العالم اليوم - تحولات كبرى في إدارة الثروات: "عصر الأصول البديلة" يبدأ الآن

انتم الان تتابعون خبر تحولات كبرى في إدارة الثروات: "عصر الأصول البديلة" يبدأ الآن من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 29 أكتوبر 2025 08:20 صباحاً - شهدت أسواق الاستثمار العالمية تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة، حيث بدأت الثروات الضخمة التي تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات، تعيد تشكيل خارطة الاستثمارات التقليدية، متجهة نحو الأصول البديلة والبنية التحتية، وتخفف الاعتماد على الأسهم والسندات التقليدية.

هذه التحولات ليست مجرد رد فعل على التقلبات الاقتصادية، بل تمثل مرحلة هيكلية جديدة في أسلوب إدارة الثروات، كما أبرزها المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "بلو فايف كابيتال"، حازم بن قاسم، في مقابلة مع برنامج "بزنس مع لبنى" على دوت الخليج ضمن فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية.

أرقام عالمية تكشف حجم الاستثمارات البديلة

تشير البيانات الحديثة إلى أن نحو 31 تريليون دولار تتركز حاليًا في الاستثمارات البديلة، التي تشمل الأسهم الخاصة، الديون الخاصة، العقارات، والبنية التحتية، في حين توجد نحو 62 تريليون دولار في صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) كنماذج بديلة للاستثمار المباشر في الأسهم والسندات التقليدية. هذه الأرقام تعكس تغير الأولويات الاستثمارية على المستوى العالمي، حيث تبحث الثروات عن أصول أكثر تنويعًا واستقرارًا في مواجهة التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.

ويبلغ حجم سوق إدارة الأصول العالمي حاليًا نحو 165 تريليون دولار، منها 63 تريليونًا في الأصول الأميركية، و47 تريليونًا في الأصول الأوروبية، فيما تقود منطقة الشرق الأوسط وآسيا النمو بنسبة 9 بالمئة. ومن اللافت أن عشر شركات حول العالم تدير وحدها 66 تريليون دولار، وهو ما يعادل حجم اقتصادات الولايات المتحدة والصين ومنطقة اليورو مجتمعة، ومن أبرزها شركة "بلاك روك".

بلو فايف كابيتال: رؤية استثمارية بديلة

أكد حازم بن قاسم أن شركته، التي تأسست قبل حوالي عام، تتجه نحو الاستثمارات البديلة مع تركيز جغرافي أولي على الخليج وآسيا، على أن تشمل لاحقًا أمريكا اللاتينية. وبيّن أن أحد أهم محاور استثمار الشركة هو الـ Private Equity، أي الاستثمار في الشركات الخاصة لتأهيلها وإدراجها لاحقًا في الأسواق المالية، مع التركيز على الشركات الإقليمية القادرة على توسيع أعمالها عالميًا.

وأشار بن قاسم إلى أن "بلو فايف" تعتمد استراتيجيتين أساسيتين للنمو: أولهما النمو الذاتي عبر تطوير العمليات الداخلية، والثانية عبر الاستحواذ على شركات مالية أخرى في الخليج. وأوضح أن هناك فرصًا كبيرة في الأسواق المتفرقة، خاصة في قطاع التأمين، حيث يبلغ عدد شركات التأمين في السعودية 26 شركة، معظمها يمتلك قدرات محدودة للنمو، مما يفتح المجال للاندماجات المستقبلية، على أن تكون بلو فايف أحد الركائز المؤهلة للمشاركة في هذه التحولات.

وأضاف بن قاسم أن الشركة ستتوسع أيضًا في الشركات الخاصة الإقليمية التي تسعى لتحويل أعمالها إلى نطاق عالمي، ما يعكس تركيزًا على تعظيم القيمة وإعادة هيكلة الأعمال المالية بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية الكبرى.

الفرص التكنولوجية والتحولات في الأصول

شهد العام الماضي تغيرات ملحوظة في اتجاهات الاستثمار، حيث صعدت أغلب الأصول رغم تقلبات الذهب والعملات الرقمية، بما يعكس تغيرًا جذريًا في خريطة الاستثمارات العالمية. ولفت بن قاسم إلى أن التحولات الحالية ليست مؤقتة، بل تمثل مرحلة طويلة الأمد في التحول نحو تنويع الأصول بعيدًا عن الدولار والذهب، بما في ذلك الاستثمار في الذهب والعملات الرقمية، وأصول البنية التحتية الرقمية.

