صدمة تهز الشارع اليمني ... "مأساة لا يتخيلها عقل" عشبة علاجية تقتل 4 من أسرة واحدة في تعز اليمنية

الرياض - كتبت رنا صلاح - شهدت محافظة تعز اليمنية مأساة إنسانية مفجعة بعدما فقدت أسرة كاملة أربعة من أفرادها نتيجة تناولهم عشبة علاجية سامة اعتقدوا أنها دواء طبيعي. الحادثة المؤلمة أثارت صدمة في الأوساط الشعبية والطبية على حد سواء، وفتحت الباب واسعاً للحديث عن مخاطر الاستخدام الخاطئ للأعشاب الطبية دون استشارة مختصين.

صدمة تهز الشارع اليمني ... "مأساة لا يتخيلها عقل" عشبة علاجية تقتل 4 من أسرة واحدة في تعز اليمنية

بحسب مصادر محلية، فإن الأسرة تناولت العشبة بناءً على نصيحة من أحد المعالجين الشعبيين، الذي أكد أنها تساعد في علاج بعض الأعراض الصحية. غير أن ساعات قليلة فقط كانت كافية لظهور أعراض التسمم الحاد على الضحايا، لتتحول جلسة علاجية منزلية إلى كارثة مأساوية.
ورغم محاولة نقل المصابين إلى أحد المستشفيات في تعز، إلا أن أربع حالات فارقت الحياة فور وصولها، فيما نُقل البقية إلى العناية المركزة.

الأعشاب بين العلاج والخطر

لطالما اعتمد اليمنيون وغيرهم في المنطقة العربية على الأعشاب الطبية كجزء من الطب التقليدي، نظرًا لسهولة الحصول عليها وانخفاض تكلفتها. لكن هذه الحادثة تعيد التذكير بأن العلاج بالأعشاب ليس دائماً آمناً، إذ إن بعض النباتات تحتوي على مركبات سامة قد تسبب فشلاً عضوياً أو حتى الموت في حال استخدامها بطريقة خاطئة أو بجرعات زائدة.

تحذيرات طبية عاجلة

أطباء في تعز شددوا على ضرورة التوعية بمخاطر التداوي العشوائي بالأعشاب، داعين المواطنين إلى عدم الاعتماد على وصفات شعبية غير مثبتة علمياً. وأكد الأطباء أن “العشبة القاتلة” التي تناولتها الأسرة قد تحتوي على مواد سامة تؤثر على الجهاز العصبي والكبد والقلب.
كما طالبت وزارة الصحة اليمنية بفتح تحقيق موسع للكشف عن نوع العشبة المستخدمة والجهة التي أوصت بها، إضافة إلى وضع ضوابط قانونية أكثر صرامة لممارسات الطب الشعبي.

دروس من المأساة

تكشف هذه الحادثة المؤلمة الحاجة الماسة إلى حملات توعية شاملة حول الاستخدام الآمن للأعشاب الطبية. فبينما يمكن لبعض النباتات أن تكون علاجاً فعالاً، إلا أن غياب الإشراف الطبي يحولها إلى سلاح قاتل.
كما دعت منظمات محلية إلى إدراج موضوع السلامة الدوائية ضمن المناهج التعليمية، وتشجيع الأسر على مراجعة الأطباء المختصين قبل اللجوء لأي علاج عشبي.

خاتمة: وعي صحي ضرورة لا خيار

تأتي مأساة تعز كتذكير قاسٍ بأن النوايا الطيبة لا تكفي لحماية الأرواح، وأن البحث عن العلاج يجب أن يكون دائماً تحت إشراف علمي وطبي. وفي الوقت الذي يزداد فيه الإقبال على الطب البديل في اليمن والعالم العربي، فإن هذه الفاجعة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لبناء جسور بين الطب الشعبي والطب الحديث، لضمان الاستفادة من فوائد الأعشاب دون المخاطرة بحياة الناس.

أخبار متعلقة :