العالم اليوم - باتريوت إسرائيلية في أوكرانيا.. هل نحن أمام حرب إقليمية؟

انتم الان تتابعون خبر باتريوت إسرائيلية في أوكرانيا.. هل نحن أمام حرب إقليمية؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الاثنين 29 سبتمبر 2025 01:20 مساءً - هذا المشهد المركب يعيد إلى الواجهة سؤالاً جوهرياً: هل نحن أمام حرب إقليمية كبرى، أم أن أوروبا تقترب من لحظة الانفجار التي طالما حذّر منها المراقبون؟

الباتريوت الإسرائيلية على الأراضي الأوكرانية

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تسلّمت بالفعل منظومة "باتريوت" من إسرائيل، وأوضح أنه تم نشرها ميدانياً، في خطوة تمثل تحوّلا كبيراً في الموقف الإسرائيلي الذي لطالما التزم الحذر في علاقته مع موسكو.

زيلينسكي أضاف أن كييف تنتظر استلام منظومتين إضافيتين من إسرائيل خلال الخريف المقبل، في مؤشر على أن الدعم الإسرائيلي لم يعد مجرد شائعات أو وساطات غير مباشرة، بل أصبح حقيقة ميدانية.

هذه التطورات تأتي في سياق تصعيد زيلينسكي نفسه للخطاب السياسي، إذ حذر من أن فشل مواجهة روسيا سيكلّف أوروبا "أثماناً كبيرة"، متهماً موسكو بالسعي لتوسيع الحرب، ومؤكداً أن السلام لن يتحقق إلا عبر السلاح ودعم الحلفاء.

الرد الروسي.. أضخم هجوم بالطائرات المسيّرة

رد موسكو جاء سريعاً ومكثفا، فقد شنّت القوات الروسية "الهجوم الأعلى من نوعه" على أوكرانيا، حيث أطلقت نحو 500 طائرة مسيّرة وأكثر من 40 صاروخاً خلال ليلة واحدة، وفقاً للتقارير الأوكرانية.

الضربات استهدفت مواقع عسكرية في كييف ومحيطها، إلى جانب مستودعات أسلحة ومنظومات دفاع جوي.

مصادر روسية أكدت أن هذه الضربات لم تكن عشوائية، بل جاءت لتوجيه رسالة مزدوجة: عقاب كييف على استلام الدعم الغربي المتزايد، وإثبات أن قدرات روسيا الهجومية قادرة على تجاوز المنظومات الدفاعية الجديدة مهما كان مصدرها.

أوروبا على خط النار.. مشروع "الجدار المضاد للمسيّرات"

مع تصاعد وتيرة الهجمات، تتنامى المخاوف الأوروبية من امتداد الحرب إلى أراضيها. دول مثل بولندا وفنلندا ولاتفيا أعلنت مشروعاً مشتركاً لبناء "جدار مضاد للمسيّرات" على حدودها الشرقية، في محاولة لصد التهديدات الجوية القادمة من روسيا.

لكن موسكو رفضت المشروع بشدة، واعتبرته استفزازياً سيؤدي إلى مزيد من التوتر بدلاً من تعزيز الأمن. وزارة الخارجية الروسية وصفت الخطوة بأنها "هيستيريا غربية" ستزيد احتمالات التصعيد والمواجهات غير المقصودة.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تبنّت الفكرة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يستجيب لنداء حلفائه في البلطيق. غير أنها لم تكشف تفاصيل عملية أو تقنية حول كيفية إقامة مثل هذا الحائط، الذي يبقى حتى الآن أقرب إلى مشروع رمزي أكثر من كونه خطة دفاعية قابلة للتنفيذ الفوري.

قراءة في المفاجأة الإسرائيلية

وصفت المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية، إيلينا سوبونينا، في حديثها لـ"التاسعة" على "دوت الخليج" الخطوة الإسرائيلية بأنها "مفاجأة" للقيادة الروسية، مشيرة إلى أن موسكو كانت قد تلقت تطمينات سابقة من تل أبيب بعدم توريد أسلحة فتاكة لأوكرانيا.

سوبونينا فسّرت هذا التحول بعدة عوامل:

تغير الموقف الأميركي: الرئيس دونالد ترامب شدد لهجته تجاه روسيا، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعادة التموضع "كما يشم الهواء حيث تتجه الرياح"، على حد تعبيرها.

