نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر خبير تربوي يوضح: لماذا لا يجب تدريس اللغة الهيروغليفية في المدارس في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن الدعوات التي ظهرت مؤخرًا لتدريس اللغة الهيروغليفية في المدارس، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، رغم نبل هدفها، تُعد أمرًا صعب التنفيذ، إن لم يكن مستحيلًا، وذلك لعدة أسباب تربوية وعملية.
وأوضح شوقي أن ترسيخ الهوية والانتماء الوطني لدى الطلاب لا يتطلب بالضرورة إدخال مقررات جديدة، إذ تقوم مواد مثل اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ المصري بهذا الدور بفاعلية، مؤكدًا أن إضافة مقررات أخرى مثل الهيروغليفية قد يُثقل اليوم الدراسي ويزيد الضغط على الطلاب والمعلمين معًا.
وأشار إلى أنه يمكن الاكتفاء بتدريس بعض الرموز والأشكال الهيروغليفية ضمن المناهج الحالية، مثل دروس التاريخ أو اللغة العربية، لتعريف الطلاب بها بصورة مبسطة، دون الحاجة إلى إدراجها كمقرر مستقل.
وأضاف شوقي أن تدريس الهيروغليفية لن يكون له تأثير مباشر على حياة الطلاب اليومية أو مستقبلهم المهني، فهي ليست لغة للتعامل أو التداول في العصر الحديث، بل لغة اندثرت منذ آلاف السنين ويقتصر دورها على دراسة الماضي فقط.
كما شدد على أن الوقت المخصص لتدريس هذه اللغة يمكن استثماره بشكل أفضل في تعليم اللغات الأجنبية الحديثة، التي يعاني كثير من الطلاب من ضعف مستواهم فيها، وهو ما ينعكس سلبًا على فرصهم التعليمية والمهنية مستقبلًا.
وحذّر من أن تدريس الهيروغليفية قد يؤدي إلى فتح باب جديد للدروس الخصوصية، خاصة في ظل عدم إلمام أولياء الأمور بها، مما سيضيف أعباء مالية جديدة على الأسر، فضلًا عن التكلفة الكبيرة التي ستتحملها الدولة في طباعة كتب جديدة وتعيين معلمين متخصصين في هذا المجال النادر.
وأكد أن قلة المعلمين المؤهلين لتدريس الهيروغليفية تمثل تحديًا آخر، إذ سيزيد ذلك من أزمة العجز في المدارس، مشيرًا إلى أن تدريس هذه اللغة يمكن أن يقتصر على طلاب الكليات والأقسام المتخصصة مثل الآثار والتاريخ والإرشاد السياحي، أو من خلال دورات تدريبية ومراكز ثقافية للراغبين في دراستها بصورة حرة.
واختتم الدكتور تامر شوقي حديثه بالتأكيد على أن توجه وزارة التربية والتعليم يجب أن يركز على علوم المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة، باعتبارها مجالات تُكسب الطلاب المهارات المطلوبة لسوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وتسهم في بناء أجيال قادرة على المنافسة والإبداع في عالم متغير.
أخبار متعلقة :