انتم الان تتابعون خبر كيف تحوّل الـ AI إلى شريان النمو الأميركي.. وما حدوده؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 26 نوفمبر 2025 01:20 مساءً - يشهد الاقتصاد الأميركي لحظة فارقة، فبينما كانت الدورات الاقتصادية سابقاً ترتبط بعوامل تقليدية مثل الاستهلاك والإسكان والتصنيع، برز الذكاء الاصطناعي اليوم كـ"محرك النمو" الأول، وصمام أمان حال دون انزلاق الاقتصاد إلى الركود.
لكن هذا الدور المتسارع يطرح في المقابل سؤالاً محورياً: ماذا لو تباطأت هذه الطفرة؟ وهل أصبح الاقتصاد الأكثر قوة في العالم معتمداً بشكل مفرط على قطاع واحد؟
الأرقام الأخيرة الصادرة عن مؤسسات بحثية تكشف أن جزءاً ضخماً من النمو المسجل خلال العام يعود مباشرة إلى الإنفاق الرأسمالي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإلى الارتفاع الهائل في تقييمات الشركات المرتبطة به.
ورغم أن طفرة الذكاء الاصطناعي تدفع حالياً بآفاق جديدة للإنتاجية وتعد بإعادة تشكيل القاعدة الصناعية الأميركية، فإنها في الوقت نفسه تُدخل الاقتصاد في معادلة معقدة: نمو قوي، لكنه غير متوازن؛ استثمارات ضخمة، لكنها تتركّز في أربع أو خمس شركات عملاقة؛ وتوقعات مستقبلية لامعة، لكنها معرضة لخيبات محتملة إذا جاءت العوائد دون طموحات المستثمرين. في ضوء ذلك، تتحول الطفرة الحالية إلى اختبار حقيقي لمدى قدرة الاقتصاد الأميركي على بناء نمو مستدام، لا يعتمد على قطاع واحد مهما بدا واعداً.
وول ستريت
يشير تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن:
- الاضطرابات التي ضربت الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي تُسلِّط الضوء على خطر أوسع نطاقاً على الاقتصاد.
- أصبح النمو معتمداً بشدة على الاستثمارات والثروات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لدرجة أنه إذا تحول الازدهار إلى كساد، فقد يجرُّ معه الاقتصاد الأوسع نطاقاً.
- ربما أسهم استثمار الشركات في الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى نصف نمو الناتج المحلي الإجمالي، بعد تعديله وفقًا للتضخم، في الأشهر الستة الأولى من العام.
- كما أن ارتفاع أسهم الذكاء الاصطناعي يعزز ثروات الأسر، مما يؤدي إلى زيادة إنفاق المستهلكين، وخاصةً في الأشهر الأخيرة.
وينقل التقرير عن كبير الاستراتيجيين العالميين في شركة BCA للأبحاث، بيتر بيريزين، قوله "من المؤكد أنه من المحتمل أن يكون الاقتصاد قد دخل بالفعل في حالة ركود" بدون طفرة الذكاء الاصطناعي.
- إذا استثنينا الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، فسيبدو الاقتصاد في وضع أسوأ.
- على الرغم من أن نمو الوظائف كان أعلى من المتوقع في سبتمبر، إلا أن خلق فرص العمل تباطأ هذا العام، ويتزايد معدل البطالة تدريجيًا.
- وفقاً لبنك دويتشه، فإن استثمارات القطاع الخاص، باستثناء الفئات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مستقرة في الغالب منذ عام 2019.
- وخارج مراكز البيانات، انخفضت أنشطة الإنشاءات التجارية الأخرى، مثل مراكز التسوق أو المباني المكتبية.
- هذا يجعل الاقتصاد أكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.
- يقول ستيفن جونو، الخبير الاقتصادي في بنك أوف أميركا: "إنه المصدر الوحيد للاستثمار حالياً".
وتشير تقديرات بنك أوف أميركا إلى أن أربع شركات فقط - مايكروسوفت ، وأمازون، وألفابت ، وميتا بلاتفورمز - ستحقق 344 مليار دولار من النفقات الرأسمالية هذا العام (ما يعادل نحو 1.1% من الناتج المحلي الإجمالي)، ارتفاعا من 228 مليار دولار في العام الماضي.
تحول هيكلي
من جانبه، يقول خبير أسواق المال والعضو المنتدب لشركة أي دي تي للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":
- الاقتصاد الأميركي يشهد تحولاً هيكلياً عميقاً خلال الفترة الأخيرة، مع انتقال مركز الثقل من الاعتماد التقليدي على الاستهلاك الشخصي إلى نموذج جديد يقوده الإنفاق الرأسمالي الضخم على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة بها.
- هذا التحول "لم يعد مجرد موجة تقنية عابرة"، بل تحول إلى طوق النجاة الذي حافظ على المؤشرات الاقتصادية الأميركية في المنطقة الإيجابية، في وقت تتعرض فيه القطاعات التقليدية -وعلى رأسها الإسكان والتصنيع- لضغوط تباطؤ شديدة.
- البيانات الاقتصادية تشير بوضوح إلى أن جزءاً كبيراً من نمو الناتج المحلي الإجمالي بات يأتي حصراً من استثمارات الشركات التكنولوجية العملاقة في مراكز البيانات والرقائق الإلكترونية والأنظمة البرمجية المتقدمة، لافتاً إلى أنه “لولا هذا الإنفاق الهائل، لكان الاقتصاد الأميركي أقرب إلى حالة ركود.
ويشير إلى أن هذه الديناميكية الجديدة خلقت ما يمكن تسميته بـ "تأثير الثروة" داخل الأسواق المالية، حيث أدى التضخم الكبير في القيمة السوقية للشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إلى تعزيز شعور الثقة والبحبوحة المالية لدى المستثمرين والأسر الأميركية، ما دعم مستويات الإنفاق الاستهلاكي رغم الضغوط التضخمية.
