الرياض - كتبت رنا صلاح - المعلم والمعلمة ليسا مجرد ناقلين للمعرفة، بل هما حجر الأساس في بناء الأجيال وصياغة مستقبل المجتمعات . ومن هنا تأتي أهمية حمايتهم وتوفير البيئة الآمنة التي تكفل لهم أداء رسالتهم النبيلة. وفي خطوة حازمة، أعلنت وزارة التعليم عن تشديد العقوبات على من يتعرض للمعلم أو المعلمة بأي شكل من أشكال الاعتداء، سواء كان لفظياً أو جسدياً أو عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حيث تصل العقوبة إلى غرامة مالية قدرها مليون ريال والسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات اذيصذ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
وزارة التعليم السعودية : مليون ريال وسجن 10 سنوات عقوبة الاعتداء على المعلم أو المعلمة
بحسب ما أوضحته وزارة التعليم، فإن العقوبات المقررة لا تقتصر على الاعتداء الجسدي فحسب، بل تمتد لتشمل:
- الاعتداء اللفظي: أي استخدام كلمات أو عبارات مسيئة بحق المعلم أو المعلمة، سواء داخل الحرم المدرسي أو خارجه.
- الاعتداء الجسدي: أي محاولة إلحاق الأذى البدني أو استخدام العنف.
- الاعتداء الإعلامي: عبر نشر محتوى مسيء أو التشهير بالمعلمين في وسائل الإعلام أو المنصات الإلكترونية.
- الاعتداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي: من خلال التنمر الإلكتروني أو نشر مقاطع فيديو وصور مسيئة تمس كرامة المعلم أو المعلمة.
لماذا هذه العقوبات الآن؟
من يتأمل الواقع التعليمي يدرك أن هناك حوادث فردية متفرقة شهدت اعتداءً لفظياً أو جسدياً أو إلكترونياً على معلمين ومعلمات. هذه الممارسات وإن كانت قليلة، إلا أنها تؤثر سلباً على العملية التعليمية ككل، وتزرع الخوف والإحباط في نفوس المربين.
وزارة التعليم رأت أن حماية الكادر التعليمي مسؤولية وطنية، وأن الحفاظ على كرامة المعلم لا يقل أهمية عن تطوير المناهج أو تحسين بيئة التعليم. فالمعلم الذي يشعر بالأمان والاحترام، سيمنح كل جهده لتعليم أبنائنا وتخريج أجيال واثقة وواعية.
مكانة المعلم في المجتمع
- منذ القدم ارتبط المعلم بالقدسية والاحترام. فالمعلم ليس موظفاً عادياً، بل هو صاحب رسالة إنسانية عظيمة. إذا تعرض هذا الرمز للإهانة، فإن المجتمع كله يتأثر.
- وقد أكد الكثير من الباحثين أن المجتمعات التي تحترم معلميها تحقق نهضة معرفية وعلمية، بينما التي تهمشهم أو تتساهل مع الاعتداء عليهم، تتراجع في سلم الحضارات. لذلك جاء القرار ليعيد التأكيد على أن هيبة المعلم خط أحمر.
البعد القانوني والتشريعي
- من الناحية القانونية، هذه العقوبة تدخل في إطار التشريعات الحديثة التي تهدف إلى ردع الاعتداءات وحماية المرافق العامة. فالمعلم يمثل مؤسسة الدولة التعليمية، والاعتداء عليه لا يعتبر إساءة لشخصه فقط، بل إساءة لهيبة الدولة ومكانتها.
- القوانين المشددة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم: ولي الأمر، الطالب، وحتى أفراد المجتمع. فلا مجال للتهاون مع أي إساءة مهما كان شكلها.
أخبار متعلقة :