الموقف الروسي من فلسطين: موسكو انتقدت إسرائيل أكثر من مرة، وإن بشكل حذر، ما ساهم في تدهور الثقة المتبادلة.

التعاون الروسي الإيراني: تعزيز التنسيق العسكري بين موسكو وطهران، إلى جانب فشل المقترحات الروسية حول الملف النووي الإيراني، كلها عوامل دفعت إسرائيل لإعادة حساباتها.

بين التصعيد والحوار.. حسابات بوتين المعقدة

رغم التصعيد الميداني، أكدت سوبونينا أن روسيا لا تزال متمسكة بخيار الإبقاء على قنوات التواصل مع إسرائيل، ولو بشكل محدود وبارد.

وأوضحت أن الرئيس فلاديمير بوتين يرى أن التعاون مع تل أبيب، مهما كان متواضعا، يجب أن يستمر.

في الوقت نفسه، شددت على أن روسيا ليست بصدد استهداف الرئيس الأوكراني زيلينسكي بشكل شخصي، بل إن الكرملين يرحّب بأي مفاوضات جديدة قد تشمل لقاءً ثلاثيا مع ترامب وزيلينسكي، أو ثنائيا مع واشنطن.

هذا الموقف يتضح أكثر في التصريحات الصادرة عن المتحدث باسم الكرملين، الذي أعلن أن بوتين سيُلقي خطاباً موسعاً خلال الأسبوع المقبل يتناول فيه العلاقات مع أميركا والأوضاع على الجبهات.

ترامب بين التصعيد والتقلب

إيلينا سوبونينا لفتت أيضاً إلى أن خطاب إدارة ترامب لا ينفصل عن شخصية الرئيس نفسه. فإذا كان ترامب يتحدث بتفاؤل أو بلطف تجاه روسيا، يتبنى مسؤولوه نفس النبرة، وإذا صعّد لهجته يتغير خطابهم معه. لكنها حذّرت من أن ترامب قد يبدّل موقفه فجأة بـ"180 درجة"، ما يجعل التنبؤ بمسار سياساته صعباً.

الأمر الأكثر إثارة للقلق – بحسبها – هو النقاش الأميركي الداخلي بشأن إمكانية إرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا. فمثل هذا القرار، إن تحقق، قد يسمح لكييف بضرب العمق الروسي، وهو ما تعتبره موسكو خطاً أحمر حقيقياً.

روسيا و"شبح الحرب العالمية الثالثة"

رغم التهويل الغربي المتزايد بشأن استعداد موسكو لحرب عالمية ثالثة، أكدت سوبونينا أن روسيا لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع حلف الناتو، وأنها لا تملك الإمكانيات المالية والاقتصادية لخوض حرب بهذا الحجم.

لكنها في الوقت نفسه شددت على أن "التصعيد لا مفر منه"، إذ ستواصل روسيا ضرباتها داخل أوكرانيا لإبقاء الضغط العسكري والسياسي، بينما تستمر محاولاتها لإطلاق مسارات تفاوضية مع واشنطن حول الملف الأوكراني.

الجدار الأوروبي.. حلم بعيد المنال؟

أما بخصوص مشروع "الجدار المضاد للمسيّرات"، فقد قلّلت سوبونينا من جدواه العملية، مؤكدة أن "هذا الأمر مستحيل فنياً الآن، وربما يمكن تحقيقه بعد عشر سنوات". واعتبرت أن الأوروبيين يضخّمون التهديدات ويصبّون الزيت على النار لأسباب سياسية داخلية، رغم أنهم لا يريدون فعلياً الدخول في حرب مباشرة مع روسيا.

برأيها، هذا المشروع يعكس حالة من "الرقص على حافة الهاوية"، حيث توازن أوروبا بين رغبتها في ردع موسكو وبين خوفها من الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

دومينو المحرمات يتساقط

تطورات الملف الأوكراني تكشف أن "دومينو المحرمات" بدأ يتهاوى: أسلحة إيرانية تقاتل في أوروبا عبر روسيا، منظومات إسرائيلية ضد موسكو في قلب أوكرانيا، وأوروبا تبحث عن جدار يصد المسيّرات. كل ذلك يجري بينما الخطاب الرسمي الروسي ما زال يتحدث عن الانفتاح على التفاوض، والغرب يواصل تأرجحه بين الردع والتصعيد.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر باتريوت إسرائيلية في أوكرانيا.. هل نحن أمام حرب إقليمية؟ .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :