العالم اليوم - رسائل ترامب من قلب إسرائيل.. هل تعيد ترتيب الشرق الأوسط؟

انتم الان تتابعون خبر رسائل ترامب من قلب إسرائيل.. هل تعيد ترتيب الشرق الأوسط؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 01:20 مساءً - في خطوة تعكس رغبة الإدارة الأميركية في إعادة ترتيب ملفات الشرق الأوسط بعد الأحداث الأخيرة في غزة ولبنان، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه الأخير أمام الكنيست بأن المرحلة القادمة للشرق الأوسط ستكون مختلفة، وأن هناك ملفات عديدة مرتبطة بشكل مباشر بالحرب التي شهدها قطاع غزة، ولا تزال بحاجة إلى معالجة متأنية.

وأكد ترامب أن حزب الله تعرض للتدمير، مشيرا إلى دعمه للرئيس اللبناني جوزيف عون في خطة نزع سلاح الحزب، ووصف جهود النزع بأنها "عمل جيد جدًا".

وفي الوقت نفسه، أعلن الرئيس الأميركي أن يده ما تزال ممدودة لطهران رغم كل ما حدث، مشيرًا إلى أن إيران ترغب في إبرام اتفاق، ما يثير تساؤلات حول المقاربة الأميركية المستقبلية تجاه هذه الملفات الساخنة.

أولويات ترامب في الشرق الأوسط.. غزة ولبنان وإيران

يقول نديم قطيش، مدير عام دوت الخليج، إن الأنظار تتجه مجددا إلى إيران ولبنان، حيث لم ينته الملف اللبناني بعد، مشيرًا إلى أن قدرة التشكيلات المسلحة مثل حزب الله على ممارسة "الشغب" تراجعت بشكل كبير، رغم استمرار بعض العمليات من قبل الحوثيين والجهاد الإسلامي.

وأوضح قطيش أن المسافة بين الانتهاء الفعلي للنزاعات وتسوية الأمور على الأرض ما تزال كبيرة، وأن هناك احتمالًا لحدوث إشكالات بين حزب الله واليونيفيل، ما قد يخلق "مسافة دموية" تتحمل الكثير من الحسابات الخاطئة، والتي قد توفر مجددًا مبررًا لإسرائيل للتدخل العسكري في غزة.

أما بالنسبة لسياسة إسرائيل في غزة، فقد ذكر قطيش أن نتنياهو سيحتفظ بـ15% من القطاع، بينما سينسحب من 40% أخرى، مع إجراء إصلاحات مرتبطة بتسليم الأسلحة للسلطة الفلسطينية، وهو ما يعكس استراتيجية متدرجة للسيطرة على القطاع دون مواجهة مباشرة في المرحلة الراهنة.

وأشار قطيش إلى أن النظام الإيراني لا يزال يشكل مصدر الأمل للميليشيات في المنطقة، وأن الدعوة الأميركية لإيران للسلام تعتبر خطوة رمزية، حيث أن ترامب لم يعد معنيًا بالملف النووي الإيراني بنفس درجة الاهتمام، بل يركز على سلوك إيران في المنطقة وتغيير موقعها ضمن البنية الأمنية الإقليمية، بما في ذلك اتفاقيات محتملة مع الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية.

المقاربة الأميركية تجاه إيران: ضغوط مزدوجة وسلوك إقليمي

وفقًا لموفق حرب، محلل الشؤون الأميركية في دوت الخليج، تتبع إدارة ترامب مقاربة مزدوجة تجاه إيران، تجمع بين الضغوط العسكرية والدبلوماسية. وقد تراجعت القدرة الإيرانية على التواجد في جميع الجبهات، مقارنة بما كان عليه الوضع في التسعينيات، حيث كانت إيران قادرة على تمويل مجموعات متطرفة في مناطق متعددة.

وأكد حرب أن الرئيس ترامب يركز على التأثير على سلوك إيران الإقليمي، وليس على تغيير النظام الإيراني، موضحًا أن الأولوية الأميركية هي "الميغا ديل" لتغيير إيران إلى دولة مختلفة في المنطقة، بعيدًا عن الطموحات النووية، حيث يعتبر ترامب أن الملف النووي لم يعد يمثل تهديدًا حقيقيًا بعد تراجع قدرة إيران على التخصيب وصولًا إلى مستويات استراتيجية.

وأضاف أن الضغوط العسكرية على كل الجبهات من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، إلى جانب الضغوط الدبلوماسية، قد تؤدي إلى نتائج يمكن ترجمتها سياسيًا، ما يعكس استراتيجية تعتمد على المزيج بين القوة والضغط السياسي لتحقيق أهداف ملموسة.

إسرائيل وغزة.. إعادة ضبط السيطرة

أبرز نضال كناعنة، محرر الشؤون الإسرائيلية، خلال حديثه أن إسرائيل لن تعتمد هذه المرة على جمع المعلومات الاستخباراتية لتنفيذ ضربات لاحقة، بل ستضرب الأهداف فورا عند تحديدها، سواء في لبنان أو غزة.

