القاهرة - محمد ابراهيم - كاتب ..هو ما لا تعرفه عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
جمال عبد الناصر أيقونة لا تُنسى
تمر اليوم الذكرى الـ55 على رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، الذي غيّبه الموت في 28 سبتمبر 1970، تاركًا خلفه فراغًا كبيرًا في نفوس المصريين والعرب والأفارقة. فقد كان عبد الناصر ليس مجرد رئيس لمصر وزعيم ثورة يوليو 1952، بل رمزًا للتحرر الوطني وقائدًا لحركات الاستقلال في العالم العربي وإفريقيا. ومع مرور أكثر من نصف قرن على رحيله، لا تزال ذكراه خالدة في وجدان الملايين، لما تركه من بصمات سياسية واجتماعية وثقافية.
عبد الناصر المؤلف.. الجانب الآخر من الزعامة
ربما يعرفه الكثيرون كزعيم سياسي ومفكر استراتيجي، لكن جانبًا آخر في شخصيته كان لافتًا، وهو شغفه بالأدب والكتابة. فقد خاض جمال عبد الناصر تجربة التأليف، وترك وراءه أعمالًا تمزج بين التجربة الشخصية والفكر السياسي، بل وحتى الرواية التاريخية.
يوميات حرب 1948.. شهادة مقاتل على الجبهة
من أبرز مؤلفاته كتاب "يوميات عن حرب 1948"، وهو توثيق شخصي لمذكراته أثناء وجوده في جبهة القتال بفلسطين. نُشرت هذه اليوميات لأول مرة في مجلة آخر ساعة عام 1955، ثم أعيد إصدارها في كتيب عن مؤسسة الوطن العربي للطباعة والنشر بباريس سنة 1978. يمثل الكتاب شهادة تاريخية مهمة على وعي ضابط شاب عاش أجواء الهزيمة والانكسار، وكانت تلك التجربة أحد العوامل التي صاغت شخصيته السياسية لاحقًا.
في سبيل الحرية.. رواية لم تكتمل
لم يكتف عبد الناصر بالتوثيق، بل اتجه إلى الأدب الروائي عبر رواية "في سبيل الحرية"، التي تناولت معركة رشيد عام 1807 حين تصدى المصريون للحملة الإنجليزية بقيادة فريزر. ورغم أن الرئيس الراحل لم يُكمل الرواية، فقد استكملها كاتبان شابان هما عبد الرحمن فهمي وعبد الرحيم عجاج بعد مسابقة نظمتها وزارة الثقافة عام 1958، وأُدرجت الرواية لاحقًا ضمن مقررات المدارس الثانوية في العام الدراسي 1970 – 1971. تأثر عبد الناصر في كتابته بالرواية الشهيرة عودة الروح لتوفيق الحكيم، حيث استعار شخصية "محسن" ليكون بطلًا لروايته.
فلسفة الثورة.. وثيقة فكرية خالدة
أما الكتاب الأبرز، فهو "فلسفة الثورة" الصادر عام 1954، والذي حرره وصاغه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. يعد الكتاب من أهم المؤلفات الفكرية التي تُلخص رؤية عبد الناصر لمصر بعد ثورة يوليو، إذ لم يكتفِ بشرح أهداف الثورة، بل حاول رسم خريطة طريق لدور مصر الإقليمي والعالمي. الكتاب جاء بمثابة وثيقة فكرية تؤرخ لبداية عهد جديد، وفيه تظهر ملامح مشروع قومي شامل.
إرث يتجاوز السياسة
هكذا، يظل جمال عبد الناصر حاضرًا ليس فقط كزعيم سياسي، بل كمفكر ترك إرثًا أدبيًا وفكريًا. وما بين اليوميات، والرواية، والكتابات الفكرية، يتجلى الجانب الإنساني لشخصية خلدها التاريخ، لتبقى ذكراه حيّة في قلوب الأجيال، ويظل اسمه مرتبطًا بـ الحرية، الكرامة، والنهضة الوطنية.
أخبار متعلقة :