وأكد أن بلو فايف تركز على اقتناص الفرص في الترندات الجديدة، خاصة في التكنولوجيا، مع توقع أن يستمر هذا التوجه نتيجة التغيرات الجيوبوليتيكية العالمية التي تتطلب استثمارات في الطاقة والغذاء والبنية التحتية الرقمية، لضمان الأمن الاقتصادي والاستقرار.

الجيوبوليتيكا والاستثمارات القومية

أشار بن قاسم إلى أن البيئة العالمية الحالية تشهد وضوحًا أكبر في الحاجة إلى استثمارات قومية ومؤسسية، تشمل مشاريع الطاقة، البنية التحتية الرقمية، ومحطات الطاقة والمعدات اللازمة لتشغيل هذه المراكز. وأوضح أن هذا التوجه يعزز من أهمية الاستثمار المحلي والعالمي في الوقت ذاته، حيث يمتد من الخليج إلى الهند والصين وأمريكا اللاتينية.

وأضاف أن هذه التحولات تعكس ضرورة أن تكون الاستثمارات مؤهلة للعمل على مستوى عالمي، مع تعزيز قدرة الشركات على مواجهة تحديات الأمن الغذائي والطاقة والتكنولوجيا الحديثة، بما يجعلها جزءًا من مستقبل اقتصادي متوازن ومستدام.

الخليج كمركز نمو استثماري

تعتبر الأسواق الخليجية محورًا رئيسيًا في استراتيجية بلو فايف، نظرًا لنمو الاقتصاد الإقليمي وتوسع الشركات المحلية في مختلف القطاعات المالية، بما فيها التأمين والتمويل والتكنولوجيا. وأوضح بن قاسم أن الشركة تعمل على تحويل الشركات الإقليمية إلى كيانات عالمية، لتوزيع أعمالها على نطاق أوسع، مع التركيز على اندماجات واستحواذات استراتيجية، بما يعزز من تنافسية الشركات ويتيح فرص نمو مستدامة.

ويبرز هذا التركيز على الخليج وآسيا الشرقية كمؤشر على تغيّر مراكز القوة الاقتصادية العالمية، حيث تتحول الاستثمارات من الاقتصادات التقليدية إلى الأسواق الإقليمية الواعدة، مدفوعة بالتكنولوجيا والبنية التحتية الحديثة.

التحولات المستقبلية في الأسواق العالمية

تظهر التوجهات الأخيرة أن الاستثمار العالمي يتجه نحو نموذج متعدد الأصول يجمع بين الأسهم الخاصة، الاستحواذ على الشركات، والبنية التحتية الرقمية والطاقة. ووفق بن قاسم، فإن المرحلة المقبلة ستشهد فرصًا استثمارية ضخمة في جميع القطاعات الحيوية، مع استمرار التركيز على الابتكار والتكنولوجيا، مما يفتح الباب أمام المستثمرين لإعادة تشكيل محافظهم الاستثمارية وفق معايير أكثر تنوعًا واستدامة.

وفي هذا الإطار، تشير التحليلات إلى أن الاستثمار في الأصول البديلة لن يقتصر على الخليج وآسيا فحسب، بل سيمتد إلى الأسواق العالمية الأخرى بما فيها أمريكا اللاتينية والهند والصين، لتعزيز النمو وتوفير فرص استثمارية متنوعة ومستقرة.

استثمارات بديلة في عصر التحولات

تؤكد تصريحات حازم بن قاسم أن العالم يشهد مرحلة تحول استثماري هيكلية، تتسم بتنوع الأصول، وانتشار الاستثمارات البديلة، مع تركيز متزايد على الشركات الإقليمية الناشئة والقطاعات التكنولوجية والبنية التحتية الحيوية. ومع استمرار التغيرات الجيوبوليتيكية، يصبح من الضروري اعتماد استراتيجيات مرنة ومتعددة الأصول، تجمع بين النمو الذاتي، الاستحواذ، والاستثمار في الترندات الجديدة، لضمان استدامة العوائد وتعزيز القدرة التنافسية في بيئة مالية عالمية متغيرة.

وتعد بلو فايف كابيتال نموذجًا لهذا التوجه الاستثماري الجديد، الذي يجمع بين الطموح الإقليمي والرؤية العالمية، مستهدفة الأسواق الناشئة والفرص البديلة كركائز أساسية لبناء محفظة استثمارية متوازنة ومستدامة.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر تحولات كبرى في إدارة الثروات: "عصر الأصول البديلة" يبدأ الآن .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :