الرياض - كتبت رنا صلاح - أوضحت الدكتورة عزيزة صلاح الدين، الباحث بمعهد تكنولوجيا الأغذية، أن دراسة نُشرت في مجلة لانست لعلم الأعصاب عام 2024 كشفت أن عبء أمراض الجهاز العصبي أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، إذ تبين أنها تؤثر على نحو 43% من سكان العالم، أي ما يعادل 3.4 مليار شخص في عام 2021.
تعرف على أفضل أطعمة تحمى القلب والأوعية الدموية
وأشارت الدراسة إلى أن أبرز العوامل التي ساهمت في تراجع الصحة العصبية على مستوى العالم هي السكتة الدماغية، واعتلال الدماغ الوليدي (إصابة الدماغ)، والصداع النصفي، ومرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى، والاعتلال العصبي السكري (تلف الأعصاب)، وكما لا توجد وصفة سحرية توقف التدهور المعرفي، فإنه لا يوجد أيضًا طعام واحد قادر على ضمان بقاء الدماغ قويًا مع التقدم في العمر.
أكد خبراء التغذية على أن السر في الحفاظ على صحة الدماغ والجسم هو اتباع نظام غذائي متوازن، يعتمد على الإكثار من الفواكه والخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة، مع الحصول على البروتين من مصادر نباتية وتناول الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية المفيدة، وكذلك اختيار الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون أو الكانولا، بدلًا من الدهون المشبعة.
أطعمة تحمي القلب والأوعية الدموية
وكشفت الأبحاث أن أفضل الأطعمة لصحة الدماغ هي نفسها التي تحافظ على القلب والأوعية الدموية، ومن أهمها:
تعتبر الأسماك الدهنية من المصادر الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، حيث إنها دهون صحية غير مشبعة، وقد رُبطت بانخفاض مستويات بيتا أميلويد في الدم، فهو البروتين الذي يكون كتلًا ضارة في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، لذا ينبغي تناول الأسماك مرتين أسبوعيًا على الأقل، ومن الأفضل أن تكون الأنواع منخفضة الزئبق، مثل سمك السلمون وسمك القد والتونة الخفيفة المعلبة وسمك البولاك.
وإذا لم يكن الشخص يحب تناول الأسماك، فيمكنه تناول مكملات أوميجا 3، أو مصادر أوميجا 3 الطبيعية الأخرى كبذور الكتان والأفوكادو والجوز، والخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ والكرنب الأخضر والبروكلي الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة للدماغ، مثل فيتامين ك واللوتين وحمض الفوليك وبيتا كاروتين.
وتشير الأبحاث إلى أن الفلافونويدات، وهي الصبغات النباتية الطبيعية المسؤولة عن الألوان الزاهية للتوت، تساعد أيضًا في تحسين الذاكرة، فقد وجدت دراسة أجراها باحثون في مستشفى بريغهام بجامعة هارفارد أن النساء اللواتي تناولن حصتين أو أكثر من الفراولة والتوت الأزرق أسبوعيًا تأخر لديهم تدهور الذاكرة لمدة تصل إلى عامين ونصف.
يُقدم الكافيين الموجود في كوب القهوة أو الشاي الصباحي أكثر من دفعة تركيز قصيرة المدى، فقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة التغذية أن المشاركين الذين تناولوا كمية أكبر من الكافيين حققوا نتائج أفضل في اختبارات الوظائف العقلية، كما أن الكافيين يساعد على ترسيخ الذكريات الجديدة، ووفقًا لأبحاث أخرى حيث طلب الباحثون في جامعة جونز هوبكنز من المشاركين دراسة سلسلة من الصور ثم تناول إما دواءً وهميًا أو قرصًا من الكافيين بتركيز 200 ملليجرام وتمكن عدد أكبر من أعضاء مجموعة الكافيين من تحديد الصور بشكل صحيح في اليوم التالي.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المكسرات هي مصادر جيدة للبروتين والدهون الصحية، وقد يساعد الجوز على تحسين الذاكرة، كما ربطت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بين زيادة تناول الجوز وتحسن نتائج الاختبارات الإدراكية، علاوة على أن الجوز يحتوي على نسبة كبيرة من حمض ألفا لينولينيك (ALA)، حيث إنه نوع من أحماض أوميجا 3 الدهنية، وتم ربط الأنظمة الغذائية الغنية بحمض ألفا لينولينيك وأحماض أوميجا 3 الدهنية الأخرى بانخفاض ضغط الدم وتنظيف الشرايين وهذا مفيد للقلب والدماغ.
أخبار متعلقة :