نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر HSBC يتوقع قفزة جديدة في أسعار الذهب خلال 2025 و2026 مع تزايد الطلب العالمي في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - تقرير HSBC: الذهب يواصل صعوده والعوامل العالمية تدفعه نحو مستويات قياسية جديدة
في خطوة تعكس الثقة المتزايدة في قوة الذهب كأصل استثماري مستقر، أعلن بنك HSBC رفع توقعاته لمتوسط أسعار الذهب خلال العامين المقبلين، مستندًا إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي عززت الطلب العالمي على المعدن النفيس، وفي مقدمتها تزايد المخاطر الجيوسياسية والتقلبات في الأسواق المالية.
البنك يرفع التوقعات بعد أداء قوي للذهب
حسب التقرير الصادر عن البنك، تم تعديل متوسط السعر المتوقع للذهب لعام 2025 إلى نحو 3،355 دولارًا للأونصة، مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت أقل من ذلك بنحو 200 دولار.
ويأتي هذا القرار بعد الأداء اللافت للذهب خلال الأشهر الأخيرة، حيث شهد ارتفاعًا متواصلًا مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وهو ما عزز شهية المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
وأشار التقرير إلى أن الاتجاه الصعودي قد يستمر حتى عام 2026، إذا ظلت الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة على حالها.
العوامل الدافعة وراء التعديل الجديد
يرى خبراء بنك HSBC أن مجموعة من العوامل المتشابكة ساهمت في دعم التوجه الصاعد لأسعار الذهب.
من أبرز هذه العوامل، حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تسيطر على الأسواق العالمية، واستمرار التوترات السياسية في مناطق متعددة من العالم، إلى جانب تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى.
كما أشار البنك إلى أن السياسات النقدية التيسيرية المتوقعة في الولايات المتحدة وأوروبا ستؤدي إلى خفض العائدات الحقيقية على السندات، وهو ما يجعل الذهب أكثر جاذبية كبديل استثماري طويل الأجل.
المخاطر المحتملة وتصحيح السوق
على الرغم من النظرة الإيجابية، لم يستبعد HSBC احتمال تعرض السوق لموجة تصحيح مؤقتة على المدى القصير، خاصة في حال حدوث تحسن مفاجئ في مؤشرات الاقتصاد الأمريكي أو ارتفاع قوي في الدولار.
وأكد التقرير أن “التحركات السريعة في الأسعار قد تدفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح، لكن الاتجاه العام سيبقى صاعدًا ما دام ظلت المخاطر العالمية قائمة.”
موقع الذهب في المحافظ الاستثمارية العالمية
يعتبر البنك أن الذهب سيحافظ على مكانته القوية ضمن المحافظ الاستثمارية خلال السنوات المقبلة، خاصة لدى المؤسسات الكبرى وصناديق التحوط.
وأوضح التقرير أن الطلب على الذهب من البنوك المركزية شهد نموًا ملحوظًا خلال العام الجاري، إذ واصلت العديد من الدول، خصوصًا في آسيا والشرق الأوسط، تعزيز احتياطاتها من الذهب في محاولة لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي.
هذا التوجه، وفقًا للتقرير، سيبقي الطلب مستقرًا على المدى الطويل، ويدعم الأسعار حتى في فترات الهدوء الاقتصادي النسبي.
توقعات مستقبلية وتحديات قائمة
في ختام التقرير، شدد HSBC على أن الذهب سيظل المستفيد الأكبر من أي تباطؤ اقتصادي أو اضطرابات مالية خلال العامين القادمين، خاصة في ظل المخاوف من ركود عالمي محتمل.
ومع أن التحديات لا تزال قائمة – مثل احتمالية تشديد السياسة النقدية مرة أخرى أو تحسن مفاجئ في الاقتصاد الأمريكي – إلا أن النظرة العامة تظل إيجابية، ما يجعل الذهب “العنوان الأبرز للأمان المالي في عالم مضطرب”.
رفع بنك HSBC لتوقعاته ليس مجرد تعديل رقمي في الأسعار، بل يعكس قراءة دقيقة لتحولات الاقتصاد العالمي، وتزايد حاجة المستثمرين إلى أصول تحافظ على قيمتها في ظل الأزمات.
وبينما تترقب الأسواق قرارات البنوك المركزية الكبرى، يبدو أن الذهب يستعد لدخول مرحلة جديدة من الارتفاع، مدفوعًا بمزيج من القلق والثقة في آنٍ واحد.
أخبار متعلقة :