انتم الان تتابعون خبر السودان.. لماذا عاد الإخوان للعب على وتر "استعداء الخارج"؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 12 نوفمبر 2025 03:24 مساءً - أعرب مراقبون عن خشيتهم من أن يعيد خطاب "استعداء الخارج" السودان إلى عزلة دولية جديدة، بينما يزيد هذا الخطاب من حدة الأزمة في البلاد.
ففي خطاب ألقاه أمام مجموعة عسكرية في أم درمان الأسبوع الماضي، قال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إن "الحملة التي تقودها دول البغي والاستكبار ضد السودان ستنكسر، وسينتصر فيها الشعب السوداني".
وبنبرة ساخر في الخرطوم، استهزأ مساعده ياسر العطا من مبادرة "الرباعية" الدولية، مظهرا رفضا صريحا لاتجاهات التصالح أو التفاوض.
أما وزير الخارجية محيي الدين سالم، فاتهم خطة الرباعية بأنها "من صنع من صنعها (…) لا نتعامل معها لأنها لا علاقة لحكومة السودان بها".
وكانت مجموعة الرباعية، المؤلفة من مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، اقترحت في سبتمبر الماضي خطة لوقف حرب السودان، تمهد لإنهاء الصراع بشكل تام.
وتأتي هذه اللهجة العدائية بينما يتطلع الشارع السوداني إلى حل ينهي الأزمة الإنسانية الناجمة عن أكثر من 32 شهرا من الصراع، الذي خلف أكثر من 150 ألف قتيل وتشريد نحو 15 مليون شخص، وخسائر مادية تقدر بمئات المليارات من الدولارات.
خلل دبلوماسي
يرى البرلماني والوزير الأسبق بالخارجية السودانية مهدي الخليفة، أن السياسات الرسمية لا تزال تتجه نحو التصعيد بدلا من التهدئة، مما يضعف موقف السودان ويعمق عزلة البلاد.
ووفقا لحديثه لـ"دوت الخليج"، فـ"عندما يهاجم وزير الخارجية دولا إفريقية، فهذا إشارة إلى أن السودان يختار المواجهة بدل الشراكة"، في وقت تبدو البلاد في أمس الحاجة إلى دعم دولي لإقرار السلام وإعادة الإعمار.
لماذا العداء؟
يعزى انتشار الخطاب العدائي إلى إدراك تنظيم الإخوان أن أي تسوية جدية تعني نهاية دوره السياسي والتنظيمي، إذ يرى مراقبون أن السلام يعني فتح ملفات المحاسبة وكشف ما حصل طوال 3 عقود من حكمه.
وفي هذا السياق، يشرح الباحث الأمين بلال: "الحرب ليست خيارا استراتيجيا فحسب، بل مشروع وجودي (…) وأي مسار سلام انتحار سياسي بالنسبة لهم (الإخوان)".
ويعيد هذا الخطاب إلى الذاكرة سنوات العزلة التي عاشها السودان في تسعينيات القرن الماضي، حين اعتمد النظام آنذاك سياسة معاداة الخارج وتصويره كعدو داخلي، مما أدخل السودان في عزلة دبلوماسية واقتصادية استمرت 27 عاما.
ويرى الصحفي والمحلل السياسي فايز السليك، في حديثه لـ"دوت الخليج"، أن "استعداء الخارج هو امتداد لسياسات نظام الإخوان التي أدت إلى عزلة السودان دوليا، وجعلته منبوذا في المنطقة".
توظيف الشارع
ويستخدم الخطاب المعادي للخارج كأداة لتجميع الأنصار، وتبرير استمرار الحرب كخيار "سيادي" ضد ما يسمونه "التبعية".
ويعتبر الباحث الأمين بلال أن "مهاجمة دول المنطقة تحمل رسالة تهديد (…) ومن أشعلوا الحرب حددوا لها سيناريوهات وخططا واضحة للعودة للسلطة".
ويتضح أن الخطاب العدائي الذي تتبناه بعض قيادات الجيش وتنظيم الإخوان في السودان، لا يعكس فقط رفضا لمبادرات السلام، بل محاولة واضحة لإحياء نفوذ سابق في ظل فوضى الحرب، وقد يعيد السودان إلى دائرة العزلة الدولية ما لم يعالج عبر دبلوماسية رشيدة وعقلانية.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر السودان.. لماذا عاد الإخوان للعب على وتر "استعداء الخارج"؟ .. في رعاية الله وحفظة
