الرياض - كتبت رنا صلاح - برز ورق السدر كعنصر أساسي في الرقية الشرعية لعلاج السحر والحسد، رغم عدم وجود نص صريح من القرآن أو السنة يوصي به، إلا أن أهل العلم استمدوا قيمته من منزلته التي لا تضاهى بين النباتات، كما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن لهذا النبات قدرة كبيرة في التصدي لأمراض خطيرة مثل السرطان والسكري وغيرها.
سر هذه الورقة العجيبة الذي حيّر العلماء والرقاة.. لماذا تحظى بمكانة عظيمة ويرتبط اسمها بعلاج السحر والحسد
سر اختيار ورق السدر لعلاج السحر والحسد
لم يكن اختيار ورق السدر لعلاج السحر والعين والمس من قبيل المصادفة، بل جاء نتيجة دلالات روحية ومعنوية عظيمة، فقد ورد ذكر شجرة السدر في أربعة مواضع من القرآن الكريم، كما احتفت بها السنة النبوية في أحاديث صحيحة، ما جعل علماء الرقية يميزونها عن سائر النباتات، خصوصًا أن سدرة المنتهى التي تتربع عند العرش الأعلى في الجنة من جنس شجرة السدر في الدنيا.
أشار الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير مسجل إلى أن سدرة المنتهى تشبه شجرة السدر التي تثمر النبق في طعمه الحلو، لكن الفرق أن نبق سدرة المنتهى يفوقه في الحجم والمذاق، حيث شبّه حجم الثمرة الواحدة بـ”قلال هجر” أي أنها ضخمة جدًا، كما أن هذه الشجرة خالية من الشوك على عكس شجر السدر الأرضي.
وقد أظهرت السنة النبوية شواهد متعددة تؤكد استخدام السدر في غسل الموتى وتطهير أجسادهم، خاصة أزهاره، إذ روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بغسل المحرم المتوفى بماء وسدر فقط دون طيب أو تغطية للرأس، لكونه يُبعث يوم القيامة ملبدًا، مما يدل على طهارة هذا النبات وفضله في الطهارة البدنية والروحية.
واستمر اعتماد السدر في سنة النبي، حيث روت أم عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بغسل ابنته بماء وسدر ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر، بحسب الحاجة، على أن يُضاف الكافور في الغسلة الأخيرة، مما يُعزز مكانة السدر كوسيلة تطهير روحي وجسدي أوصى بها خير خلق الله.
وبناء على هذا الفضل الكبير، نقل العلماء والرقاة المسلمون عن وهب بن منبه طريقة استخدام السدر في الرقية لعلاج السحر والعين، حيث ورد في كتاب “علاج السحر” أن عدد الورقات المستخدمة هو سبع، بعدد أبواب الجنة، وهذا العدد لم يكن عشوائيا، بل يحمل دلالة رمزية عميقة تتصل بالعالم الغيبي.
أخبار متعلقة :