالفرص والمسؤوليات".
وأضافت "خلال زيارتي لسوريا العام الحالي، التقيت أعضاء من المجتمع المدني عادوا إلى وطنهم لبدء إعادة بناء مجتمعاتهم. شجاعتهم والتزامهم يمنحان أملاً للمستقبل.
وشددت على أن الاتحاد الأوروبي "يقف دائمًا إلى جانب المجتمع المدني السوري وسيواصل ذلك، وسيستمر في تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدات التعافي للفئات الأكثر ضعفًا ما دامت الحاجة قائمة، ودعم انتقال سوريا من المساعدات الإنسانية إلى التعافي الاقتصادي المستدام الذي يحسّن الحياة اليومية لجميع السوريين".
وخلال الأعوام الأربعة عشر الماضية، قدّم الاتحاد الأوروبي دعماً ثابتًا وغير مسبوق للمجتمع المدني السوري باعتباره ركيزة للصمود والاندماج والمشاركة المدنية، إذ قدّم أكثر من 38 مليار يورو كمساعدات إنسانية وتعزيز القدرة على الصمود، ليكون أكبر المانحين في الاستجابة للأزمة السورية.
وفي حزيران الماضي، أُعلن أيضًا عن حزمة بقيمة 175 مليون يورو لدعم التعافي الاجتماعي والاقتصادي في سوريا.
ويُعقد "يوم الحوار" تقليدياً ضمن إطار مؤتمر بروكسل السنوي حول سوريا، وهو منصة تفاعلية للحوار مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية العاملة داخل سوريا وفي المنطقة، إذ تهدف الفعالية إلى تبادل وجهات النظر والخبرات، والمساهمة في صياغة السياسات التي توجه الدعم الدولي.
أخبار متعلقة :