العالم اليوم - "النفخ في نار الحرب".. الجيش السوداني يتمسك بموقفه

انتم الان تتابعون خبر "النفخ في نار الحرب".. الجيش السوداني يتمسك بموقفه من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الخميس 13 نوفمبر 2025 11:16 صباحاً - في مشهد يعكس تداخل الحسابات السياسية والعسكرية، يتمسك الجيش السوداني بخيار الحرب رافضا مقترحات الهدنة التي تقدمت بها الرباعية الدولية، في وقت تتزايد به الانقسامات داخل مؤسسات الدولة ومعسكرات الدعم الميداني للجيش.

تصريحات مساعد القائد العام ياسر العطا جاءت حاسمة، حين أكد أن "الخيار العسكري هو السبيل لإنهاء الحرب في السودان"، مهاجما الرباعية الدولية ومشددا على أن الجيش "يتخذ قراراته بنفسه".

وأثرت هذه التصريحات على الأوساط السودانية، إذ فُسرت بأنها تعكس حالة صراع داخل قيادة الجيش بين من يدعم الهدنة بشروط والمتمسك بالحسم العسكري.

وفي هذا السياق، وصف مستشار قائد قوات الدعم السريع عمران عبد الله، موقف وزير الدفاع في حكومة البرهان برفض الهدنة المقترحة من جانب الرباعية بأنه "متوقع".

وأوضح عبد الله في مقابلة مع "دوت الخليج"، أن رد حكومة البرهان سببه "تأثير تنظيم الإخوان على قرار الجيش، مما يبرز تأثير القوى السياسية الداخلية على الموقف العسكري".

انقسامات بمعسكر الجيش

يقول الكاتب الباحث السياسي السوداني شوقي عبد العظيم، خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "دوت الخليج"، إن "القوات التي تدعم الجيش وتنظيم الإخوان خلف المواقف الأخيرة الرافضة لوقف الحرب".

ويشير عبد العظيم إلى أن "الحركات المسلحة التي شاركت في القتال بمدينة الفاشر لم تُستشَر في موضوع الهدنة، وتم إبلاغها في آخر اللحظات بأنها قد تطرح قبل اجتماع مجلس الأمن والدفاع، مما دفعها إلى المطالبة بالمشاركة في المفاوضات أو على الأقل ترتيب مستقبلها بعد الهدنة".

ويرى أن "رفض الجيش للهدنة ليس رفضا نهائيا أو قاطعا، بل لتقوية موقعه ورفع سقف المفاوضات، حتى تستوعب الرباعية الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش وتمنحها ضمانات لمواقعها المستقبلية".

كما أضاف أن مجموعات الحركات المسلحة واتفاق جوبا والكتلة الديمقراطية ساندت الجيش منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، وأصبحت رافعة سياسية له، وتريد المشاركة في أي تسوية مقبلة لضمان مستقبلها السياسي.

الإخوان والنظام البائد واستمرار الحرب

يعتقد عبد العظيم أن النظام البائد في السودان يسعى من خلال هذه المواقف إلى إطالة أمد الحرب، مستفيدا من استمرار النزاع لضمان استيعاب نفسه في العملية النهائية.

كما يشير إلى أن "الإسلاميين يستخدمون الميدان العسكري وسلاح الإعلام معا لضمان استمرار نفوذهم، إذ إن وقف الحرب يعني فتح الباب أمام إصلاحات قد تقلص من نفوذهم داخل الدولة".

ويضيف الباحث أن "تصريحات جبريل إبراهيم وزير المالية في حكومة البرهان التي تعهد فيها بالسيطرة على مدينة الفاشر وكل المدن والقرى التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، تأتي في هذا السياق، كون جبريل قائد حركة مسلحة دارفورية، وخطابه موجه إلى النازحين الذين ينتمون إلى حركته. يخاطبهم بالزي الرسمي للحركات المسلحة، مما يعكس دور التعبئة المعنوية ورفع الروح القتالية".

ويشير عبد العظيم إلى أن "مسألة الحسم العسكري لم تتحقق رغم مرور سنتين ونصف من الحرب، والحديث عن السيطرة على الفاشر أو حسم الحرب يدخل في إطار الدعاية الحربية وتعبئة الجهود، بينما المواطن السوداني هو من يتحمل ثمن القتال".

الإعلام.. ميدان مواز

لم تعد الحرب في السودان مقتصرة على الميادين العسكرية، بل امتدت إلى الفضاء الإعلامي، حيث تدور معارك موازية ربما تكون أكثر تأثيرا على مستقبل السودان.

يقول عبد العظيم إن تنظيم الإخوان استغل أحداث الفاشر لترويج صور مفبركة وأخبار مضللة، إذ تبين أن الصورة الشهيرة لامرأة تحتضن طفلها أمام مسلحين مولدة بالذكاء الاصطناعي، وأن مقطع الجثث الذي زعم أنه من الفاشر التقط في مزرعة لتربية المواشي في جنوب السودان.

ويضيف أن "هذه المعارك الرقمية تستخدم فيها الفبركات والشتائم وخطاب الكراهية لتقسيم الرأي العام وتصنيف القبائل بين وطنية وغير وطنية، مما يهدد النسيج الاجتماعي".

ويشير إلى أن "الطرفين المتحاربين يوظفان الإعلام، مستخدمين الخوارزميات والأموال للتأثير في الرأي العام، بينما القوى المدنية تحاول تبني خطاب عقلاني يدعو لوقف القتال ونبذ الكراهية، لكنها تتعرض للتخوين والانتقاد في الوسائل الاجتماعية".

ويحذر عبد العظيم من أن الحرب الإعلامية قد يكون لها تأثير أكبر من الحرب العسكرية نفسها، لأنها "تمس وجدان السودانيين وتعمق الانقسامات، مما يتطلب مجهودا وطنيا هائلا لمعالجة هذه المرارات وحماية وحدة البلاد".

ويقول: "أخطر ما يواجه السودان اليوم ليس صوت البندقية، بل خطاب الكراهية الذي يمزق ما تبقى من وجدان وطني مشترك".

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر "النفخ في نار الحرب".. الجيش السوداني يتمسك بموقفه .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :