الرياض - كتبت رنا صلاح - تشهد المملكة العربية السعودية هذه الأيام حالة جوية غير مستقرة، حيث أعلن المركز الوطني للأرصاد في تقريره اليومي عن استمرار هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة، تتراوح بين المتوسطة إلى الغزيرة، وقد تصل إلى حد جريان السيول في بعض المواقع وهذه الحالة الجوية مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة محملة بالغبار والأتربة، مما قد يؤدي إلى تدنٍ في مستوى الرؤية الأفقية على بعض الطرق خكتزث بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
الأرصاد الجوية في السعودية.. أمطار رعدية غزيرة وتحذيرات من السيول على عدة مناطق
أوضح التقرير أن مناطق جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة تعد الأكثر تأثراً بالحالة المطرية الحالية، حيث يُتوقع استمرار تساقط الأمطار الرعدية الغزيرة، وهو ما قد يزيد من احتمالية تكون السيول في الأودية والمناطق المنخفضة كما أشار إلى أن تكوّن الضباب وارد على المرتفعات والمناطق الساحلية، الأمر الذي يتطلب أخذ الحيطة أثناء القيادة في ساعات الصباح الباكر أو المساء.
كما شمل التقرير توقعات بهطول أمطار رعدية خفيفة على مناطق أخرى مثل نجران، المدينة المنورة، الرياض، والمنطقة الشرقية، حيث تكون هذه الأمطار أقل حدة لكنها قد تصحبها رياح سطحية نشطة.
الرياح والبحار
فيما يتعلق بحالة البحر، أكد المركز أن الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية إلى شمالية بسرعة تتراوح ما بين 20 – 42 كم/ساعة، وقد تصل إلى 50 كم/ساعة في بعض الأوقات، خصوصاً مع تكوّن السحب الرعدية الممطرة على الجزء الجنوبي وهذه الظروف الجوية ستؤدي إلى ارتفاع الموج من نصف متر إلى متر ونصف، وقد يصل إلى مترين ونصف، ما يجعل البحر في حالة تتراوح من خفيف إلى متوسط الموج، ويصبح مائجاً مع السحب الرعدية.
أما على الخليج العربي فتكون الرياح شمالية غربية إلى غربية على الجزء الشمالي، بينما تميل إلى أن تكون شرقية إلى جنوبية شرقية على الجزء الأوسط والجنوبي، بسرعة تتراوح بين 12 – 35 كم/ساعة ومن المتوقع أن يتراوح ارتفاع الموج هناك بين نصف متر ومتر ونصف، في حين تبقى حالة البحر خفيفة إلى متوسطة.
انعكاسات الطقس على الحياة اليومية
هذه التقلبات الجوية لا تقتصر على كونها مجرد حالة مناخية عابرة، بل تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس ونشاطاتهم اليومية فمن المعروف أن الأمطار الغزيرة المصحوبة بالسيول قد تسبب عرقلة في حركة السير، وانقطاع بعض الطرق، إضافة إلى احتمالية تأثر شبكات الكهرباء والمرافق العامة لذلك تُشدّد الجهات المختصة على ضرورة الالتزام بتعليمات السلامة وتجنب المجازفة بالاقتراب من مجاري السيول.
كما أن الرياح النشطة المثيرة للأتربة قد تؤدي إلى تدنٍ ملحوظ في مستوى الرؤية الأفقية، خاصة في الطرق البرية المفتوحة، مما يرفع من معدلات الحوادث المرورية إذا لم يتم الالتزام بالقيادة الحذرة وتأتي هنا أهمية التنسيق بين إدارات المرور والأرصاد الجوية لتوعية المواطنين والمقيمين بشكل متواصل.
أهمية الاستعداد المسبق
تُبرز هذه الحالة الجوية الدور الحيوي للتقارير اليومية التي يصدرها المركز الوطني للأرصاد، فهي بمثابة جرس إنذار يساعد الجميع على الاستعداد المسبق فعلى سبيل المثال، يستطيع الصيادون وأصحاب القوارب تجنب المخاطر البحرية عند معرفتهم بحالة البحر وارتفاع الأمواج، كما أن شركات الطيران والمطارات تعتمد على هذه التنبؤات لتنظيم الرحلات وتفادي الاضطرابات الجوية المفاجئة.
كذلك يعتمد المزارعون على معرفة توقيت هطول الأمطار وكمياتها، إذ تشكل الأمطار فرصة لريّ الأراضي الزراعية بشكل طبيعي، لكنها قد تسبب خسائر إذا جاءت في صورة سيول جارفة لذا فإن الاستعداد المسبق وإدارة المخاطر يخففان من أي آثار سلبية محتملة.
الطقس بين التحديات والفرص
من ناحية أخرى، يرى كثيرون أن الأمطار الغزيرة رغم مخاطرها، تحمل جانباً إيجابياً يتمثل في دعم المخزون المائي في السدود والآبار، وتعزيز الغطاء النباتي في المناطق الجبلية والسهول فالمملكة تعتمد على مثل هذه الحالات المطرية في مواسم محددة لتعويض ندرة المياه الناتجة عن المناخ الصحراوي الجاف.
كما تسهم هذه الأمطار في تحسين جودة الهواء والتقليل من نسب الغبار العالق في الأجواء، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على الصحة العامة، خصوصاً لدى مرضى الجهاز التنفسي والحساسية.
التحذيرات الرسمية
شددت الأرصاد الجوية على ضرورة متابعة النشرات الجوية أولاً بأول، وعدم الانخداع بصفاء السماء المؤقت، إذ إن السحب الركامية قد تتشكل فجأة وتؤدي إلى هطول أمطار غزيرة خلال وقت قصير وأوصت بعدم المجازفة بالعبور من الأودية أثناء جريان السيول، مع التأكيد على أهمية بقاء الأطفال بعيداً عن أماكن تجمع المياه.
كما دعت الجهات الأمنية إلى رفع جاهزيتها تحسباً لأي طارئ، بدءاً من الدفاع المدني مروراً بالفرق الميدانية التي تعمل على فتح الطرق وإغاثة العالقين، وصولاً إلى الجهات الصحية التي تستعد لاستقبال أي حالات طارئة.
أخبار متعلقة :