الرياض - كتبت رنا صلاح - يشير تقرير المركز الوطني للأرصاد الصادر اليوم إلى حالة جوية استثنائية تشهدها مناطق واسعة من المملكة العربية السعودية، حيث تتواصل فرص هطول الأمطار الرعدية التي تتراوح بين المتوسطة والغزيرة، في مشهد يعكس التغيرات المناخية الحادة التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الحالية وهذه الأمطار لا تأتي منفردة، بل يصاحبها عدد من الظواهر الجوية التي تزيد من خطورتها، مثل زخات البرد، ونشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار، الأمر الذي يؤدي إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية بشكل ملحوظ في بعض المناطق، إلى جانب احتمالية جريان السيول في مواقع عديدة، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى رفع درجة التحذير جتقغه بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
عاصفة مفاجئة تضرب أجواء السعودية .. تحذير عاجل من تغيرات عنيفة قادمة
المركز أوضح أن هذه الحالة ليست عابرة أو محدودة النطاق، بل تشمل مناطق واسعة من المملكة تمتد من الجنوب إلى الغرب ثم تتجه شمالاً حيث جاءت توقعات الأرصاد لتشمل مناطق نجران، جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وهي جميعها من المناطق التي تمتاز بوجود تضاريس جبلية تزيد من احتمالية تشكل السيول وجريانها بشكل سريع كما أن وجود الضباب الكثيف المتوقع على المرتفعات سيزيد من صعوبة القيادة في الطرق الجبلية والمناطق المرتفعة، ما يتطلب أقصى درجات الحذر من قائدي المركبات.
إضافة إلى ذلك فإن الأجزاء الساحلية من المنطقة الشرقية مرشحة هي الأخرى لتشكل الضباب خلال ساعات الليل والصباح الباكر، مما ينعكس مباشرة على انسيابية الحركة المرورية وهذا التنوع في الظواهر الجوية بين أمطار رعدية غزيرة وضباب ورياح نشطة يفرض حالة من الاستنفار على الأجهزة المعنية بإدارة الكوارث والمرور والدفاع المدني.
فرص الأمطار في مناطق أخرى
ورغم أن التركيز الأكبر ينصب على المناطق الجنوبية والغربية، إلا أن المركز لم يستبعد فرص هطول أمطار رعدية خفيفة إلى متوسطة على أجزاء من حائل والقصيم والرياض والمنطقة الشرقية وهذه الأمطار وإن لم تكن بنفس الغزارة المتوقعة في المرتفعات الجنوبية، إلا أنها قد تؤثر على الأنشطة اليومية، خصوصا مع نشاط الرياح المصاحبة التي تحمل الغبار والأتربة وهذا يعني أن معظم مناطق المملكة بدرجات متفاوتة ستتأثر بهذه الحالة الجوية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
البحر الأحمر تحت التأثير
أما على صعيد المسطحات المائية فقد جاء تقرير الأرصاد ليؤكد أن البحر الأحمر لن يكون بمعزل عن هذه الاضطرابات الجوية فالرياح السطحية يتوقع أن تكون شمالية غربية إلى شمالية، بسرعة تتراوح بين 15 إلى 42 كم/ساعة، مع احتمالية تجاوزها حاجز الـ50 كم/ساعة في فترات الذروة مثل هذه السرعات كافية لرفع الأمواج إلى مستويات قد تتجاوز المترين، مما يحول البحر من حالة خفيف إلى متوسط الموج إلى حالة مائجة في بعض الفترات.
هذا الوضع يعني أن الأنشطة البحرية مثل الصيد والنقل قد تتأثر بشكل ملحوظ، ويستوجب ذلك من الصيادين وأصحاب القوارب الصغيرة الحذر الشديد وربما الامتناع عن الإبحار في أوقات اشتداد الحالة كما أن حركة السفن التجارية الكبرى قد تواجه بعض العوائق بسبب اضطراب البحر.
الخليج العربي أكثر استقرارا
وعلى عكس البحر الأحمر، تبدو الأوضاع في الخليج العربي أكثر هدوءاً نسبياً إذ تشير التوقعات إلى أن الرياح السطحية ستكون شمالية غربية إلى شمالية بسرعة تتراوح بين 15 و30 كم/ساعة فقط، مع أمواج لا تتجاوز ارتفاع متر واحد في الغالب وهذا يجعل البحر في حالة خفيف الموج، وهو ما يتيح استمرارية الأنشطة البحرية بشكل اعتيادي، مع ضرورة الحذر من أي تغيرات مفاجئة.
أخبار متعلقة :