نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر الكوميديا في خطر.. لما الضحك يتحول لإهانة في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة -
في زمن كان فيه عادل إمام يضحّك الناس من كلمة بسيطة أو نظرة ذكية، وكان فؤاد المهندس يعلّمنا إن الضحك فن مش سخرية، أصبحت الكوميديا اليوم مهددة بفقدان روحها الأصلية تحوّل "فن الإضحاك" إلى سلاح للتنمر، ومصدر للإهانة، وبدل ما الجمهور يخرج من العرض مبتسم، بقى يخرج وهو بيسأل: هو ده اسمه ضحك؟
 من كوميديا الموقف إلى كوميديا الإهانة
زمان، كانت الكوميديا بتعتمد على الذكاء، والموقف، والتفاصيل الصغيرة اللي بتكشف جوانب في النفس البشرية. كان الممثل الكوميدي بيضحكك لأنه شاف اللي محدش شافه في الموقف.
لكن النهاردة؟ كثير من البرامج والمسرحيات وحتى المسلسلات بقت تعتمد على إهانة الشخصية اللي قدامك، أو على شكلها، أو لهجتها، أو لونها، أو وزنها، بحجة "الهزار".
من مسلسلات بتسخر من أصحاب الوزن الزائد، إلى سكتشات على السوشيال ميديا بتسخر من اللهجات أو الأصول الريفية، إلى مقاطع "يوتيوبرز" هدفها الأساسي كسر هيبة الآخر أمام الكاميرا.
الضحك بقى سهل، بس على حساب الكرامة الإنسانية.
 أين اختفى "الذكاء" من المشهد الكوميدي؟
في وقت كانت فيه جملة واحدة من سمير غانم أو جورج سيدهم أو عبدالمنعم مدبولي تخلّي القاعة كلها تضحك وتصفّق، النهارده بنشوف كوميديان بيصرخ وبيقلد أصوات الناس أو بيشتم زميله علشان "اللايكات".
الكوميديا فقدت ذكاءها الاجتماعي.
كانت زمان بتنتقد السلطة أو الفساد أو الغباء الجمعي بطريقة غير مباشرة، زي مسرحية شاهد ما شافش حاجة أو الواد سيد الشغال أو حتى البحث عن فضيحة.
النهارده، بقت الكوميديا بتنتقد الشخص مش الفكرة، بتسخر من الشكل مش السلوك، وده أخطر انحدار ممكن يصيب الفن ده.
أمثلة حقيقية.. بين الأمس واليوم
في التسعينات، لما اتعرض فيلم الإرهاب والكباب، عادل إمام قدر يخلي الجمهور يضحك وهو بينتقد بيروقراطية الحكومة،وفي البيه البواب، أحمد زكي قدّم نقد اجتماعي ذكي من غير ما يهين حد،وفي سك على بناتك، فؤاد المهندس كان بيضحكنا من غير لفظ واحد جارح،قارن ده بما نراه اليوم في بعض المسرحيات أو برامج المقالب، زي المقالب اللي بتخوّف الضيف أو بتتعمد إحراجه علشان الجمهور يضحك،أو المحتوى اللي بيقدمه بعض اليوتيوبرز اللي هدفه الوحيد هو جمع المشاهدات حتى لو بالإهانة أو التريقة على الناس في الشارع.
 ليه الكوميديا انهارت؟
السبب مش فني بس، لكنه اجتماعي وثقافي كمان،السوشيال ميديا خلقت جيل بيقيس الكوميديا بعدد اللايكات، مش بجودة الفكرة،ضعف الكتابة خلا الممثل يعتمد على الصوت العالي أو الشتيمة أو المبالغة بدل الموقف الذكي،غياب الرقابة الفنية خلا بعضهم يقدموا محتوى فيه إسفاف أو تجاوزات بحجة "حرية الإبداع"،الجمهور نفسه بقى جزء من المشكلة، لأنه بيتفاعل أكتر مع المحتوى السخيف من المضمون الجاد.
الكوميديا رسالة مش سخرية
الضحك فن راقٍ، مش أداة للتقليل من الناس،الكوميديا الحقيقية بتخليك تفكر بعد ما تضحك، مش تضحك وبعدها تحس بالذنب،لازم نرجع لفن الكوميديا الذكية اللي بتعالج، مش الكوميديا اللي بتوجّع،ولازم الفنان الكوميدي يعرف إنه مش مجرد مؤدي بيضحك الناس، لكنه معلم في مدرسة الوعي،الضحك سهل، بس الإضحاك الشريف صعب.. وده اللي بيخلي فنانين زي إسماعيل يس، نجيب الريحاني، أو سمير غانم لسه خالدين لحد النهاردة.
أخبار متعلقة :