العالم اليوم - من واشنطن إلى شرم الشيخ.. غزة على مفترق طريق وقف الحرب

انتم الان تتابعون خبر من واشنطن إلى شرم الشيخ.. غزة على مفترق طريق وقف الحرب من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 01:11 مساءً - بين واشنطن وشرم الشيخ، تبدو غزة اليوم على مفترق طريق حاسم بين وقف الحرب واستمرارها. فبينما تحتضن المدينة المصرية مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، تتكثف الجهود الأميركية لتحريك خطة الرئيس دونالد ترامب التي تهدف – نظرياً – إلى إنهاء القتال وبدء مرحلة جديدة من الترتيبات الأمنية والسياسية في القطاع.

لكن واقع الميدان والمواقف المتباينة يوحيان بأن الطريق لا يزال طويلا قبل أن يتحقق السلام المنشود.

أبرز ما كشفته الجولة الجديدة في شرم الشيخ هو تأجيل انضمام المسؤولين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى الجلسات المباشرة، في مؤشر – بحسب القناة الإسرائيلية الرابعة عشرة – على عمق الفجوات بين الطرفين، والتي تتجاوز الجوانب التقنية إلى قضايا جوهرية مثل نزع سلاح حماس ومستقبل إدارة غزة بعد الحرب.

الخبير في الشؤون الإسرائيلية نائل الزعبي، قال لبرنامج "ستوديو وان مع فضيلة" على دوت الخليج إن "إسرائيل لا تفاوض حماس من أجل حل سياسي، بل لتفكيكها بالكامل"، موضحاً أن هدف تل أبيب هو "إعادة المخطوفين من غزة وتدمير البنية التنظيمية والعسكرية للحركة"، وهي رغبة وصفها بأنها "قديمة قدم الصراع نفسه".

وأضاف الزعبي أن الكرة الآن في ملعب حماس، معتبرا أن على الحركة "أن تتحرر من إمبراطور الحرب" وتتخذ خطوات عملية لإنهاء الصراع، لكنه استبعد استعدادها لذلك، قائلا إن "حماس تعرف أن الدولة الفلسطينية لن تقوم غدا ولا بعد غد، لذا تضع شرطا تعجيزيا بتسليم سلاحها فقط لتلك الدولة".

وبحسب الزعبي، ترى إسرائيل أن الحرب يمكن أن تنتهي بضمانات اقتصادية وإنسانية لغزة، تشمل حزمة تمويل بقيمة 50 مليار دولار بإشراف أميركي وأوروبي وعربي، لكنها موجهة – كما قال – "إلى سكان القطاع وليس إلى حماس التي تفكر بنفسها أكثر مما تفكر بشعبها".

وأكد أن تل أبيب لا تسعى إلى استمرار الحرب، بل إلى فرض معادلة جديدة تمنع حماس من العودة كقوة عسكرية أو سياسية، مشيراً إلى أن "أي تحرك عسكري إسرائيلي سيكون دفاعياً فقط".

كما لفت إلى أن إسرائيل ترفض إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع بعد الحرب، لأنها "فقدت شرعيتها الشعبية"، مستشهدا باستطلاعات مركز خليل الشقاقي التي أظهرت أن تأييد السلطة لا يتجاوز 8%.

في المقابل، يقدم أستاذ العلوم السياسية أمجد شهاب رؤية مغايرة تماماً. ففي حديثه لسكاي نيوز عربية، أكد أن "حماس وافقت على الإطار العام للخطة الأميركية رغم غموضها"، مضيفا أن الكرة باتت في الملعب الإسرائيلي، لأن "تل أبيب تواصل القتل واستهداف المدنيين رغم إعلان حماس موافقتها على وقف النار".

وحمل شهاب إسرائيل مسؤولية عرقلة تنفيذ الخطة، قائلا إن "الرئيس ترامب أمر بوقف إطلاق النار فور إعلان حماس موافقتها، لكن نتنياهو لم يلتزم"، معتبراً أن "النوايا الإسرائيلية سيئة".

وفي ما يتعلق بمطلب نزع السلاح، وصفه شهاب بأنه "غير واقعي في ظل الاحتلال"، متسائلا: "هل سيخرج مقاتلو حماس ليسلموا أنفسهم للجيش الإسرائيلي؟"

وأوضح أن الخطة تتحدث عن انسحاب تدريجي لا عن تسليم مباشر، وأن أي تقدم يتطلب ضمانات دولية حقيقية، مذكرا بأن إسرائيل لم تلتزم باتفاقيات سابقة مثل أوسلو.

ودافع شهاب عن شرعية حماس، قائلاً إنها "حركة متجذرة في المجتمع الفلسطيني تمتلك شرعية ميدانية وشعبية منذ انتخابات 2006"، مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة ما زالت تُظهر تفوقها الشعبي، خصوصاً في الضفة الغربية.

ورأى أن "تهميش السلطة الفلسطينية جاء بفعل الاحتلال نفسه"، معتبراً أن خطة ترامب "تفتقر إلى أساس قانوني وسياسي واضح وقد تكون فخاً أكثر من كونها اتفاق سلام".

واختتم شهاب بالقول: "من يريد السلام عليه أن ينهي الاحتلال ويمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، فالتسويات لا تُبنى على القوة بل على العدالة".

وبين رؤيتي الزعبي وشهاب، تبقى غزة عالقة بين ضغوط الحرب ووعود السلام. فشرم الشيخ اليوم ليست مجرد محطة للتفاوض، بل اختبار لإرادة الأطراف وساحة لتقاطع المصالح الإقليمية والدولية.

وفي ظل غياب الثقة وعمق الخلافات، تبدو التسوية بعيدة المنال، بينما تستمر غزة في دفع ثمن معادلة معقدة تتنازعها الحسابات السياسية والنوايا المتضاربة.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر من واشنطن إلى شرم الشيخ.. غزة على مفترق طريق وقف الحرب .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :