العالم اليوم - النيازك في المغرب.. ما هي أبرز الفرص والتحديات؟

انتم الان تتابعون خبر النيازك في المغرب.. ما هي أبرز الفرص والتحديات؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الاثنين 17 نوفمبر 2025 07:20 صباحاً - في عمق الصحراء وبين كثبان تمتد بلا نهاية، وسماء تتساقط منها شظايا قادمة من عمر النظام الشمسي ذاته، تشكّل المغرب خلال العقود الأخيرة أحد أبرز مسارح البحث عن النيازك في العالم.

تحول الأمر من مجرّد مصادفة جيولوجية أو نشاط تراثي يمارسه السكان المحليون، إلى ظاهرة تستقطب العلماء، وصيادي الكنوز الكونية، وتجار هذا القطاع الآخذ في الاتساع عالمياً.

ومع تزايد الاهتمام الدولي بما تحتويه الأراضي المغربية من قطع نادرة مصدرها المريخ والقمر، بدأت تتكشف طبقات اقتصادية وعلمية واجتماعية جديدة لهذه الظاهرة، خاصة في المناطق الصحراوية البعيدة التي طالما عانت من محدودية الفرص واشتداد تأثيرات تغيّر المناخ.

وبينما تتحرك الدولة بخطوات لتنظيم هذا النشاط وضبط قيمته الحقيقية، تتسع دائرة النقاش حول حجم الإمكانات الكامنة في اقتصاد النيازك وما يمكن أن يوفره من قيمة مضافة.

وفي قلب هذا المشهد، يقدم الخبراء والباحثين والفاعلين المحليين صورة أكثر تعقيداً: فرص اقتصادية واعدة تتولد من الرمال الجافة، وتحديات تتعلق بالحوكمة والمعرفة وسلاسل القيمة، وسباق عالمي على قطع صغيرة لكنها تحمل تاريخاً فلكياً يمتد لمليارات السنين.

في هذا السياق، يشير تقرير لـ "بلومبيرغ" إلى أن:

  • المغرب أفادت بسقوط المزيد من النيازك مقارنة بأي مكان آخر في الـ 20سنة الماضية.
  • نحو نصف المنشورات العلمية المتعلقة بالنيازك تعتمد على الاكتشافات التي تم التوصل إليها في البلاد، وفقاً لأستاذة النيازك وعلوم الكواكب في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء،حسناء الشناوي أوجيهان.
  • بما أن السوق العالمية مجزأة وغير منظمة، فمن الصعب تتبع المبيعات، ولكن الأسعار تتراوح من مئات الدولارات للقطع المتداولة على مواقع الإنترنت مثل إيباي إلى ملايين الدولارات للقطع الأكبر التي تباع من خلال دور المزادات، مثل سوثبي وكريستيز .

وبحسب التقرير، فقد سهّلت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 38 مليون نسمة على صائدي النيازك تصدير الاكتشافات إلى جانب السعي إلى تعزيز السياحة وخلق مصادر دخل جديدة في المناطق النائية؛ حيث تعاني الأنشطة الرعوية التقليدية من تغير المناخ.

ونقل عن سميرة مزبار ، وهي خبيرة اجتماعية واقتصادية مستقلة متخصصة في سياسات التنمية، قولها إن ما كان في يوم من الأيام "هواية وجزءًا أساسيًا من التراث المحلي" لآلاف الأشخاص أصبح "نشاطًا استخراجيًا في حد ذاته".

فرص وتحديات

في السياق، يؤكد الخبير الاقتصادي المتخصص في الأسواق العالمية، محمد سعيد، لموقع "اقتصاد دوت الخليج"،أن:

  • المغرب يمتلك بالفعل واحدة من أغنى الثروات العالمية من النيازك.
  • السر لا يكمن في سقوطها بكثرة على أراضيه بقدر ما يرتبط بطبيعة الصحراء الشاسعة ومناخها الجاف.
  • هذه البيئة المثالية تجعل العثور على النيازك أسهل وتحافظ عليها من التآكل أو الضياع وسط النباتات والمياه كما يحدث في المناطق الرطبة.
  • لهذا يتحوّل المغرب إلى مركز عالمي رئيسي لاكتشاف وتجارة النيازك، خصوصًا القطع النادرة القادمة من المريخ أو القمر.

ويضيف: هذا النشاط خلق واقعًا اقتصاديًا جديدًا في مناطق صحراوية مثل إرفود وميدلت، حيث باتت العديد من الأسر تعتمد على "صيد النيازك" كمصدر دخل بديل عن الرعي والزراعة.

وتشكلت شبكة تجارة واسعة تربط السكان المحليين بتجار محليين وأجانب، ما أدى إلى تحسين مستوى الدخل في مناطق تعاني من محدودية الموارد التقليدية.

لكن سعيد يوضح أن القيمة المضافة الأكبر ما زالت تُحقق خارج المغرب، إذ تُباع قطع نادرة بأسعار منخفضة بسبب نقص المعرفة بقيمتها العلمية أو الحاجة للسيولة، بينما يعيد التجار الأجانب تصنيفها في مختبرات متقدمة ثم يبيعونها بأسعار مرتفعة تصل أحيانًا إلى آلاف الدولارات للغرام الواحد.

