القاهرة - محمد ابراهيم -
أشعل فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية أجواء مهرجان البندقية السينمائي، حيث وقف الجمهور مصفقًا لمدة 24 دقيقة متواصلة، في أطول تحية تصاحب عرض فيلم هذا العام، ليجعل من قصته صرخة مدوية تتجاوز حدود السينما.
الفيلم يجسد الساعات الأخيرة في حياة الطفلة الغزية هند رجب (5 سنوات) التي علقت داخل سيارة تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي في يناير 2024، بينما توسلت بصوت مرتجف للهلال الأحمر لإنقاذها. لكن رغم انتظار دام ثلاث ساعات لإذن الدخول، قُتلت الطفلة مع أقاربها والمسعفين الذين حاولوا نجدتها، في مشهد وثقته الأمم المتحدة وأدانت فيه إسرائيل.
كوثر بن هنية وصفت لحظة الاستقبال بأنها "فيض من المشاعر لم تتوقعه"، مؤكدة أن الفيلم رسالة إلى العالم: "قتل طفلة ليس موضوع خلاف... إنه جريمة!".
ورغم الصعوبات المتوقعة في توزيع الفيلم بالولايات المتحدة بسبب حساسيته تجاه إسرائيل، إلا أن العمل يحظى بثقل هوليوودي بوجود أسماء مثل براد بيت، خواكين فينيكس وروني مارا كمنتجين تنفيذيين. وقد اختارته تونس لتمثيلها في سباق أوسكار 2026 عن فئة أفضل فيلم أجنبي.
الفيلم لم يكن مجرد عمل فني بل "مهمة إنسانية" كما وصفها الممثل عامر حليحل، الذي جسد دور متلقي مكالمات الطوارئ، مضيفًا: "هناك شعور بالذنب لأننا نحتفل بينما لا يزال أهل غزة يعانون من الجوع والقتل الجماعي".
بهذا، يتحول "صوت هند رجب" من قصة طفلة شهيدة إلى صرخة عالمية تفضح المأساة وتفتح أبوابًا للعدالة عبر الفن.
أخبار متعلقة :