ويأتي هذا ضمن استراتيجية لضمان عدم إعادة بناء المنصات الصاروخية، وهو ما يعكس إدراك تل أبيب لمحدودية الخيارات المتاحة في ظل القيادة الأميركية المباشرة بقيادة ترامب.

في غزة، تنتقل المنطقة من المرحلة الأولى من الحرب إلى المرحلة الثانية، التي ستحدد مصير القطاع. فإما أن تكتفي حركة حماس بوقف الحرب وإقناع السكان بقدرتهم على العيش مع الدمار الحالي، أو ستعيد حساباتها وتتحمل مسؤولياتها للمرحلة المقبلة بما يخدم القطاع وليس الحركة فقط.

ويشير كناعنة إلى أن إيران كانت تراهن على أن السلاح النووي سيكون رادعا ضد أي ضربة إسرائيلية، إلا أن الواقع أظهر أن التهديد الداخلي للشعب الإيراني اليوم أكبر من أي تهديد خارجي، وأن استخدام إيران لقدراتها النووية لم يعد ضرورياً للردع العسكري، بل أصبح أداة رمزية ضمن استراتيجية أوسع.

النظام الإيراني والتحديات الداخلية

عماد الدين أديب، المحلل السياسي، أكد أن الإدارة الأميركية لا تسعى لإسقاط النظام الإيراني، بعكس الرؤية الإسرائيلية التي تعتبر وجود الملالي خطرًا وجوديًا على الأمن الإقليمي.

وأوضح أديب أن النظام الإيراني يعتمد منذ عام 1979 على منهجية "البندقية ذات الوجهتين"، حيث يتمركز الحاكم الأعلى (ولاية الفقيه) لضمان بقاء النظام ونشر الفكر الثوري داخليًا وخارجيًا، وأن الانقسامات بين "المعتدلين والمتشددين" غالبًا ما تكون ظاهرية، إذ لا توجد سياسة مستقلة في الداخل الإيراني.

ويشير أديب إلى أن التحدي الأكبر لإيران اليوم هو الداخل، مع ضغوط اقتصادية واجتماعية متزايدة، وأن أي نجاح في تحويل هذه الضغوط إلى إصلاحات حقيقية يعتمد على مراجعة النظام نفسه، وهو أمر لم يحدث بعد.

الانتخابات المقبلة وتأثيرها على الشرق الأوسط

يحمل عام 2026 بحسب عماد الدين أديب ثلاثة استحقاقات انتخابية مهمة تؤثر على مجريات المنطقة: انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وتجديد نصف مجلس النواب الأميركي والكونغرس، إضافة إلى الانتخابات الفلسطينية المرتقبة للسلطة الوطنية.

وتؤكد هذه الاستحقاقات أن قدرة اللاعبين الرئيسيين – الولايات المتحدة، إسرائيل، والفلسطينيون – على اتخاذ قرارات استراتيجية ستتأثر بالمسار الانتخابي، ما يزيد حالة عدم اليقين بشأن مصير الملفات الإقليمية بعد قمة شرم الشيخ.

وبحسب المحللين، يمثل ترامب الضمانة الأساسية لتحقيق أي نتائج ملموسة في الشرق الأوسط، فوجوده الشخصي واهتمامه المباشر بالملفات الإقليمية كان السبب وراء تحرير الرهائن وإيقاف التصعيد العسكري في غزة، بينما لم تحقق الإدارات السابقة نتائج مماثلة رغم إرسال مسؤولين كبار إلى المنطقة.

توضح تصريحات الرئيس ترامب والمحللين في دوت الخليج أن الشرق الأوسط أمام مرحلة جديدة، حيث تتداخل الضغوط العسكرية والدبلوماسية مع الحسابات السياسية المحلية والإقليمية.

ترامب يركز على إعادة تشكيل البيئة الإقليمية، بعيدًا عن الملف النووي الإيراني، مع السعي لتعديل السلوك الإيراني الإقليمي، وإعادة ضبط السيطرة في غزة ولبنان، وضمان أن يكون للشخصية الأميركية تأثير مباشر في إدارة الأزمات.

في المقابل، يبقى لبنان وإيران وقطاع غزة مناطق متوترة، مع وجود ملفات معلقة تتطلب إدارة دقيقة، والتحدي الأكبر يكمن في الانتخابات المقبلة عام 2026، التي ستحدد بشكل كبير قدرة اللاعبين الرئيسيين على التأثير واتخاذ القرارات الحاسمة.

وتشير كل المؤشرات إلى أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من الضغوط والتوازنات الدقيقة بين القوة العسكرية، الدبلوماسية، والحسابات الداخلية لكل دولة من الأطراف الفاعلة، مع الدور البارز للرئيس ترامب في قيادة هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الشرق الأوسط.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر رسائل ترامب من قلب إسرائيل.. هل تعيد ترتيب الشرق الأوسط؟ .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :