نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر من الميكروفون إلى الكاميرا: رحلة الإعلاميين نحو التمثيل في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - في السنوات الأخيرة، بدأت ظاهرة لافتة تنتشر في الوسط الإعلامي والفني المصري، حيث تحول عدد من الصحفيين والمذيعين إلى عالم التمثيل، محاولةً دمج شهرتهم الإعلامية مع شغف فني أوسع. هذه الظاهرة أثارت اهتمام المتابعين، فالبعض ينظر إليها كخطوة جريئة نحو تنويع المسيرة المهنية، بينما يعتبرها آخرون محاولة لإعادة صياغة الصورة العامة أمام الجمهور.
ريهام سعيد تمثل أبرز مثال على هذا التحول، فقد بدأت مسيرتها كمذيعة برامج، وارتبط اسمها بتقديم حلقات جريئة وجذابة لفتت أنظار المشاهدين، لكنها أعلنت في السنوات الأخيرة رغبتها في ترك المجال الإعلامي والتركيز على التمثيل. تجربتها الفنية بدأت بأدوار في أعمال درامية مثل "المرسى والبحار" و"مسك الليل"، والسيدة زينب حيث عبرت عن عشقها للتمثيل واعتبرت أنه المجال الذي يعكس طموحاتها الحقيقية. رحلتها لم تكن خالية من التحديات، إذ واجهت انتقادات حادة بسبب الانتقال المفاجئ ووجودها الإعلامي السابق، لكنها أظهرت قدرة على تجاوز تلك الضغوط ومواصلة السير في طريقها الفني الجديد.
وهنا ك مذيعون إعلاميون ما زالوا يحافظون على حضورهم في الشاشة، مثل مارينا المصري التي برزت في برامج إذاعية وتلفزيونية، انتقالها بشكل فعلي إلى عالم الدراما، وأن انتقال الإعلاميين إلى التمثيل ليس قرارًا عشوائيًا، بل خيار يحتاج إلى استعداد حقيقي ومهارات درامية قوية.
هذه الظاهرة ليست محصورة على مصر فقط، بل يمكن ملاحظتها في عدة دول، حيث يمتلك الإعلاميون القدرة على مخاطبة الجمهور وإيصال رسالة قوية، وهي مهارات قابلة للتحويل إلى أداء تمثيلي. الانتقال من الإعلام إلى التمثيل يوفر فرصة لتوسيع الجمهور، ويتيح للوجوه المعروفة إعادة بناء صورتها، كما يمنحها فرصة لتحقيق عائد مالي أكبر وأبعاد فنية لم تتحقق في الإعلام.
مع ذلك، الطريق ليس سهلًا، فالموهبة التمثيلية والتدريب والمجهود المطلوب يختلف تمامًا عن تقديم البرامج، وقد تواجه بعض الشخصيات الإعلامية رفض الجمهور أو صعوبة في التأقلم مع طبيعة العمل الدرامي. النجاح في هذا التحول يتطلب رؤية واضحة، صبرًا، واستعدادًا لمواجهة النقد والتحديات، وهو ما أظهرته ريهام سعيد على سبيل المثال، بينما بعض الأسماء الأخرى لم تثبت بعد مدى قدرتها على النجاح في هذا المسار.
في النهاية، يمكن القول إن التحول من الإعلام إلى التمثيل يعكس رغبة بعض الشخصيات في استكشاف أبعاد جديدة لمواهبهم والتواصل مع الجمهور بطرق مختلفة، لكنه يظل تحديًا يحتاج إلى استعداد حقيقي ومهارة فنية لا تقل أهمية عن الشهرة الإعلامية. المستقبل قد يشهد المزيد من هذه التحولات، لكن التوفيق سيظل مرهونًا بمدى قدرة الإعلاميين على إتقان لغة التمثيل وإقناع الجمهور بأدائهم الجديد.
أخبار متعلقة :