الرياض - كتبت رنا صلاح - تشهد المملكة العربية السعودية خلال هذه الأيام حالة جوية متقلبة وفق ما أوضحه المركز الوطني للأرصاد في تقريره الصادر يوم الاثنين، حيث رسم ملامح تفصيلية للطقس المتوقع في مختلف المناطق، مبرزًا استمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة، إلى جانب فرص تكوّن السحب الرعدية الممطرة على بعض المناطق الجنوبية والغربية . التقرير لم يقتصر على اليابسة فحسب، بل شمل أيضًا تفاصيل دقيقة عن حالة البحرين الأحمر والخليج العربي، مؤكدًا ضرورة متابعة التحديثات الدورية واتخاذ الحيطة والحذر زموخس بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
الأرصاد السعودية تكشف تفاصيل صادمة عن الطقس: غبار كثيف وأمطار رعدية وحرارة قياسية تضرب المملكة
من أبرز ملامح الطقس التي ركّز عليها التقرير استمرار نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة، خاصة على مناطق الرياض والشرقية ونجران. هذه الظاهرة تُعد شائعة في مثل هذه المواسم، لكنها قد تحمل انعكاسات مباشرة على الصحة العامة وحركة النقل البري. الأتربة الكثيفة عادة ما تؤدي إلى انخفاض مدى الرؤية الأفقية، ما يزيد من احتمالية وقوع حوادث السير، فضلًا عن تأثيراتها السلبية على مرضى الجهاز التنفسي مثل الربو والحساسية.
كما أشار المركز إلى امتداد نشاط هذه الرياح ليشمل المرتفعات الجنوبية الغربية، وهو ما يجعل نطاق التأثير واسعًا ومؤثرًا في قطاعات متعددة، أبرزها الزراعة والنقل، وحتى الأنشطة اليومية للمواطنين.
أمطار رعدية على جازان وعسير
التقرير لم يخلُ من جانب إيجابي يتمثل في توقع تكوّن السحب الرعدية الممطرة، خصوصًا في منطقتي جازان وعسير. هذه المناطق تشتهر بمناخها المعتدل مقارنة بباقي أنحاء المملكة، غير أن الأمطار الرعدية قد تكون سلاحًا ذا حدين. فهي من جهة تجدد الغطاء النباتي وتدعم المزارعين، لكنها من جهة أخرى قد تؤدي إلى جريان السيول في الأودية والشعاب، ما يتطلب رفع مستويات الحذر لدى الأهالي والمسافرين.
الجدير بالذكر أن الأمطار الرعدية عادة ما تكون مصحوبة برياح نشطة، وهو ما يزيد من فرص تدني الرؤية الأفقية، ويؤثر على حركة الطيران في بعض المطارات القريبة من مناطق الهطول.
تباين واضح في درجات الحرارة
من أبرز النقاط التي ذكرها التقرير هو التباين الكبير في درجات الحرارة بين مناطق المملكة. فقد بلغت درجة الحرارة العظمى في مكة المكرمة والمدينة المنورة 42 درجة مئوية، ما يعكس استمرار تأثير الكتل الهوائية الحارة على هذه المناطق. في المقابل، سجلت مدينة الباحة أدنى درجة حرارة صغرى عند 19 درجة مئوية، وهو فارق ملحوظ يكشف عن التنوع المناخي الكبير داخل حدود المملكة.
هذا التباين يفرض تحديات على السكان، حيث يحتاج البعض إلى التعامل مع حرارة مرتفعة تتطلب شرب كميات كبيرة من المياه وتجنب التعرض المباشر للشمس، بينما يواجه آخرون أجواءً أكثر اعتدالًا أو برودة نسبيًا في أوقات الليل والفجر.
رطوبة مرتفعة في جدة وجازان
التقرير لفت الانتباه كذلك إلى ارتفاع معدلات الرطوبة، حيث سجلت جدة وجازان نسبة رطوبة وصلت إلى 85%. هذه النسبة المرتفعة تجعل الإحساس بدرجة الحرارة أعلى مما هو مسجل فعليًا، وتؤثر بشكل مباشر على الراحة الحرارية للسكان. كما أن الرطوبة العالية بيئة مثالية لتكاثر بعض الحشرات والبعوض، ما قد يضاعف من التحديات الصحية في هذه المناطق الساحلية.
تفاصيل الحالة البحرية
لم يغفل المركز الوطني للأرصاد عن الشأن البحري، إذ أوضح أن الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية إلى غربية، بسرعة تتراوح بين 15 و45 كم/ساعة، وقد تصل في بعض الأجزاء إلى 50 كم/ساعة. هذه السرعات العالية قد تجعل الملاحة البحرية أكثر صعوبة، خصوصًا بالنسبة للسفن الصغيرة وقوارب الصيد.
وأشار التقرير أيضًا إلى احتمالية تكوّن السحب الرعدية الممطرة على الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، وهو ما يعني أن الأحوال الجوية قد تتحول فجأة إلى غير مستقرة، ما يستدعي الحذر من جانب الصيادين والرحلات البحرية.
أما فيما يخص ارتفاع الموج، فقد ذكر التقرير أنه قد يصل إلى مترين، فيما تكون حالته ما بين خفيف إلى متوسط الموج، وقد يصبح مائجًا في الأجزاء الجنوبية. هذه التفاصيل تهم بالدرجة الأولى قطاعات النقل البحري والتجاري، إضافة إلى الجهات المختصة بالسلامة البحرية.
أخبار متعلقة :