انتم الان تتابعون خبر سوريا الجديدة بين الأمن والبناء.. قراءة في عام من التغيير من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 08:16 صباحاً - مرت سوريا بسنة مفصلية منذ سقوط نظام بشار الأسد، حيث بدأت الدولة الجديدة بقيادة أحمد الشرع رسم مسار إعادة البناء وإرساء الاستقرار بعد سنوات من الهيمنة الأمنية والسياسية للنظام السابق.
وفي قراءة تحليلية لمراحل عام كامل، يقدم الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الأسمر، في حديثه لـ"التاسعة" على دوت الخليج، تقييما دقيقا للمكاسب والتحديات التي تواجه الدولة السورية في شتى الأصعدة، بدءا من الأمن الداخلي والخدمات، وصولًا إلى العلاقات الدولية ومكافحة الإرهاب.
الدولة السورية.. إرث الأنقاض وحجم التحديات
أكد الأسمر أن الدولة السورية الجديدة ورثت "دولة أنقاض" بكل ما تعنيه الكلمة على الصعد العسكرية والخدمية والمعيشية والأمنية، مشيراً إلى ثقل الأعباء الملقاة على كاهل الحكومة الحالية.
ورغم صعوبة المسار، فإن نجاحات ملموسة بدأت تتجلى يوما بعد يوم، حيث أصبحت الشريحة الأكبر من المواطنين السوريين تشعر بتحسنات واضحة في واقعهم اليومي.
وأوضح أن الجيش السوري تحول من "سيف مسلط على رقاب السوريين" إلى جهاز يضمن الأمن والاستقرار، كما تحسنت الخدمات العامة بشكل كبير؛ الكهرباء باتت متوفرة لساعات أطول، والمياه، والطرق، والخدمات البلدية شهدت تطويرًا واضحًا، إضافة إلى زيادة الرواتب ثلاثة أضعاف، ما أسهم في تحسين الواقع المعيشي للمواطنين.
حرية التعبير ونهاية الدولة البوليسية
لفت الأسمر إلى أن الدولة السورية سعت لإنهاء مظاهر الدولة البوليسية، مع توفير مساحة أوسع للتعبير في الشوارع ووسائل النقل ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس التغيرات الجوهرية في إدارة الدولة وممارستها للسلطة بعد عقود من القمع والسيطرة الأمنية المشددة.
ويشير الأسمر إلى أن التحديات الأمنية تعد الأولوية القصوى أمام الحكومة السورية، لاسيما في مواجهة القوى غير المندمجة ضمن الدولة، إلى جانب تهديدات تنظيم داعش وخلايا نائمة في مناطق البادية السورية.
وأضاف أن بعض هذه القوى تسعى إلى تحقيق مكاسب غير قانونية، مثل السيطرة على موارد المناطق الحدودية والنفطية، وهو ما يمثل تهديدًا لوحدة الدولة ويستلزم حلا دقيقا ومتدرجا لضمان الالتزام بالقوانين ومصالح الدولة العليا.
وأكد أن نجاح الدولة في إدارة هذه الملفات يعتمد على قدرة القيادة على دمج جميع الأطراف ضمن إطار الدولة دون منح أي جهة امتيازات غير تفاوضية، وضمان أن تكون سوريا دولة موحدة، متماسكة، وقادرة على مواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي.
الإنجازات الأمنية والخدمية
رغم تعقيدات الوضع، يرى الأسمر أن الدولة السورية حققت إنجازات ملموسة خلال العام الأول بعد سقوط النظام السابق، من بينها تحسين الواقع الأمني بشكل ملحوظ، وإعادة هيكلة الجيش ليصبح قوة دفاعية، إضافة إلى رفع جودة الخدمات الأساسية وتحسين الرواتب، وتوسيع الحرية العامة، وهو ما يعكس تحرك الحكومة نحو بناء دولة فعالة وذات سيادة.
محاسبة المتجاوزين واستعادة القانون
أكد الأسمر أن الدولة السورية قامت خلال الأشهر الستة الماضية بتشكيل محاكم لمعاقبة المتجاوزين، ما يعكس التزام الحكومة بمبدأ العدالة ومكافحة الفوضى، مع التمييز بين أخطاء الدولة السابقة وأعمال العصابات الخارجة عن القانون، بما يرسخ قاعدة المساءلة القانونية ويعزز ثقة المواطنين بالدولة الجديدة.
إعادة الانخراط الدولي والعربي
على الصعيد الخارجي، نجحت سوريا في إعادة ربط نفسها بالعمق العربي والدولي بعد سنوات من العزلة الطويلة.
وأوضح الأسمر أن الدولة السورية صارت رقمًا فاعلًا في مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع الدول الصديقة، وتجاوزت جزئيًا أثر العقوبات الدولية على اقتصادها، ما يعكس قدرة القيادة الجديدة على إدارة علاقات خارجية متوازنة تعود بالنفع على الداخل السوري.
التحديات المستقبلية ومسار الاستقرار
يشير الأسمر إلى أن سوريا تواجه تحديات هيكلية مرتبطة بدمج المجموعات المسلحة، ومواجهة داعش والمقاتلين الأجانب، ومعالجة الخلافات الطائفية والسياسية في بعض المحافظات.
وأكد أن الحل يكمن في إشراك كافة المكونات السورية في الحكم، مع الالتزام بمعايير الدولة الوطنية، وضمان أن لا تكون أي مجموعة خارج نطاق القانون أو تسعى للحصول على امتيازات أحادية، ما يحمي الدولة من الانقسام ويؤسس لمرحلة استقرار طويلة المدى.
خلص الأسمر إلى أن الدولة السورية الجديدة، رغم صعوبات الإرث السابق وتحديات الأمن الداخلي والخارجي، أحرزت تقدماً ملموساً على صعيد الخدمات، والأمن، والحرية العامة، والمكانة الدولية، مع المحافظة على وحدة الدولة وسيادتها.
وأكد أن نجاح المرحلة المقبلة يعتمد على قدرة الحكومة على إدارة القوى المسلحة، ومواجهة الإرهابيين، ومواصلة إصلاح الخدمات، وإشراك جميع المكونات السورية ضمن منظومة الحكم، بما يضمن عدم تكرار الانتهاكات السابقة وتحقيق استقرار دائم للمواطن السوري.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر سوريا الجديدة بين الأمن والبناء.. قراءة في عام من التغيير .. في رعاية الله وحفظة
