الرياض - كتبت رنا صلاح - يعتبر طنين الأذن ليس مجرد عرض مزعج أو صوت داخلي مستمر، بل أصبح موضوعا يثير اهتمام الباحثين في مجالات الأعصاب والسمع، وتشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة محتملة بين طنين الأذن وتراجع بعض المهارات العقلية مثل الذاكرة والانتباه وسرعة المعالجة الذهنية، وتعرف هذه الحالة بأنها سماع الشخص لصوت غير موجود في البيئة المحيطة، مثل صفير أو طنين أو خرير، وتعد هذه المشكلة شائعة، حيث يعانيها ما يقرب من 10% إلى 15% من البالغين حول العالم، وفقا لموقع” Frontiers in Aging Neuroscience”.
تحذير من خبراء الأعصاب.. طنين الأذن قد يضعف ذاكرتك ويؤثر على قدراتك العقلية دون أن تشعر
حيث أظهرت دراسة أن الأفراد الذين يعانون طنين الأذن المزمن يظهر لديهم تراجع في الأداء المعرفي مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذا الطنين، وقد شملت الدراسة اختبارات للذاكرة قصيرة المدى والانتباه وسرعة الاستجابة، وتشير الأبحاث إلى أن تأثير طنين الأذن لا يقتصر على السمع فقط، بل يرتبط أيضا بتغيرات في نشاط بعض مناطق الدماغ، وخاصة القشرة السمعية والدوائر العصبية المرتبطة بالانتباه والضغط النفسي، ومع استمرار الصوت المزعج، قد يتعرض الدماغ لإرهاق مزمن، مما يؤدي إلى تقليل كفاءته في معالجة المعلومات.
كما أن طنين الأذن مرتبط بمستويات أعلى من القلق والاكتئاب، وهما عاملان نفسيان يؤثران في نحو مباشر على القدرة على التركيز والتفكير، ويمكن أن تكون هذه العلاقة متبادلة، حيث يؤدي الطنين إلى زيادة التوتر، بينما يزيد التوتر من الإحساس بالطنين، وحتى الآن لا يوجد علاج نهائي لطنين الأذن، لكن هناك أساليب فعالة لإدارته وتخفيف تأثيره النفسي، ومن بين هذه الطرق العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تقليل القلق وتحسين الاستجابة النفسية للطنين، بالإضافة إلى العلاج الصوتي الذي يستخدم ضوضاء بيضاء أو أصوات طبيعية لتقليل التركيز على الطنين، كما يمكن الاستعانة بالتأمل وتمارين الاسترخاء لتخفيف التوتر وتحسين التركيز، واستخدام بعض المكملات الغذائية مثل الزنك والمغنيسيوم بعد استشارة الطبيب.
وللحفاظ على صحة الدماغ عند مواجهة الطنين، من المهم اتباع بعض النصائح الأساسية التأكد من الحصول على قسط كاف من النوم، حيث أن الأرق قد يزيد من حدة الشعور بالطنين؛ تقليل استهلاك الكافيين والنيكوتين؛ ممارسة التمارين الرياضية لتعزيز تدفق الدم إلى الدماغ؛ ومتابعة الحالة مع طبيب مختص بالأذن والأنف أو طبيب أعصاب.
أخبار متعلقة :