الرياض - كتبت رنا صلاح - في ظل التحول الرقمي المتسارع، يواجه آلاف المعلمين والمعلمات في المملكة العربية السعودية معضلة يومية مع تطبيق "حضوري" الإلكتروني، الذي تحول من أداة تقدم إلى مصدر قلق مستمر . النظام المصمم لتوثيق الحضور والانصراف أصبح يشكل تهديدًا ماليًا للمعلمين، حيث قد يؤدي مجرد عطل تقني إلى خصم يوم كامل من الراتب، مما أثار حالة من الإحباط وفقدان الثقة في المنظومة التقنية التعليمية طهتشف بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة
أزمة غير مسبوقة في مدارس السعودية .. تطبيق حضوري يحرق رواتب 500 ألف معلم في المملكة وهذا السبب
- يعاني المعلمون من تبعات ملموسة نتيجة الأعطال المتكررة في التطبيق، حيث يؤدي تأخر تسجيل الدخول الصباحي إلى تراكم ساعات التأخير التي قد تصل إلى خصم يوم عمل كامل وفقًا للوائح الحالية. الأكثر إيلامًا أن هذه الخصومات لا تعكس تقصيرًا من المعلمين، بل تنتج عن مشاكل تقنية خارجة عن إرادتهم.
- ويوضح المعلم سعيد القحطاني حجم المعاناة بقوله: "نحن أمام مفارقة صعبة، حيث نتحمل مسؤولية أخطاء لم نرتكبها. التقنية يجب أن تكون حليفًا لنا وليس مصدر تهديد".
الاختناق الرقمي: عندما ينهار النظام تحت وطأة الضغط
- تتجلى المشكلة الأساسية في الذروة الصباحية عندما يحاول آلاف المعلمين الدخول إلى التطبيق في نفس اللحظة، مما يتسبب في بطء شديد أو انهيار كامل للخدمة. هذه الظاهرة ليست فريدة، لكنها تكتسب خطورة خاصة عندما تترجم مباشرة إلى خسائر مالية للمستخدمين.
ويؤكد خبراء تكنولوجيا التعليم أن الحلول التقنية متاحة، ومن أبرزها:
- تعزيز البنية التحتية للخوادم لاستيعاب حركة المرور الكثيفة
- تطوير آلية عمل دون الحاجة لاتصال إنترنت مستمر
- تصميم نسخة محسنة تتحمّل الضغوط في أوقات الذروة
تداعيات نفسية تعيق الأداء التعليمي
- ما وراء الخسائر المالية، تكمن تأثيرات نفسية عميقة على المعلمين. فالقلق الصباحي من عدم تسجيل الحضور يستنزف طاقاتهم الذهنية ويقلل من حماسهم التعليمي. كثيرون يلجأون إلى الحضور المبكر بساعات كإجراء وقائي، بينما يعيش آخرون في حالة ترقب دائمة لفشل النظام.
وينعكس هذا الضغط النفسي سلبًا على جودة التعليم، فالمعلم المشغول باحتمال خصم مالي لا يمكنه تقديم أفضل ما لديه داخل الفصل الدراسي.
التحول الرقمي الحقيقي: بين الطموح والتطبيق
- تشهد المملكة قفزات نوعية في مجال الرقمنة، ويمثل قطاع التعليم ركيزة أساسية في هذه الاستراتيجية. لكن تجربة تطبيق "حضوري" تكشف عن فجوة بين الطموحات التقنية والتنفيذ العملي. النجاح الحقيقي للتحول الرقمي لا يقاس بإطلاق التطبيعات فقط، بل بمدى موثوقيتها واستقرارها وعدالتها في التعامل مع المستخدمين.
نحو حلول عاجلة وإنصاف للمعلمين
تتصاعد المطالب باتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه الأزمة، أبرزها:
- إيقاف الخصومات المالية مؤقتًا لحين استقرار النظام
- اعتماد فترة تجريبية حقيقية دون مساءلة مالية
- توفير بدائل يدوية لتوثيق الحضور عند تعطل النظام
- إنشاء قنوات اتصال فعالة للإبلاغ عن الأعطال
التقنية الناجحة هي التي تخدم مستخدميها، لا أن تتحول إلى مصدر إزعاج يومي. والمعلمون، وهم حجر الأساس في العملية التعليمية، يستحقون نظامًا داعمًا لا نظامًا يعاقبهم على أخطاء ليست من صنعهم.
أخبار متعلقة :