ويضيف سعيد أن المغرب تنبّه لهذا الوضع، فبدأ منذ عامي 2019 و2020في تطبيق قوانين جديدة لتنظيم استخراج وتسويق النيازك، بهدف حماية التراث الجيولوجي وفرض تسجيل الاكتشافات وإتاحة حق الشفعة للدولة، إضافة إلى تنظيم التصدير وفرض الرسوم للحد من السوق السوداء.

ويرى سعيد أن الفرصة الحقيقية للمغرب تكمن في التحول إلى مركز علمي وصناعي للنيازك عبر:

  • إنشاء مختبرات وطنية متخصصة تمنح شهادات تصنيف مغربية تزيد من القيمة المضافة محليًا.
  • دعم البحث العلمي في الجامعات وتكوين خبراء مغاربة.
  • تطوير السياحة الجيولوجية والفلكية وبناء متاحف وطنية متخصصة.
  • إطلاق صناعات إبداعية مثل تصميم مجوهرات فاخرة من النيازك.

النيازك

  • تميل النيازك إلى الانفجار إلى شظايا عند اصطدامها بالغلاف الجوي الخارجي للأرض؛ كما يمكن أن تتحطم عند الاصطدام. وبينما تسقط الآلاف منها سنويًا، لا يُعثر إلا على جزء ضئيل منها، حيث تسقط الغالبية العظمى منها في المحيطات أو المناطق المعزولة.
  • تعتمد القيمة على عوامل مختلفة، بما في ذلك مكان نشأة القطعة في النظام الشمسي ومتى سقطت، حيث أن التعرض لفترات طويلة لعناصر الأرض يمكن أن يسبب التلوث أو الضرر.
  • معظم الاكتشافات في المملكة تتعلق بقطع سقطت منذ سنوات، إن لم يكن قرون، وفق تقرير بلومبيرغ.

فرص اقتصادية

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي، أبو بكر الديب، لموقع "اقتصاد دوت الخليج" إن المغرب يمتلك فرصة اقتصادية وعلمية نادرة يمكن أن تجعل منه مركزًا عالميًا في مجال اقتصاد النيازك، خاصة أنه عملياً أحد أغنى بلدان العالم في عدد الشهب والنيازك التي تسقط على أراضيه، حتى بات يُطلق عليه في الأوساط العلمية "خزان النيازك الأرضي".

ويوضح أن الخصائص الجيولوجية والجغرافية للمغرب -وخاصة في مناطق الصحراء الشرقية والرشيدية والسمارة- توفر بيئة مثالية لاكتشاف النيازك وحفظها، حيث يبرز لونها الداكن فوق الأرضية الرملية، ويساعد الجفاف الشديد على بقائها آلاف السنين دون تآكل. كما تتقاطع الصحراء المغربية مع مدارات عالية الكثافة لسقوط الشهب، وهو ما جعلها وجهة رئيسية للباحثين وصيادي النيازك من مختلف دول العالم.

ويشير الديب إلى أن وفرة النيازك خلقت سوقًا ناشئة داخل المغرب، لكنها ما تزال تعمل خارج الأطر الرسمية، ما يؤدي إلى فقدان جزء كبير من القيمة الاقتصادية لصالح تجار ووسطاء في الخارج.

ويؤكد أن المغرب يملك المورد الطبيعي، لكنه لا يزال بحاجة إلى بناء سلسلة قيمة اقتصادية متكاملة تضمن الاستفادة الحقيقية من هذا القطاع.

ويوضح أن هناك عدة مسارات عملية يمكن أن تجعل من النيازك موردًا اقتصاديًا منظمًا، أبرزها:

  • إنشاء بورصة وطنية للنيازك وإصدار شهادات منشأ رسمية ترفع القيمة السوقية وتضمن بقاء أهم العينات داخل البلاد للدراسة والبحث العلمي.
  • تأسيس معامل تحليل ومراكز بحث متخصصة لتحويل المغرب إلى مرجع عالمي في علوم النيازك، وجذب الباحثين والطلاب من مختلف الدول.
  • تنظيم نشاط جامعي ومجتمعي عبر تعاونيات رسمية لصيادي النيازك، تكفل تحسين دخل سكان القرى الصحراوية وإدماجهم في دورة الاقتصاد الوطني.
  • تطوير سياحة علميةمن خلال مسار سياحي مخصص لمواقع السقوط والمتحف الوطني للنيازك في أكادير، وإقامة مهرجانات ومؤتمرات فلكية سنوية.
  • إطلاق برامج أكاديمية متخصصةفي علوم الفضاء والجيولوجيا الكونية داخل الجامعات المغربية
  • سنّ تشريعات تنظم ملكية النيازك وتضبط عملية جمعها وتداولها بما يحمي قيمتها العلمية والاقتصادية.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر النيازك في المغرب.. ما هي أبرز الفرص والتحديات؟ .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :