انتم الان تتابعون خبر زمن "الترويض المالي".. إيران بين عقوبات وتهديدات عسكرية من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الاثنين 29 سبتمبر 2025 10:20 صباحاً - طهران أعلنت أنها دخلت زمن "الترويض المالي والاقتصادي" بعد العقوبات الأممية والأوروبية الأخيرة، فيما لم تتردد في توجيه تحذيرات مباشرة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
التصريحات الإيرانية بدت وكأنها ردّ على تلويح إسرائيلي بشن ضربة جديدة خلال 3 أشهر على الأكثر، مدعومة بغطاء أميركي سياسي وعسكري.
وفي قلب هذا المشهد الملبّد بالغيوم، يبرز ما قاله المحلل السياسي المتخصص بالشأن الإيراني محمد صالح صدقيان، في حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "دوت الخليج"، ليضع الإطار التحليلي لما يجري: نحن أمام مرحلة "تصعيد مقابل تصعيد"، حيث لا مجال لتهدئة بلا ثمن، ولا مجال لحرب بلا حسابات دقيقة.
زمن "الترويض المالي"
أوروبا والولايات المتحدة أعادتا فرض عقوبات واسعة على إيران، شملت القيود الاقتصادية والمالية والصاروخية.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو شدّد على أن القرارات الأخيرة "رسالة واضحة أن العالم لن يقبل بالتهديدات أو أنصاف الحلول"، مضيفاً أن العقوبات تعالج "الأنشطة النووية الإيرانية، الصواريخ الباليستية، والأسلحة التقليدية، والممارسات المزعزعة للاستقرار".
النتائج كانت سريعة.. الريال الإيراني تراجع إلى مستوى غير مسبوق عند 1.1 مليون للدولار الواحد، بعدما كان 900 ألف فقط مطلع أغسطس.
هذا الانهيار المالي يعكس عمق الضغوط التي تواجهها طهران، ويدفعها إلى البحث عن بدائل عبر تحالفات اقتصادية مع روسيا والصين أو الانخراط أكثر في تكتلات مثل "بريكس" ومنظمة شنغهاي.
لكن صدقيان يذكّر بأن إيران "لا يمكن لها أن تقع تحت ضغوطات أمنية سياسية عسكرية وهي مكتوفة الأيدي"، فالمعادلة بالنسبة لطهران ليست فقط اقتصادية، بل وجودية أيضاً.
اختبار يونيو وما بعده
الحرب الأخيرة كانت بمثابة "بروفة" كما وصفها بعض المسؤولين الإيرانيين. إسرائيل حاولت من خلالها، بحسب صدقيان، "قلب نظام الحكم في إيران واستبداله"، لكن النتيجة جاءت معاكسة: تل أبيب اكتشفت أن المنظومة الصاروخية الإيرانية قادرة على اختراق العمق الإسرائيلي وإصابة تل أبيب وحيفا للمرة الأولى منذ 75 عاماً، فيما أدركت طهران أن هناك ثغرات أمنية وعسكرية تحتاج إلى سدها.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت أن الجيش يستعد لاحتمال ضرب إيران خلال مهلة لا تتجاوز 3 أشهر، بينما يعمل الأميركيون على تعزيز أنظمة الدفاع الإسرائيلية عبر تزويدها ببطاريات جديدة بعد أن استنزفت الحرب الأخيرة معظم مخزونها.
إيران، من جانبها، تؤكد أن لديها صواريخ لم تستخدم بعد، بينها منظومات "روم شهر" وصواريخ أخرى بعيدة المدى، ما يجعل أي مواجهة مقبلة مفتوحة على تصعيد نوعي غير مسبوق.
المعادلة النووية
البرلمان الإيراني عقد جلسة مغلقة لمناقشة احتمال انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي. هذه الخطوة، إن تمت، ستشكل تحولاً جذرياً في الملف النووي، خصوصاً أن إيران أعلنت مسبقاً وقف العمل باتفاق القاهرة وتلوّح بإعادة النظر في عقيدتها النووية بالكامل.
محمد صالح صدقيان يرى أن "المرحلة الحالية يمكن وصفها بمرحلة التصعيد مقابل التصعيد"، حيث قد تلجأ طهران إلى "إيقاف التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" واستخدام مخزونها المعلن من اليورانيوم المخصب – أكثر من 40 كغم عالي التخصيب – كورقة ضغط في مواجهة الغرب.
إسرائيل من جهتها، بحسب تصريحات رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، تعرف "أماكن اليورانيوم الإيراني المخصب" وتشارك هذه المعلومات مع الولايات المتحدة، في إشارة إلى أن الملف النووي لم يعد ورقة سرية بيد طهران.
حرب بالوكالة وخيارات الرد
إيران تدرك أن مواجهة مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة قد تكون مكلفة، لذلك تحتفظ بخيارات الرد غير المباشر عبر حلفائها ووكلائها في المنطقة: حزب الله في لبنان، الحوثيون في اليمن، والفصائل العراقية.
هذه الأوراق تمنح طهران قدرة على الضغط وتوسيع نطاق المواجهة جغرافياً، بحيث لا تظل محصورة في أراضيها. وفي المقابل، تحاول إسرائيل والولايات المتحدة تقليص أثر هذه الأوراق عبر ضربات استباقية وتعزيز الأنظمة الدفاعية.
لكن صدقيان يحذّر من أن "إيران لا تريد الحرب كما أن إسرائيل أيضاً لا تريدها"، رغم أن الطرفين يجدان نفسيهما مدفوعين نحو التصعيد بسبب الضغوط المتبادلة. وهنا يكمن التناقض: رفض الحرب لا يمنع الاستعداد لها.
الظل الأميركي
إسرائيل لا تتحرك وحدها. الطائرات الأميركية من طراز B-2 شاركت في الضربات الأخيرة على مدن إيرانية، والولايات المتحدة عززت منظومات الدفاع الإسرائيلية بثماني منصات إطلاق إضافية.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد أن "إيران ستحاسب"، فيما كشف الإعلام الأميركي عن اجتماع مرتقب للرئيس دونالد ترامب مع كبار الجنرالات "لحدث استثنائي في الشرق الأوسط".
هذه المؤشرات تعني أن المواجهة المقبلة – إذا حصلت – قد تكون جزءاً من استراتيجية أميركية أوسع تستهدف ترتيب ملفات المنطقة، مع إعطاء الأولوية لاحتواء إيران وأذرعها.
نقاط التحول
واحدة من أهم نتائج الحرب الأخيرة هي ضرب صورة "القبة الحديدية" كمنظومة دفاعية لا تُخترق. الصواريخ الإيرانية وصلت إلى العمق الإسرائيلي وأصابت تل أبيب وحيفا، ما خلق قناعة جديدة بأن إسرائيل ليست محصنة كما كان يعتقد.
هذا التحول النفسي قد يكون بقدر أهمية الأضرار المادية. فوفقاً لصدقيان، "ثلث مدينة حيفا غير قابل للسكن"، وإسرائيل منعت الصحفيين الأجانب من دخولها بسبب حجم الدمار. كذلك، اضطرّت تل أبيب وواشنطن لطلب وقف إطلاق النار، بينما رفضت طهران الإعلان عن وقف النار بشكل مباشر.
الشرق الأوسط على عتبة "الحدث الاستثنائي"
بين العقوبات المالية، الانهيار الاقتصادي، التصعيد العسكري، والخيارات النووية، تتحرك إيران في حقل ألغام مزدوج: الداخل يضغط، والخارج يحاصر. إسرائيل من جانبها تلوّح بالضربة القريبة، وأميركا ترفع الغطاء السياسي والعسكري.
لكن وفق قراءة محمد صالح صدقيان، الحرب ليست هدفاً بذاته، بل وسيلة اختبار لإرادات وقدرات متقابلة. فكل طرف "عرف قدر نفسه"، وأي جولة مقبلة ستبنى على حسابات التجربة السابقة.
في النهاية، قد يكون السؤال الأهم ليس هل تندلع الحرب؟ بل أي شكل ستأخذه الحرب إذا اندلعت؟ وهل نحن أمام مواجهة مفتوحة بلا سقف، أم أن التصعيد المتبادل سيفرض توازناً جديداً يحدّد مستقبل المنطقة لعقود قادمة؟
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر زمن "الترويض المالي".. إيران بين عقوبات وتهديدات عسكرية .. في رعاية الله وحفظة
أخبار متعلقة :