شريف الصياد: سياسات الاستثمار تحسنت.. لكنها تحتاج للمزيد

دبي - احمد فتحي في الأحد 29 ديسمبر 2024 04:13 مساءً - فاطمة أبو زيد ومحمد أحمد _ قال المهندس شريف الصياد رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية ورئيس مجلس إدارة شركة تريدكو للصناعات الهندسية، إن تحفيز الاستثمار الأجنبي يمثل خطوة حاسمة لحل المشكلات الاقتصادية بشكل سريع، موضحًا أن المستثمر الأجنبي ينجذب إلى مصر لعدة أسباب، أبرزها وفرة الأيدي العاملة بأسعار منخفضة، والموقع الإستراتيجي الذي يجعل مصر مركزًا بين ثلاث قارات، بالإضافة إلى الاتفاقيات التجارية التي تسهل مرور المنتجات دون جمارك، فضلًا عن انخفاض أسعار الطاقة.

أضاف الصياد، في تصريحات لجريدة دوت الخليج، إن المستثمر الأجنبي يتمتع بخبرات فنية وتسويقية، ويمتلك معرفة مسبقة بالأسواق المستهدفة، على عكس المستثمر المصري الذي يبدأ من الصفر، ويحتاج وقتًا لتعلم الجوانب الفنية والتسويقية وأساليب التصدير.

وأشار رئيس مجلس إدارة شركة تريدكو للصناعات الهندسية، إلى أن السوق المصرية بحاجة إلى تحقيق إنجازات سريعة دون الانتظار طويلًا، مما يستدعي جذب الاستثمارات الأجنبية بشكل عاجل لزيادة التصدير وتقليل استيراد المكونات. ومع ذلك، يواجه المستثمر الأجنبي بعض التحديات، مثل البيروقراطية العالية في الحصول على الأراضي وترخيصها.

وتابع الصياد، أن السياسات الحكومية تجاه الاستثمار الأجنبي قد تحسنت، لكنها لا تزال غير كافية، لافتًا إلى أن مصر تمكنت من جذب استثمارات أجنبية مهمة خلال عام 2024، منها مصانع كبرى في مجال الأجهزة المنزلية. وأكد أن هذه السياسات لا تُفضل المستثمر الأجنبي على المصري، حيث إن السوق مفتوحة أمام الجميع.

وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة تريدكو، أن الاستثمارات الأجنبية تؤثر بشكل إيجابي على أداء الشركات والقطاعات المختلفة، إذ ساهمت في تطوير الصناعات وإعداد جيل جديد من الفنيين والمهندسين ذوي الخبرة العالية. كما أن المستثمر الأجنبي يرفع من جودة الصادرات نظرًا لامتلاكه أسواقًا جاهزة، مشيرًا إلى أن نحو 80% من صادرات المجلس التصديري للصناعات الهندسية تأتي من عشر شركات فقط، ما يبرز دور الاستثمار الأجنبي في زيادة حجم الصادرات.

ولفت الصياد إلى وجود منافسة عادلة بين الشركات المحلية والعالمية في مصر، لكن غالبًا ما تكون الكفة لصالح المستثمر الأجنبي بسبب قوته المالية والفنية، ودعمه من الشركات العالمية التي تمنحه أسواقًا جاهزة وتقلل من حاجته إلى بناء إدارات تسويق وشحن.

وأشار إلى أن بعض الشركات العالمية تعتمد استراتيجية تكبد الخسائر لمدة سنتين لإزاحة المنافسين المحليين، ومن ثم تستحوذ على الأرباح في السنوات اللاحقة. ورغم ذلك، فإن هذه المنافسة تصب في مصلحة المواطن والاقتصاد المصري، حيث تدفع المنتجين المحليين إلى تطوير منتجاتهم وأنظمتهم الإدارية والمالية وأساليب التصدير.

دخول المستثمرين الأجانب يعزز الابتكار ونقل التكنولوجيا للمحليين

وأكد الصياد أن دخول الشركات العالمية يعزز فرص الابتكار ونقل التكنولوجيا للشركات المحلية، بالإضافة إلى تطوير الأيدي العاملة وإعداد أجيال جديدة تلبي احتياجات سوق العمل، كما شدد على أن الشركات المحلية لديها الإمكانيات الكافية لإقامة شراكات مع المستثمرين الأجانب.

وفيما يتعلق بالتسهيلات، شدد رئيس مجلس إدارة شركة تريدكو للصناعات الهندسية، على ضرورة أن تعمل شركات القطاع الخاص على تطوير نفسها، مع أهمية أن تضمن الدولة بيئة استثمارية عادلة تدعم جميع المستثمرين، سواء كانوا مصريين أو أجانب.