قرار سعودي صارم: منع تخفيض أسعار التبغ والعروض المجانية لحماية المجتمع من خطر التدخين

الرياض - كتبت رنا صلاح - تشهد المملكة العربية السعودية خطوات جادة ومتسارعة للحد من انتشار ظاهرة التدخين ومشتقاته، لما تمثله من خطر مباشر على صحة الأفراد والمجتمع . وفي هذا الإطار، جاءت القرارات الأخيرة التي أكدت منع تخفيض أسعار منتجات التبغ أو أي من مشتقاتها، أو تقديمها مجانًا ضمن العروض الترويجية أو كجوائز أو عينات مجانية، وهذه الخطوة تمثل امتدادًا للجهود الوطنية الهادفة إلى مكافحة التبغ والحد من انتشاره بين فئات المجتمع، خصوصًا فئة الشباب، التي تعد الأكثر استهدافًا من شركات الترويج والدعاية ذفكقذ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

قرار سعودي صارم: منع تخفيض أسعار التبغ والعروض المجانية لحماية المجتمع من خطر التدخين

الجهات المختصة في المملكة لم تتخذ هذا القرار عبثًا، بل جاء استنادًا إلى دراسات وأبحاث أثبتت أن تخفيض الأسعار أو تقديم منتجات التبغ بشكل مجاني من أكثر الوسائل التي تستغلها الشركات لتوسيع قاعدة المدخنين، وجذب فئات جديدة نحو هذه العادة الضارة. فعلى سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن نسبة الإقبال على التدخين ترتفع بشكل ملحوظ عند طرح عروض ترويجية تتضمن تخفيضات أو هدايا مجانية مرتبطة بمنتجات التبغ. لذا، فإن منع هذه الممارسات يشكل حاجزًا وقائيًا قويًا ضد التوسع في استهلاك التبغ.

تطبيق القرار يشمل جميع مشتقات التبغ

لا يقتصر القرار على السجائر التقليدية فقط، بل يشمل جميع مشتقات التبغ ومكوناته. ويأتي في مقدمتها السجائر الإلكترونية، المعسلات (الشيشة)، التبغ المسخن، والسيجار، إضافة إلى أي منتجات تحتوي على النيكوتين بغرض التدخين أو الاستنشاق أو المضغ. القرار يمنع أيضًا إدراج أي منتج من هذه الفئة ضمن الحملات الإعلانية التي تقدم خصومات أو هدايا أو عروض “اشتر واحد واحصل على الآخر مجانًا”، وهي الطرق التي كانت تعتمدها الشركات سابقًا للترويج لمنتجاتها بطرق غير مباشرة.

المنع يتماشى مع الأنظمة الدولية

المملكة عضو في الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، والتي تنص بوضوح على ضرورة منع جميع أشكال الدعاية والترويج والتخفيضات السعرية لمنتجات التبغ. ومن هذا المنطلق، فإن القرار السعودي ينسجم تمامًا مع المعايير العالمية لحماية الصحة العامة، ويعكس التزام الدولة بمسؤوليتها تجاه الحد من الآثار السلبية للتدخين، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والرئة.

أهداف القرار وآثاره المباشرة

الهدف الأساسي من هذا القرار هو تقليص جاذبية منتجات التبغ لدى المستهلكين، خاصة الشباب والمراهقين الذين يتأثرون بسهولة بالعروض التجارية والإعلانات الترويجية. فعندما يُمنع تخفيض السعر أو تقديم الهدايا، يصبح المنتج أقل جذبًا، خصوصًا للفئة العمرية التي لا تملك دخلًا ثابتًا أو قدرة شرائية عالية. كما يهدف القرار إلى تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة استهلاك التبغ، وإيصال رسالة واضحة مفادها أن هذه المنتجات لا يمكن التعامل معها كسلعة ترفيهية أو استهلاكية عادية، بل هي مواد مضرة يجب الحد من انتشارها.

أخبار متعلقة :