الرياض - كتبت رنا صلاح - يُعدّ الكركم وهو توابل صفراء زاهية تُستخرج من نبات كركم لونجا، جزءًا لا يتجزأ من المطبخ التقليدي والطب البديل لقرون عديدة، خاصةً في جنوب آسيا.
الدهب الأصفر: إزاي التوابل دي بتحوّل جسمك لمكنة حرق دهون طبيعية؟
- مؤخرًا اكتسب الكركم اهتمامًا كبيرًا في مجال الصحة واللياقة البدنية، وتحديدًا لدوره المحتمل في دعم جهود فقدان الوزن.
- تعود معظم الفوائد المنسوبة للكركم إلى مركبه النشط الأساسي، وهو الكركمين (Curcumin)، والذي يمتلك خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
الآليات المحتملة لتأثير الكركم على الوزن
- لا يعمل الكركم كـ “حل سحري” لإنقاص الوزن بمفرده، ولكنه قد يدعم العملية من خلال عدة مسارات فسيولوجية وعمليات حيوية:
1. مكافحة الالتهاب المرتبط بالسمنة
- تُشير الأبحاث إلى أن الالتهاب المزمن منخفض الدرجة يلعب دورًا مهمًا في تطور السمنة ومتلازمة الأيض.
- يساهم الكركمين بفعالية في تثبيط الجزيئات الالتهابية، مما قد يساعد في تقليل الالتهاب داخل الخلايا الدهنية والبنكرياس والعضلات.
- من خلال تقليل هذا الالتهاب، قد يُحسّن الكركمين من حساسية الجسم لهرمونات مثل الأنسولين، وهذا أمر بالغ الأهمية لتنظيم مستويات السكر في الدم ومنع تخزين الدهون الزائدة.
2. دعم وظيفة التمثيل الغذائي (الأيض)
- تشير بعض الدراسات إلى أن الكركم قد يعزز التمثيل الغذائي، مما يُحفّز الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية.
- بالإضافة إلى ذلك قد يساعد الكركمين في تثبيط تكوين الأنسجة الدهنية (Adipogenesis)، وهي عملية نمو وتمايز الخلايا الدهنية. كما أنه يُعتقد أنه يزيد من إنتاج العصارة الصفراوية في الكبد، وهي ضرورية لهضم واستحلاب الدهون الغذائية بكفاءة أكبر.
3. تحسين صحة الجهاز الهضمي
- يساهم الكركم في تحسين وظائف الجهاز الهضمي بشكل عام.
- من خلال خصائصه المضادة للالتهاب والمضادة للأكسدة، يمكن أن يساعد في علاج التهاب الأمعاء والتقليل من أعراض متلازمة القولون العصبي.
- كما يُعتقد أنه يساعد في الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يدعم صحة الأمعاء التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحكم في الوزن.
4. تنظيم مستويات السكر في الدم والشهية
- قد يساعد الكركم في تنظيم مستويات السكر في الدم عن طريق تعزيز حساسية الأنسولين.
- يؤدي تنظيم السكر إلى تقليل الارتفاعات والانخفاضات المفاجئة التي غالبًا ما تؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام والشعور بالجوع، وبالتالي قد يساعد في كبح الشهية والتحكم في تناول السعرات الحرارية.
كيفية الاستفادة من الكركم لتعزيز فقدان الوزن
- لتعزيز الاستفادة من الكركم، من المهم ملاحظة أن الكركمين يتمتع بتوافر حيوي منخفض (أي يُمتص بصعوبة في الجسم).
لذلك، يُوصى بدمجه مع مواد معينة:
- مع الفلفل الأسود: يحتوي الفلفل الأسود على مركب البيبيرين (Piperine) الذي يمكن أن يعزز امتصاص الكركمين بشكل كبير.
- مع الدهون الصحية: الكركمين قابل للذوبان في الدهون، لذا فإن تناوله مع مصدر للدهون مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون أو الحليب، يمكن أن يزيد من امتصاصه.
- مشروبات الكركم: يمكن تحضير “الحليب الذهبي” (الكركم مع الحليب والفلفل الأسود) أو إضافته إلى الشاي الأخضر أو العصائر.
الخلاصة والتحذير المهني
- رغم أن الأبحاث التي أُجريت على الكركمين تُظهر نتائج واعدة فيما يتعلق بدعم فقدان الوزن والتحكم في السمنة، إلا أنه يجب التأكيد على أن الكركم هو عامل مساعد وليس بديلاً عن الأساسيات.
- لا يمكن لأي توابل أو مكمل غذائي أن يحل محل نظام غذائي صحي ومتوازن مقترن بنشاط بدني منتظم.
- يجب دائمًا استشارة طبيب أو اختصاصي تغذية قبل إضافة مكملات الكركم بجرعات عالية إلى نظامك، خاصة إذا كنت تعاني من حالات صحية سابقة أو تتناول أدوية معينة.
- يظل الكركم إضافة قيمة وطبيعية لنظام حياة صحي، يقدم فوائد تتجاوز مجرد إضافة نكهة ولون للطعام.
أخبار متعلقة :