انتم الان تتابعون خبر نزيف العملات المشفّرة.. بين انهيار القيمة وتبدّل ملامح السوق من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 26 نوفمبر 2025 06:24 صباحاً - تعصف موجة هبوط حادّة بسوق العملات المشفّرة، بعدما فقدت أكثر من 1.3 تريليون دولار من قيمتها منذ أعلى مستوى بلغته الشهر الماضي، مسجّلة انخفاضاً يقارب 30 بالمئة خلال شهر ونصف. وتكبدت البتكوين وحدها خسائر بنحو 749 مليار دولار منذ 7 أكتوبر الماضي، في وقت بددت فيه جميع مكاسبها المتراكمة منذ بداية العام، لتتجه خلال نوفمبر نحو أسوأ أداء شهري لها منذ ثلاث سنوات.
هذه الخسائر العميقة أطلقت موجة نزوح غير مسبوقة من صناديق البتكوين المتداولة، بلغت قيمتها 3.5 مليار دولار منذ مطلع الشهر، ما يعكس تراجعاً حاداً في شهية المخاطرة وازدياد القلق لدى المستثمرين المؤسسيين والأفراد على حد سواء.
ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى مجموعة عوامل متشابكة، أبرزها عمليات جني الأرباح بعد بلوغ البتكوين مستوى 124,000 دولار، إضافة إلى الارتفاع المفاجئ للدولار الأميركي، وتلميحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بإمكانية التوقف عن خفض الفائدة، فضلاً عن المخاوف المتصاعدة من انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي بعد وصول أسهم القطاع إلى قمم تاريخية.
دخول رسمي في السوق الهابطة
الرئيس التنفيذي لشركة First Financial Markets نديم السبع قدّم في حديثه إلى برنامج "بزنس مع لبنى" قراءة مباشرة لما يجري، مؤكداً أن السوق دخلت "رسمياً في مرحلة هابطة". ويرى السبع أن انخفاضاً بحدود 30 بالمئة لا يمكن وصفه بتصحيح خفيف أو هبوط محدود، بل هو بداية مسار نزولي عميق.
ويقول السبع: "الأمور لم تنتهِ بعد… نحن في سوق هابطة منذ فترة قصيرة، وما زال أمامنا المزيد من الانخفاض."
ويشدّد على أن الهبوط الحالي يطال العملات الرقمية الرئيسية وعلى رأسها البتكوين والإيثيريوم، في حين لا يرى أي مؤشرات لاحتمال توقف النزيف في المدى القريب. كما يؤكد أن المستثمر الذي لم يحصّن محفظته مبكراً "تأخر جداً"، وأن التعامل مع التراجع بهذا الحجم يحتاج أساساً إلى إعداد هيكلي مسبق للمحفظة.
إدارة مخاطر المحافظ ومستوى الانكشاف الأمثل
يقدّم السبع رؤية واضحة لإدارة المخاطر، مفادها أن حماية المستثمر تبدأ قبل الدخول إلى السوق، وذلك عبر تحديد الانكشاف على الأصول الرقمية بنسبة لا تتجاوز 10% إلى 12.5% من إجمالي المحفظة. ويشير إلى أن أي انكشاف أعلى من ذلك يعرّض المستثمر لخسائر قاسية خلال فترات الهبوط، قد تصل إلى مستوى "الانهيار المالي أو الإفلاس".
ويضيف: "عند انخفاض بنسبة 30%، يكون الأوان قد فات لحماية المستثمر… التحصين يجب أن يتم قبل الهبوط وليس بعده."
ويؤكد السبع أن الحفاظ على سقف المخاطر يتيح للمستثمر الحدّ من الخسائر الحادة، كما يسمح له باستخدام استراتيجية الشراء التراكمي لإعادة التمركز فقط في حال انخفاض الأسعار إلى مستويات جذابة.
الأعياد، السيولة، والتوقعات المستقبلية
يقول السبع إن نهاية نوفمبر ودخول ديسمبر، حيث موسم الأعياد وانخفاض السيولة، يعقّدان المشهد أكثر. ويعتبر أن الفترة الممتدة حتى عام 2025 ستكون "صعبة جداً"، في حين لا يرى في عام 2026 سنة إيجابية لسوق العملات المشفّرة، بل يتوقع أن تكون "سنة غير جيدة" في ظل انسحاب المؤسسات الكبرى بدلاً من استغلال الانخفاض للتمركز كما تفعل عادة في مؤشرات مثل ناسداك أو S&P500.
