جيش الاحتلال يقتحم عدة بلدات في عملية واسعة بشمال الضفة الغربية

الرياض - كتبت رنا صلاح - أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء في بيان إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما قال مسؤول محلي إن المنطقة تشهد “اجتياحا” غير مسبوق.

 جيش الاحتلال يقتحم عدة بلدات في عملية واسعة بشمال الضفة الغربية

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك (الأمن الداخلي) في بيان مقتضب إنهما ينفذان في محافظة طوباس “عملية واسعة لمكافحة الإرهاب … ولن يسمحا بترسّخ الإرهاب في المنطقة، ويعملان بشكل استباقي لإحباطه”، على أن تُنشر تفاصيل إضافية لاحقا.
وأكد جيش الاحتلال أن العملية “جديدة”، وليست امتدادا لعملية “السور الحديدي” التي بدأها في كانون الثاني/يناير 2025 واستهدفت مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية.
وتجري العملية، التي بدأت خلال الليل، في محافظة طوباس الزراعية في أقصى شمال شرق الضفة التي تضم إحدى عشرة محافظة.
و قال المحافِظ أحمد الأسعد “هناك اجتياح لكل المحافظة، طوباس – طمّون – تياسير – عقابا، ومخيم الفارعة” للاجئين.
وأضاف “هذه المرة الأولى التي تشمل فيها عملية عسكرية كامل المحافظة، المحافظة كلها الآن مسرح لعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال المحفظ إن الجيش “استخدم الأباتشي في طمون، حيث أطلق النار بالرشاشات باتجاه مبان سكنية يقطنها مواطنون”.
وأضاف أن هناك “منع تجوّل”، إذ أغلق الجيش “مداخل المدن بالسواتر الترابية وبالتالي شلّوا حركة المواطنين”.
وأكد أن “هذه عملية سياسية وليست أمنية”.
“اقتحام متواصل”
وذكر شهود عيان أن عددا من جنود الاحتلال يتجوّلون داخل مدينة طوباس، مع مرور بعض الآليات العسكرية المدرّعة، وتحليق طائرة استطلاع فوق المنطقة، في حين أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها.
وأُغلقت آلية عسكرية المدخل المؤدي إلى بلدة طمّون وسُمِح بمرور سيارة إسعاف واحدة فقط، فيما منع المواطنون من المرور.
كما شوهِدت آليات مدرّعة تتجول في الموقع.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها تعاملت مع شاب “تعرض للضرب المبرح” في طمّون وتمّ نقله إلى المستشفى، فيما تعاملت مع عشرة إصابات ناجمة عن “اعتداء بالضرب المبرح” في طوباس، تم نقل 4 من المصابين إلى المستشفى.
وأضافت الجمعية أن بعض طواقمها “تواجه عرقلة في نقل المرضى في مدينة طوباس وبلدة طمون منذ فجر اليوم”، موضحة أنها تتلقى نداءات متوالية تعمل طواقمها على الاستجابة لها “في ظل الاقتحام المستمر للمحافظة”.
ودانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي العملية العسكرية التي قالت حماس إنها تعكس “حجم الإجرام الممنهج الذي تمارسه حكومة الاحتلال المتطرفة، ضمن سياسة معلنة هدفها سحق أي وجود فلسطيني وصولا للسيطرة الكاملة على الضفة”.
من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن العملية تندرج “في إطار مخطط الكيان الذي يهدف إلى إفراغ الضفة من أهلها وتهجيرهم والسيطرة على أراضيهم وممتلكاتهم”. وأضافت أن “هذا العدوان الجديد يتزامن مع محاولات مسعورة من قبل الكنيست لإقرار قوانين تمهد لعمليات الضم”.
وقال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن “شعبنا المقاوم بالضفة الغربية سيواصل نضاله المشروع ضد جيش الاحتلال والمستوطنين”.
في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن 32 ألف فلسطيني ما زالوا نازحين قسرا بسبب عملية “السور الحديدي” الإسرائيلية التي بدأها جيش الاحتلال في مطلع العام الجاري.
تصاعد العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، بعد هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أطلق شرارة الحرب في قطاع غزة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد أكثر من ألف فلسطينين، في الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين منذ بدء الحرب.
وفي الفترة نفسها،استشهد 43 إسرائيليا على الأقل، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.

أخبار متعلقة :