الرياض - كتبت رنا صلاح - قال الخبير العسكري ولااستراتيجي نضال ابوزيد ان السؤال الابرز الذي يتم تداوله علنا تواصليا و في الغرف المغلقة والصالونات السياسية والذي رافق تسطيح منحى الصراع في غزة وتمرير المرحلة الاولى من الاتفاق يكمن في ( اين) الدور الاردني ولماذا غاب الاشتباك مع الحالة التفاوضية كيف و متى يشتبك الاردن في مفاوضات غزة؟
ابوزيد: لذلك لم يشتبك الاردن
واضاف ابوزيد ان الاجابة على السؤال الشعبي والتواصلي يكمن في معرفة وادراك مطبخ القرار الاردني بان المخطط الاسرائيلي الاستراتيجي في الاراضي المحتلة قائم على ابتلاع الجغرافية والتخلص من الديموغرافية والاردن لم يكن يوما مشتبكا بملف غزة فقط بل ايضا يقع على عاتقه ملف الضفة الغربية الاقرب جغرافيا والاهم ديموغرافيا لذلك الحسابات الاردنية تختلف عن اي حسابات اقليمية اخرى فالاشتباك الاردني في الملف الاستراتيجي الاصعب للاردن محسوب بدقة الميكروميتر .
واشار ابوزيد الى ان العين الدبلوماسية الاردنية دائما تنظر بزاوية واسعة لملف الاشتباك فيه حساس لحين اتضاح معالم الصورة ومثال ذلك الحالة السورية مابعد نظام الاسد وكان نفس السؤال الاردني يتردد تواصليا وحتى شعبيا ما لبث الاردن ان اشتبك بثقل دبلوماسي كامل بالحالة السورية بعد ان اتضحت ابعاد الحالة السورية نفس النموذج الدبلوماسي ينطبق على حالة غزة فمن باب الحكمة الدبلوماسية عدم تدوير الزواية لمجرد الاشتباك بقدر ماهو توسيع زواية الاستباك لتحقيق التاثير الايجابي ضمن حسابات الربح والخسارة على الحالة الاردنية .
ولفت ابوزيد الى ان الاردن يعيد تموضعه في الحالة الفلسطينية ليس فقط من بوابة غزة وانما يستثمر في بوابة غزة للنظر من نافذة الضفة الغربية التي تهم الاردن ولا يمكن للاردن السياسي ان يترك ملف الضفة يتارجح منفردة بعيدا عن حراك الدبلوماسية الدولية الصاخب في المنطقة لذلك الاردن لا يفرض نفسه وانما دوره مفروض ومطلوب وموقعه الجيواستراتيجي هو الذي يفرض على الاخرين طلب الاشتباك الاردني سيما ان الحاجة للخبرة الاردنية في المسار الدبلوماسي و الامني والانساني في غزة مطلوبة الان وبالتالي فان التموضع الاردني البطيء جاء نتيجة دبوماسية هادئة تنظر للاشتباك بزاوية منفرجة، ويمكن تفسير خطوة الرئيس الامريكي ترامب في خطاب امس الجمعة بحضور دول اقليمية توقع اتفاق وقف اطلاق النار في غزة اثناء زيارته للقاهرة من بينها الاردن خطوة تعزز هذا التقييم وتؤكد ان الاردن يؤتى ولا يأتي .
أخبار متعلقة :