ويرى السبع أن خروج مؤسسات بحجم "بلاك روك" يعكس حالة عدم يقين عميقة، وأن بعض الشركات ذات الانكشاف المرتفع على العملات الرقمية أصبحت موضع تساؤل في البورصات حول إمكانية استمرار إدراجها، تجنباً لتأثير تراجع أسعارها على السوق ككل.
ويقدّر السبع احتمال عودة البتكوين إلى مستويات 45 ألف دولار، ويشير إلى أنه شخصياً لن يعيد التمركز قبل وصول السعر إلى منطقة 38–40 ألف دولار، معتبراً أن الأسعار الحالية لا تزال "مرتفعة نسبياً".
الذهب… مسار صاعد تحفّه المخاطر
على الجانب الآخر، يتناول السبع تحركات الذهب، مؤكداً أنه في مسار صاعد، لكنّه يحذّر من تكرار سيناريو مشابه للهبوط العنيف الذي أصاب البتكوين. فالتوقعات المتفائلة جداً بوصول الذهب إلى مستويات 5000 و5500 و6000 دولار قد تدفع المستثمرين الأفراد إلى ضخ سيولة كبيرة بشكل حاد، ما يفتح الباب أمام "تصحيح قاسٍ" يسمح للمؤسسات بإعادة الشراء عند مستويات 3400–3500 دولار.
وفي الوقت نفسه، يعاين السبع المخاطر التي تطال أسهم التكنولوجيا، ويحذر من أن أي نتيجة سلبية لشركات كبرى مثل "إنفيديا" قد تشكل "نقطة تحوّل كبرى" في السوق، بالنظر إلى الوزن الكبير الذي تحمله هذه الشركات على المؤشرات الأميركية.
قرار الفائدة ودور الدولار
يرى السبع أن تأثير قرار خفض الفائدة المتوقع في ديسمبر سيكون محدوداً على البتكوين، لأن الأسواق سعّرت فعلياً خفضاً بحدود 25 نقطة أساس. ويشير إلى أن سياسة الخفض الحالية للفيدرالي "مرتبطة بضغوط سياسية بين الفيدرالي والإدارة الأميركية"، وأن السوق الرقمية تعرضت لتصحيح داخلي مستقلّ عن حركة الدولار أو الفائدة.
ويضيف أن ارتفاع الدولار بنسبة 2 بالمئة أو 3 بالمئة لا يبرر هبوطاً بنسبة 30 بالمئة في البتكوين، مؤكداً أن التضخم السعري في العملات الرقمية جاء بشكل كبير نتيجة "التدخل والترويج المباشر" الذي قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم انعكس بصورة حادة في الهبوط الأخير، مما كبّد عائلته خسائر تقارب مليار دولار.
علاقة العملات الرقمية بالأسواق التقليدية
يرفض السبع فكرة الارتباط الدائم بين العملات الرقمية والذهب أو الأسهم الأميركية، مؤكداً أن العلاقة بين الأصول المالية "متقلبة وغير ثابتة"، وأن الأسواق قد تتحرك في الاتجاه نفسه أو في اتجاهات متعاكسة من دون قاعدة واحدة تحكمها.
ويشير إلى أن السيولة الضخمة التي دخلت من السوق الأميركية إلى العملات الرقمية كانت المحرك الأساسي لصعودها الأخير، وأن الأسواق المالية الأميركية لا يمكن أن تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأصل يهبط بنسبة 30% خلال فترة قصيرة.
روبرت كيوساكي… أسئلة حول التوقيت ودوافع البيع
يختتم السبع تحليله بالتوقف عند تصريحات المستثمر روبرت كيوساكي الذي روّج سابقاً لوصول البتكوين إلى نصف مليون دولار، ثم أعلن بيعها بعد انخفاضها 30%. ويرى السبع أن مثل هذا السلوك "يثير علامات استفهام" حول وجود منصات يمتلكها كيوساكي أو استفادته من مراكز بيع مكثفة (Big Short)، معتبراً أن بيعه بعد الانخفاض يجعله "مشاركاً في الخطأ" تجاه المستثمرين الذين اتبعوا توقعاته.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر نزيف العملات المشفّرة.. بين انهيار القيمة وتبدّل ملامح السوق .. في رعاية الله وحفظة
أخبار متعلقة :