الرياض - كتبت رنا صلاح - شهد مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت حادثة مأساوية، راح ضحيتها الشاب اللبناني إيليو أبو حنّا (25 عامًا)، بعد تعرض سيارته لإطلاق نار كثيف داخل المخيم نتيجة تشخيص خاطئ، بحسب روايات شهود عيان.
مقتل شاب لبناني في مخيم شاتيلا يثير غضبًا واسعًا
ووفقًا لتصريحات والده، كان إيليو عائدًا من تناول العشاء، لكنه ضل الطريق ودخل المخيم عن غير قصد. وأفاد شهود بأن إطلاق النار بدأ من جهة واحدة، ثم تواصل من موقع آخر داخل المخيم، ما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة، حيث توقفت سيارته داخل حي فرحات، وكان فاقدًا للحركة، ما اضطر الحاضرين لكسر الزجاج الخلفي للوصول إليه قبل وصول فرق الإسعاف.
وأظهر التقرير الطبي أن رصاصة اخترقت جسده من الجهة اليمنى إلى اليسرى، فيما وُجدت آثار متعددة للرصاص على مؤخرة السيارة وسقفها، ما يعكس كثافة النيران الموجهة نحو المركبة. وأكدت مصادر أمنية أن الحاجز الأمني في المخيم كان يضم تسعة عناصر، وأن الطلقات جاءت من جانب السيارة، بينما لم يُعثر على أي أسلحة أو مواد مشبوهة داخلها.
وفي رد رسمي، أوضح المقدم عبد الهادي الأسدي، مسؤول العلاقات العامة في قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، أن الحواجز الأمنية أُقيمت بعد إجراءات الجيش اللبناني لمواجهة بؤر التفلّت، مشيرًا إلى أن الشاب لم يمتثل للحاجز وسار بسرعة، ما دفع العناصر لإطلاق النار عليه. وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق بالتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني لتحديد المسؤوليات.
الحادثة أثارت موجة غضب واسعة في لبنان، حيث دان التيار الوطني الحر الواقعة واعتبرها مثالًا على تفلت السلاح الفلسطيني، فيما طالب حزب القوات اللبنانية بفرض الأمن داخل المخيمات.
ودعت حركة أمل إلى تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين، مؤكدة ضرورة تعزيز سلطة الدولة.
من جانبها، دانت الفصائل الفلسطينية الحادثة، وطالبت بضبط الأمن داخل المخيمات، فيما شددت حركة فتح على أن مثل هذه الحوادث تسيء للقضية الفلسطينية وتشوّه صورة اللاجئين.
كما خرجت احتجاجات من المجتمع المدني أمام المخيم، مطالبة بفرض سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية، بما فيها المخيمات، في ظل خطة حكومية لتسليم السلاح الفلسطيني للجيش اللبناني.
أخبار متعلقة :