ويبيّن أن الرهان الاقتصادي الحالي أصبح يعتمد على تسعير المستقبل وتوقع قفزات كبرى في الإنتاجية ستحققها هذه التقنيات خلال السنوات المقبلة، وليس فقط على العوائد الآنية، وهو ما يفتح الباب أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل القاعدة الصناعية الأميركية من خلال توطين صناعة أشباه الموصلات وبناء بنية تحتية رقمية تضاهي في أهميتها شبكات الكهرباء والإنترنت في القرن الماضي.
كما يؤكد أن ذلك سيعزز السيادة التكنولوجية الأميركية ويخلق وظائف نوعية عالية الأجر في مجالات الهندسة والطاقة والبرمجة.
ورغم الصورة الإيجابية، يشدد سعيد على أن المشهد "ليس وردياً بالكامل"، محذراً من أن هذا الاعتماد المفرط على قطاع واحد ينطوي على مخاطر حقيقية، أبرزها تركز النمو في عدد محدود جداً من الشركات العملاقة، بما يجعل الاقتصاد الأميركي "رهينة لأداء قطاع واحد"، ويثير مخاوف من تشكل فقاعة مالية جديده قد تشبه في قاعه الدوت كوم مع فارق جوهري هو ان الاموال اليوم تتجه نحو اصول ماديه حقيقيه مثل مراكز البيانات وليس مجرد مواقع الكترونيه.
طفرة الـ AI
في السياق، يشير تقرير لـ "بلومبيرغ" إلى أن
- البعض يرى أن الذكاء الاصطناعي هو السبب وراء انتعاش الإنتاجية في الولايات المتحدة، ويتوقعون طفرة مستدامة مثل التسعينيات. لكن البيانات متقلبة، ويقول آخرون إنه من السابق لأوانه الحكم على ذلك.
- في الوقت الحالي، يتفق صناع السياسة النقدية على أن الذكاء الاصطناعي سيكون مُحوِّلاً للاقتصاد، ولكن من المبكر جدًا التنبؤ بكيفية تأثيره.
- يتمثل مصدر القلق الأكثر إلحاحًا في تجاوز التضخم المستهدف، مما يدفع العديد من صانعي السياسات إلى معارضة خفض أسعار الفائدة.
- يُولي آخرون أهمية أكبر لضعف أسواق العمل، ويؤيدون المزيد من التيسير النقدي: وتُعدّ قدرة الذكاء الاصطناعي على استبدال العمال جزءًا من هذه الحالة، ولكنها ليست العامل الرئيسي.
- الحذر واجب، لأن التطورات التكنولوجية غالبًا ما تستغرق سنوات لتنتشر في الاقتصاد وتظهر في البيانات. لكن الاحتياطي الفيدرالي يواجه ضغوطًا في وقت حاسم.
اعتماد متزايد
من جانبه، يوضح رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets ، جو يرق ، لدى حديثه مع موقع "اقتصاد دوت الخليج" أن:
- الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والاستثمارات الضخمة المرتبطة به أصبح السمة الأبرز في الاقتصاد الأميركي اليوم.
- بعض الدراسات تقدر أن ما بين 40 بالمئة إلى 60 بالمئة من إجمالي الاستثمارات الحالية في الولايات المتحدة تتجه نحو قطاع الذكاء الاصطناعي.
- هذا التوجه يحمل العديد من الإيجابيات للاقتصاد الأميركي، إذ نشهد تدفق استثمارات رئيسية تُضَخ في شركات تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب شركات أخرى تحسّن إنتاجيتها من خلال توظيف هذه التقنيات.
- هذه الموجة تسهم في رفع كفاءة الشركات وتقليل الضغوط التشغيلية عليها، ما أدى إلى دعم واضح في أداء سوق المال الأميركي والارتفاعات التي يشهدها منذ نهاية عام 2022.
ويشير إلى أن الولايات المتحدة ما تزال السبّاقة عالمياً في قيادة قطاع الذكاء الاصطناعي، بينما تأتي الصين في المرتبة الثانية، وهذا التفوق الأميركي يجذب تدفّقات مالية واستثمارات من دول وشركات متعددة تبحث عن الاستفادة من هذا النمو المتسارع.
ويلفت إلى أن هذه الطفرة الاستثمارية لا تقتصر على شركات التكنولوجيا، بل تمتد لتشمل قطاعات أخرى تستفيد بشكل غير مباشر، مثل إنشاء مراكز البيانات، و الطلب المتزايد على الكهرباء الذي يُتوقع أن يتضاعف إلى ما بين مرتين وثلاث مرات خلال السنوات الخمس المقبلة، وهي عوامل تعكس القوة الداعمة للاقتصاد الأميركي حالياً.
ومع ذلك، يحذّر يرق من أنّ أي تباطؤ محتمل في هذا القطاع -في حال جاءت العوائد أقل من توقعات المستثمرين-قد ينعكس على حجم الاستثمارات خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الأشهر والسنوات القليلة القادمة ستكون حاسمة في الإجابة على الأسئلة المطروحة حول استدامة هذا النمو.
ويختتم يرق قائلاً إن قطاع الذكاء الاصطناعي وقطاع التكنولوجيا يمثلان الفصل الجديد في مستقبل الاقتصاد العالمي، وأن مسار التنمية الاقتصادية بات مرتبطاً بشكل وثيق بمدى قدرة الدول والشركات على تبني وتطوير هذه التقنيات.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر كيف تحوّل الـ AI إلى شريان النمو الأميركي.. وما حدوده؟ .. في رعاية الله وحفظة
أخبار متعلقة :