الرياض - كتبت رنا صلاح - في قرار جديد قد يبدو بسيطًا من الوهلة الأولى، أعلنت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية السماح للبقالات الصغيرة ببيع القهوة نعم القهوة هذا المشروب الذي صار جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل يومنا، صار متاحًا رسميًا في البقالة، مثل الخبز والحليب والماء ولكن على الرغم من بساطة الموضوع، فإن هذه الخطوة تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، بل وحتى الثقافية، التي تستحق أن نتوقف عندها ونتأملها بعين الوعي لا بعين الاستغراب لاذهث بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
ضربة غير متوقعة لسلاسل المطاعم الراقية في المدن السعودية
لأعوام طويلة كان بيع القهوة وخاصة الأنواع الجاهزة منها- مقصورًا على المقاهي، أو محال بيع المشروبات والمطاعم أما البقالات فكان يُنظر إليها كمكان للسلع الغذائية اليومية فقط وكان أي محل بقالة يُضبط يبيع القهوة يتعرض للمساءلة أو الغرامة، لأن النظام لا يسمح له بذلك.
لكن مع التغيرات التي تشهدها المملكة، والتحولات التي تطال كل تفاصيل الحياة اليومية، جاء القرار ليسمح للبقالات ببيع القهوة بشكل رسمي ومباشر وبهذا خرجت القهوة من حكر الكافيهات ودخلت ضمن المشهد الاستهلاكي الطبيعي للمواطن والمقيم.
لماذا القرار مهم؟
السؤال هنا ليس: ما الجديد في بيع القهوة؟، بل الأهم هو: لماذا يُعد هذا القرار مهمًا رغم بساطته؟.
- سهولة الوصول: المواطن أو المقيم يستطيع الآن شراء القهوة من أقرب بقالة دون الحاجة للذهاب لمقهى أو محل متخصص.
- خفض التكاليف: القهوة في البقالة أرخص بطبيعتها من تلك المقدّمة في المقاهي التي تضيف تكلفة المكان والخدمة.
- تحفيز المشاريع الصغيرة: هذا القرار يسمح للبقالات بتوسيع خدماتها، مما يعني دخلًا إضافيًا وفرصًا أوسع للنمو.
- استجابة للواقع: القهوة صارت اليوم حاجة يومية، مثلها مثل زجاجة الماء، فمن المنطقي أن تكون متاحة في كل مكان.
القهوة ليست مجرد مشروب
في السعودية، القهوة ليست فقط مشروبًا منبهًا، بل رمز ثقافي واجتماعي له مكانته في كل بيت وضيعة ومدينة والقهوة تقدم في الاستقبال، في المجالس، في الضيافة، في المناسبات السعيدة وحتى الحزينة، قرار السماح للبقالات ببيع القهوة يعكس أيضًا مرونة الجهات الرسمية في التعامل مع الواقع الاجتماعي وتطوّره.
منظور اقتصادي
في السنوات الأخيرة، تغيّر مفهوم البقالة لم تعد مجرد مكان لشراء الحليب والخبز، بل تطورت إلى نقطة بيع متكاملة قد تجد فيها كل ما تحتاجه يوميًا، من مستلزمات أساسية، إلى أدوات التنظيف، مرورًا بالأغذية السريعة، والآن القهوة.
بالتالي السماح ببيع القهوة هو دعم مباشر لتحوّل البقالات نحو النموذج التجاري الأوسع، وربما يكون مقدمة لتوسيع المنتجات أكثر في المستقبل، ودمج البقالة ضمن منظومة اقتصاد التجزئة الذكي والمريح.
القهوة في البقالة
لا، بالتأكيد لا فلكلٍ مجاله وعميله، القهوة التي تباع في البقالة لن تكون بديلًا عن جلسات القهوة الطويلة في المقاهي، ولا عن مشروبات الإسبريسو أو اللاتيه أو القهوة المختصة لكنها خيار إضافي عملي وسريع ومناسب لمن يريد كوبًا سريعًا على الطريق أو في منتصف يوم عمل مزدحم.
المقاهي ستبقى مكانًا للقاء والحديث والراحة، أما القهوة في البقالة فهي منتج يومي بسيط يخدم الاحتياج اللحظي، لا أكثر.
أخبار متعلقة :