الرياض - كتبت رنا صلاح - أعلنت شركة الخطوط الجوية العربية السعودية عن إيقاف رحلاتها الجوية بشكل نهائي إلى أربع عواصم عربية تشهد اضطرابات أمنية وسياسية متصاعدة، وهي: صنعاء في اليمن، الخرطوم في السودان، دمشق في سوريا، وطرابلس في ليبيا . ويأتي هذا القرار بعد إجراء تقييمات أمنية دقيقة وشاملة بالتعاون مع الجهات المختصة داخل المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الاستناد لتقارير دولية متخصصة في سلامة الطيران والمجال الجوي ظاتيق بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
صدمة للمسافرين .. السعودية توقف فجأة جميع رحلاتها إلى هذه الدول العربية – والسبب مفاجأة
يمثل هذا القرار خطوة احترازية تهدف إلى حماية أرواح المسافرين وأطقم الطيران، إضافة إلى ضمان الحفاظ على معايير السلامة التشغيلية التي تضعها الخطوط السعودية في أعلى أولوياتها، وهو ما يتوافق مع القواعد الدولية للطيران المدني التي تشدد على ضرورة تقييم المخاطر في المناطق المضطربة قبل تنفيذ أو استمرار الرحلات الجوية إليها.
أسباب وراء إيقاف الرحلات.. تقييمات أمنية متواصلة
أوضحت الخطوط الجوية السعودية أن قرارها جاء بعد دراسة دقيقة للتطورات الميدانية في تلك الدول، حيث تشهد هذه العواصم أوضاعًا سياسية وعسكرية معقدة تتراوح بين النزاعات الداخلية والصراعات المسلحة والانهيار الجزئي أو الكلي للبنى التحتية الجوية والمطارات.
- صنعاء: تشهد العاصمة اليمنية نزاعًا مسلحًا مستمرًا منذ سنوات، أدى إلى تضرر المطار وغياب منظومة السلامة الجوية.
- الخرطوم: تشهد العاصمة السودانية اشتباكات متواصلة وصراعًا عسكريًا أدى إلى اضطراب المجال الجوي وتعطّل الحركة المدنية.
- دمشق: على الرغم من تراجع حدة النزاع، إلا أن الأجواء السورية ما زالت تصنف ضمن المناطق غير الآمنة للطيران.
- طرابلس: النزاع الداخلي وعدم استقرار الوضع الأمني يجعل من تشغيل الرحلات المدنية مخاطرة عالية.
وأكدت الشركة أنها تعتمد في قراراتها على تقارير رسمية صادرة من الهيئة العامة للطيران المدني السعودي، إلى جانب المعلومات الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ومنظمات إقليمية متخصصة في تقييم سلامة الأجواء حول العالم.
أهمية الخطوط الجوية المتوقفة ودورها في تحقيق التواصل العربي
منذ تأسيس الخطوط السعودية عام 1945، لعبت الشركة دورًا بارزًا في تعزيز الاتصال بين الشعوب العربية، وافتتاح خطوط مباشرة إلى عدد من العواصم كان يساهم في:
- تنشيط التجارة البينية.
- تعزيز التبادل الثقافي والسياحي.
- تسهيل حركة الحجاج والوافدين إلى المملكة.
- دعم التنمية الاقتصادية المشتركة.
إلا أنّ التحولات العميقة في الخرائط السياسية والأمنية في بعض الدول العربية خلال السنوات الأخيرة جعلت استمرار هذه الخطوط في الوقت الحالي أمرًا غير ممكن، حفاظًا على متطلبات السلامة الجوية.
تأثير القرار على الركاب والحجوزات
حرصت الخطوط السعودية على التأكيد بأنها ستقوم بـتسهيل جميع الإجراءات المتعلقة بالمسافرين، سواء من حيث:
- استرجاع قيمة التذاكر.
- إعادة الحجز على وجهات بديلة.
- إعادة جدولة الرحلات في حال عودة التشغيل مستقبلاً.
ودعت الشركة جميع العملاء الذين لديهم حجوزات سابقة إلى التواصل عبر:
- مراكز خدمة العملاء الرسمية.
- تطبيق الخطوط السعودية.
- موقع الشركة الإلكتروني.
- مكاتب المبيعات المعتمدة.
كما أكدت الخطوط السعودية على أهمية متابعة الإعلانات الرسمية فقط، لتجنب المعلومات غير الدقيقة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قرار يتماشى مع المعايير الدولية لسلامة الطيران
- القرار لا يعد استثناءً سعوديًا، إذ اتخذت العديد من شركات الطيران الكبرى حول العالم قرارات مشابهة بإيقاف أو تعليق رحلاتها إلى مناطق نزاع، بما في ذلك شركات أوروبية وآسيوية وعربية. يأتي ذلك التزامًا بتوجيهات منظمة الطيران المدني الدولي التي تشدد على ضرورة تقييم البيئة الأمنية قبل اتخاذ أي قرار تشغيلي.
وتشير المنظمة إلى أن الطيران في أجواء غير مستقرة يعرض الطائرات المدنية إلى مخاطر متعددة مثل:
- إطلاق النار العشوائي أو الاستهداف العسكري.
- تعطل أنظمة الملاحة والاتصال.
- ضعف السيطرة على المجال الجوي.
- خطر الألغام أو الصواريخ قصيرة المدى.
كما أن مراحل الإقلاع والهبوط هي الأكثر حساسية في كل رحلة جوية، وتزداد خطورتها حين تكون البنية التحتية للمطار غير مستقرة أو خاضعة لسيطرة متفاوتة.
ويعكس قرار الخطوط الجوية السعودية بإيقاف رحلاتها إلى عدد من العواصم التي تشهد اضطرابات أمنية التزامًا صريحًا بحماية أرواح الركاب وأطقم العمل، وتطبيقًا دقيقًا للمعايير الدولية في مجال سلامة الطيران. ورغم أن هذه الخطوط تمثل روابط تاريخية بين شعوب المنطقة، فإن الظروف الراهنة تجعل السلامة أولاً هي القاعدة الأساسية في اتخاذ القرار. وتؤكد الشركة استمرارها في مراقبة التطورات وإمكانية استئناف الرحلات فور توفر بيئة آمنة ومستقرة.
أخبار متعلقة :