العالم اليوم - بسبب التغيير المناخي.. آثار العراق تحت تهديد التآكل

انتم الان تتابعون خبر بسبب التغيير المناخي.. آثار العراق تحت تهديد التآكل من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الخميس 30 أكتوبر 2025 03:28 مساءً - يدق مسؤولون عراقيون ناقوس الخطر لإنقاذ آثار تمثل حضارات عريقة، إذ يواجه تاريخ يمتد لآلاف السنين خطر الاندثار‭‭‭ ‬‬‬بسبب التآكل الناتج عن تغير المناخ الذي يهدد المدن القديمة جنوبي العراق.

وتزداد ملوحة التربة بسبب الطقس الجاف والقاسي، مما يلحق الضرر بالآثار التاريخية في أطلال مدن مثل أور مسقط رأس النبي إبراهيم، وبابل التي كانت في الماضي عاصمة لإمبراطوريات عظيمة.

وتنخر رواسب الملح الطوب اللبن الذي يشكل مقبرة أور الملكية، التي اكتشفها عالم الآثار البريطاني السير ليونارد وولي في عشرينيات القرن الماضي، وهي الآن معرضة لخطر الانهيار.

وقال كاظم حسون المفتش في دائرة الآثار بذي قار: "هذه الأملاح ظهرت نتيجة الاحتباس الحراري، وتغير المناخ أدى إلى تدمير أجزاء مهمة من المقبرة، إضافة إلى أجزاء أخرى في مدينة أور الأثرية. هذه التغيرات المناخية أو التطرف المناخي الذي نسميه، يعمل حاليا على إنهاء جميع المباني الموجودة في مدينة أور نتيجة ما تتعرض له من ملوحة ومياه جوفية، إضافة إلى حرارة شديدة وجفاف عام بالمنطقة".

وتابع حسون: "هذه الأملاح ستتسبب في انهيارات تامة لجميع اللبن (الطوب اللبن) في هذه المقبرة والدليل على هذا انظر هنا. هذه اللبنة تتآكل مع مرور الزمن نتيجة الأملاح وتؤدي إلى وجود خسفات وفتحات هذه الفتحات يمكن أن تؤدي بالتالي إلى الانهيار المفاجئ للمبنى".

تآكل "زقورة أور"

وتسببت بالفعل الكثبان الرملية في تدهور الجانب الشمالي من زقورة أور، وهو معبد هرمي ضخم مدرج كرس قبل أكثر من 4 آلاف عام لإله القمر نانا.

وتحدث عبد الله نصر الله، عالم الآثار في دائرة الآثار بمحافظة ذي قار حيث تقع مدينة أور، عن "اختفاء أجزاء من الطبقة الثانية في زقورة أور وخصوصا الارتفاع الأصلي للزقورة حسب ما يذكر 27 متر، حاليا 17 متر متبقي، وبدأ التآكل في الطبقة الثانية رغم الطبقة الثالثة متآكلة بسبب عوامل جوية وتغيرات مناخية، لكن بدأ التآكل في الطبقة الثانية من الزقورة".

وأضاف: "الرياح الشمالية هي العامل الأساس والأول في تآكل أجزاء البناء خصوصا أن هذا الشيء ستشاهده في دبلة الماخ والمقبرة الملكية وزقورة، خصوصا أن الجزء الشمالي من الزقورة يتآكل بسبب أن المناطق المطلة على الجهة الشمالية هي مناطق كثبان رملية. فهذه الكثبان الرملية والرياح، تصير على شكل غبار ورياح، وتسبب التآكل في الأجزاء الشمالية من البناء".

ولا يزال هذا المعبد المهيب المدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي أحد أفضل الأدلة المصانة للعمارة القديمة في بلاد ما بين النهرين، ويعرض لمحة عن الممارسات الدينية والطقوس المقدسة للإمبراطورية السومرية، حيث ازدهرت إحدى أوائل حضارات العالم.

آثار في خطر

ويواجه العراق ارتفاعا في درجات الحرارة وموجات جفاف شديدة زادت من مستويات الملوحة في جنوبه، حيث يلتقي نهرا دجلة والفرات عند اقترابهما من الخليج.

وفي أعالي نهر الفرات، تتعرض المواقع الأثرية لبابل القديمة لخطر أيضا.

وقال المدير العام لوزارة الثقافة والسياحة العراقية منتصر الحسناوي، إن هذه المواقع بحاجة ماسة إلى الاهتمام والترميم، لكن نقص التمويل لا يزال يشكل تحديا.

وتهدد مستويات الملوحة العالية في مدينة بابل التاريخية المواد الطينية المستخدمة في بناء الأبنية القديمة، التي لا تزال الرسومات السومرية المتقنة واضحة عليها.

مشاكل إعادة الترميم

وأشار الحسناوي إلى أن هذه المواد تم استخراجها مباشرة من الأرض التي كانت معدلات الملوحة بها قليلة في ذلك الوقت، مما كان من المفترض أن يجعلها أقل عرضة لتغير المناخ. لكن ممارسات الترميم غير الصحيحة في العقود السابقة جعلت الأبنية القديمة أكثر عرضة للخطر.

وقال ممسكا بأحد الأحجار: "هذه الأحجار القديمة اللي عمرها يجاوز 2500 عام لا زال الختم (عليها). البناء القديم في الحضارات العراقية معتمد على المواطنية، وهي من صلب هذه الأرض. سابقا عندما بنيت في تلك الأزمان كانت نسب الملوحة قليلة وبالتالي هي أقل تأثرا بالتغييرات المناخية".

وأدى ارتفاع معدلات الملوحة إلى الحاجة لإعادة ترميم ما تم إفساده.

وصرح الحسناوي بأن "ما حدث أن المعالجات الخاطئة لها في العقود السابقة، لا سيما في ثمانينيات القرن المنصرم، باتت أكثر عرضة للتأثر بالتغييرات المناخية وذلك يستدعي إعادة الترميم غير الصحيح".

وقال: "الآن مشكلة التملح يزيد بالمياه السطحية، وبالتالي بالمياه الجوفية، وستتأثر بالتملح الأرضي اللي سيزيد تركيزه، وبالنتيجة قد تعمل على اندثار كثير من المدن التي لا زالت تحت التراب".

وأضاف: "هذه الآثار بمجملها تستدعي دق ناقوس الخطر والانتباه لها، وأيضا حل المشكلات المتعلقة بترميمها والتنقيب عنها، لا سيما نقص التمويل الخاص بها، وأيضا استثمار فسحة الأمان التي يتمتع بها العراق الآن لجذب مزيد من البعثات الأجنبية التي تحافظ على هذه الآثار".

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر بسبب التغيير المناخي.. آثار العراق تحت تهديد التآكل .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :